الأسبوع الثقافي

توقيع كتاب «سمير جعجع: حياة وتحديات» للناشطة ندى عنيد في القاهرة

أقامت دائرة الثقافة والفنون في القوات اللبنانية حفل توقيع الكتاب الجديد «سمير جعجع: حياة وتحديات»، للكاتبة والناشطة الحقوقية ندى عنيد في فندق «ماريوت» القاهرة في قاعة  “salon vert” الأثرية في حضور نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السفير محمد ابو الخير ممثل شيخ الازهر ومستشار العلاقات الخارجية السفير عبد الرحمن موسى، ممثل نقيب الاشراف عادل مجاهد، مستشار رئاسة الجمهورية عبدالفتاح نصار، ممثل سفير لبنان في القاهرة القنصل كمال ابو مرشد، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط نزيه النجاري ممثلاً بزوجته فاطمة النجاري، ونخبة من قادة الفكر والرأي، من الكتاب والمثقفين والديبلوماسيين العرب والمصريين والإعلاميين.
كما شارك وفد قواتي من لبنان ضم: النائب انطوان زهرا، مسؤول جهاز التنشئة السياسية في القوات طوني حبشي، رئيس تحرير الأخبار في إذاعة لبنان الحر طوني مراد، مديرة المكتب الاعلامي للدكتور سمير جعجع انطوانيت جعجع ورئيسة جهاز تفعيل دور المرأة فى الحزب مايا زغريني.

تقديم
قدم الحفل الاعلامية المصرية نورا شلبي، ثم ألقت أنطونيت جعجع كلمة رحبت فيها بالحضور ونقلت تحية الدكتور سمير جعجع «لشعب مصر تلك الدولة التي تعد منبراً للحرية والعدالة والكرامة معلقة بقولها مصر أم الدنيا وقد الدنيا».
وأوضحت «أن اختيار القاهرة من دون باقي عواصم العالم لتوقيع الكتاب جاء بسبب مقولة شهيرة في التراث العربي مفادها أن مصر تكتب وما زالت تكتب، بيروت تطبع وما زالت تطبع، وبغداد تنشر وما زالت تنشر»، مؤكدة أن «مصر كانت وستبقى رائدة في الفكر والثقافة، وأننا كحزب القوات اللبنانية لسنا هواة حرب بل دعاة سلام نمد اليد لكم انتم قادة الرأي لنتحاور ونتناقش وقد نختلف أحياناً ونتفق أحياناً أخرى ولكن لا بد لنا من الحوار والشراكة بين الشعبين حول قضيتهما الواحدة وهي قضية الحرية».
ووصفت جعجع الكتاب بأنه «ليس مجرد حبