متفرقات

ما هي أفضل المدن في العالم لإقامة المغتربين؟

هناك اعتبارات عدة لاختيار المكان الذي تنوي الإقامة فيه خارج وطنك، من هذه الاعتبارات: الأحوال المناخية، سهولة كسب الأصدقاء، وتكلفة المعيشة. لكن رغم أخذ ذلك في الحسبان، قد يكون هناك مغتربون فى بلد ما أسعد من أقرانهم في بلد آخر، فلماذا؟

لمعرفة أي الوافدين أسعد هذه الأيام، استطلعت مؤسسة «انترنيشنز» آراء 14 ألف وافد في 160 بلداً. وشملت أسئلة الاستطلاع الحياة العائلية، وظروف العمل، والوضع المالي، وسهولة الاندماج في المجتمع.
ومع الأخذ في الاعتبار اختلاف العوامل التي تساهم في ترتيب كل مكان منها، احتلت الإكوادور المركز الأول بين البلدان التي يعتبر فيها الوافدون أكثر سعادة، لكونها الأرخص في تكلفة المعيشة. أما من حيث توفر فرص العمل فجاءت لوكسمبورغ، وسويسرا. ومن حيث سهولة إقامة الأصدقاء، جاءت المكسيك والولايات المتحدة في المقدمة.

الإكوادور… اكثر سعادة

حازت الإكوادور على أعلى الدرجات كأفضل بلد في تكلفة المعيشة، وسهولة التعامل مع سكانها الأصليين. ويقيم معظم الوافدين في العاصمة كويتو المعروفة بتنوعها العرقي أو كوينكا. إلا أن عدداً كبيراً منهم ينتقل إلى غواياكيل، المركز المالي للبلاد. ويقول المقيمون إن من بين عوامل الجذب هنا تطوير منطقة وسط المدينة وزيادة فرص العمل.
يقول بارك ويلسون، وهو أصلاً من الولايات المتحدة في مدونته التي تحمل اسم فيفا تروبيكال: «تماماً كما تعتبر نيويورك المركز المالي ولوس أنجلوس القبلة الفنية والترفيهية للولايات المتحدة، فإن الأهمية المالية لمدينة غواياكيل تقابل المكانة الثقافية لمدينة كويتو».
ويضيف: «يلخص سكان الإكوادور هذه المقارنة من خلال المثل السائد الذي يقول: يكتسب المال في غواياكيل، وينفق في كويتو».
بيد أن غواياكيل تتحول الآن إلى مركز ثقافي على وجه كامل. مشروع «ماليكون 2000» التنشيطي الذي يعلن عنه على لوحة تمتد على مسافة 4 كيلومتر، ساهم في تطوير منطقة الواجهة البحرية بانتشار المطاعم ومحلات الملابس الحديثة والشقق الراقية.
كما أن هناك منطقة «سيرو سان آنا» التي تتربع على قمة مرتفع بارز (يمكنك الوصول إليها بصعود 444 درجة)، وما تضمه من محال الحرف اليدوية التي تنتشر فيها، والإطلالة الرائعة على نهر غواياز.

لوكسمبورغ… فرص عمل

يجد الباحثون عن مستقبل وظيفي من الوافدين في لوكسمبورغ الكثير من الفرص في هذا البلد الأوروبي الصغير الذي يحتل الترتيب الثاني في هذا الاستطلاع. فحسب الاستطلاع، فإن ثلثي الوافدين إلى لوكسمبورغ ذهبوا إليها للبحث عن عمل.
وتبلغ نسبة الوافدين في لوكسمبورغ 40 في المئة من السكان. بقية السكان، وهم الغالبية، تضمن سهولة تواصل القادمين الجدد مع أقرانهم من الأجانب، وهو ما يعطي المدينة مذاقاً عالمياً.
تقول روث فينديرينهو، الكاتبة التي انتقلت من لشبونة عام 2012 و تكتب عن تجربتها في مدونتها التي تحمل عنوان «أم وافدة في لوكسمبورغ»: «عندما جئت إلى هنا للمرة الأولى، كنت في بارك ميرل، الملعب الرئيسي للمدينة، وكان مزدحما بالأطفال والأمهات. كنت مندهشة من كثرة عدد اللغات التي كنا نسمعها في مكان واحد. كل واحد كان يتحدث بلغة مختلفة، لكن الجميع كانوا يمرحون سوية».
وتضيف: «التواصل مع الوافدين الآخرين أمر سهل، ودائماً تجد الوافدين يرغبون في المساعدة بتقديم المعلومات عن السكن، والضرائب، والمدارس، وغيرها من المسائل. لا تشعر بالوحدة هنا إلا إذا أردت أنت أن تشعر بذلك».
وبينما يفضل غير المتزوجين والأزواج الذين ليس لديهم أطفال السكن قريباً من مركز المدينة، فإن لذلك ثمناً. إذ أن غرفة نوم صغيرة في شقة مشتركة يمكن أن يصل إيجارها إلى 1،000 يورو. لكن وسط لوكسمبورغ يتحول إلى منطقة هادئة وادعة بعد تعب يوم العمل، لذلك فالذين يبحثون عن أوقات مسائية صاخبة عليهم التوجه إلى كلاوزن، إلى الشمال الشرقي من مركز المدينة.
يقول مايك مكويدي الذي انتقل إلى هنا من الولايات المتحدة قبل عامين ويكتب عن تجربته كوافد في مدونته «أميركي في لوكسمبورغ»: «كلاوزن هي المكان الذي يحتضن التكنولوجيا المتقدمة، حيث تجد هنا ميكروسوفت وسكايب، وأمازون، إضافة إلى الحياة الصاخبة ليلاً».
أما العائلات فتفضل العيش في ضواحي المدينة، خصوصاً بسبب نظام المواصلات العامة الممتاز الذي يجعل التنقل سهلاً. وتهوي قلوب الوافدين إلى ضاحيتي بيلاير وميرل، وتقع كلاهما غربي مركز المدينة، بسبب قربهما من المدرسة الدولية. كما أن تكلفة السكن يطبقها أرباب العائلات في ضواحي بيرترينغ وستارسين.

مكسيكو سيتي… تأقلم وراحة

تجعل مدينة مكسيكو سيتي الوافدين إليها يشعرون كأنهم في أوطانهم، وليسوا في غربة. وتحتل المدينة المرتبة الأولى في سهولة التأقلم بالنسبة الى الوافدين، إذ تبين أن نسبة 91 في المئة من الوافدين يشعرون بالراحة في المكسيك رغم أن الأخبار تتحدث دائماً عن خطورة العيش فيها.
وبينما يعتبر الأمن الشخصي مصدر قلق، إلا أن مكسيكو سيتي شهدت هبوطاً في معدل الجرائم منذ عام 2011، في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة الجريمة في المدن الأخرى. لكن بشكل عام، يجد الوافدون في الطبيعة الحميمة للمواطنين وفي ثقافة المجتمع تعويضاً عن الشعور بالخطر.
يقول جاستن أرميني الذي انتقل من الولايات المتحدة إلى المكسيك قبل عامين، ويعمل طباخاً في أحد المطاعم: «عندما وصلت للمرة الأولى هنا، وجدت شعوراً عائلياً جميلاً يغمر الحياة اليومية هنا. خلال أيام السبت والأحد تمتليء الحدائق بالأطفال والعائلات، يتناولون الغداء مع بعضهم البعض، ويستمتعون بالتنزه معاً بعد العشاء».
يوجد في العاصمة مكسيكو سيتي أحياء متنوعة تتراوح بين الوداعة والنشاط الكبير. يمكنك أن تعيش في بولانكو مع جميع المرافق والمطاعم التي توجد في أي مدينة راقية.
يقول أرميني: «في كويوكان تجد مجتمعاً يغلب عليه طابع مجتمعات «الهيبي»، بينما روما تشبه بروكلين، حيث تنتشر فيها أماكن التنزه والمقاهي، ومحلات الأزياء الصغيرة، ومحلات بيع الخمور».
وعلى بعد 24 كيلومتراً إلى الجنوب من مركز المدينة، تنفرد خوشيميلكو بالمظاهر التاريخية للمدينة بما فيها الحدائق الطافية التي تعود للحقبة الأزتكية، وسوق تقليدية ومنازل تعود للحقبة الاستعمارية، وعدد من الكنائس.

زيورخ… مستوى معيشي مرتفع

كما هو الحال في لوكسمبورغ، تجتذب سويسرا الوافدين المهتمين بالعمل في قطاع البنوك وأسواق المال. يعيش في زيورخ على وجه التحديد خليط من السويسريين الألمان، والسويسريين الفرنسيين، والسويسريين الطليان، إلى جانب جنسيات أخرى، وجميعهم تقريباً يتحدثون الإنكليزية.
تقول غايل كوتون وهي وافدة سابقة إلى زيورخ وما زالت تزورها باستمرار: «تتميز المدينة بمستوى معيشة مرتفع جداً، لذا فإن معظم الوافدين مرتاحون جداً هنا، فضلاً عن ذلك، يوجد هنا نظام ناجع لمساعدة العائلات التي لديها أطفال، كما أن المدارس والعلاج الطبي هنا على مستوى ممتاز».
السكن وسط مدينة زيورخ مكلف جداً، لذا فإن معظم الوافدين يقطنون في الأحياء المجاورة لبحيرة زيورخ، مثل كليشبيرغ، وهورغين، وزخميكون، وميلين.
تقول كوتون: «السفر إلى المدينة ميسر بفضل نظام المواصلات العامة الفعال من ترام، وحافلات، وقطارات».
لكن بناء علاقات صداقة هنا ليس سهلاً بسبب الطابع الرسمي لرجال الأعمال، والطبيعة الشخصية للألمان السويسريين بشكل خاص. لكن الصداقة التي يبنيها الوافدون يمكن أن تستمر مدى الحياة.

نيويورك… اثارة، حميمية وترفيه

تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الخامسة من بين أفضل البلدان للوافدين، ويعود ذلك جزئياً إلى حميمية مواطنيها ووفرة وسائل الترفيه فيها. معظم الوافدين وجدوا وفرة في فرص العمل وشعروا بسهولة الإندماج في المجتمع. وتمثل مدينة نيويورك بتنوع سكانها وغناها الثقافي صورة لهذا الواقع.
تقول ميش سليد التي انتقلت إلى نيويورك قادمة من لندن عام 2012 وصاحبة مدونة «ميكنغ إت إني وي»: «نيويورك مدينة مثيرة ومفعمة بالحيوية. تشعر هنا بأنك في مكان لا يشبهه مكان آخر في العالم. هنا يتميز الناس بإيثار الناحية العملية، وهو ما يجد ترجمته في العمل بجد، ولكن أيضاً ترك مساحة للترفيه. إنها ثقافة تركز على إنجاز العمل لا تجدها بهذا الوضوح في أي مدينة في العالم».
تكلفة السكن في نيويورك تجعل كثيراً من الوافدين يتريثون، لأن الحياة في المدينة هي الأكثر تكلفة في الولايات المتحدة. رغم ذلك، فإن المقيمين في نيويورك يمكنهم أن يوفروا في النفقات بالاعتماد على تناول الطعام خارج البيت، والذي يمكن أن يكون جيد النوعية ومعتدل السعر. كما يمكن الاستغناء عن اقتناء سيارة والاعتماد على استخدام مترو الأنفاق.
ومع أن الحياة في نيويورك سريعة الإيقاع، يمكن للباحثين عن مكان أهدأ بالتوجه إلى “بارك سلوب” في بروكلين، أو منطقة آبر ويست سايد. ومن بين الأحياء الثمانية التي عاشت فيها تفضل سليد مدينة إيست فيليدج.
وتقول سليد: «بالنسبة الى الموقع والطعام، تعتبر إيست فيليدج المكان الأنسب. حيث من السهل الانتقال منها إلى أي مكان مفيد. فضلاً عن أن مدينة إيست فيليدج مزدحمة بالمطاعم، ومحال بيع الثياب، ويغلب عليها طابع الاسترخاء.

بي بي سي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق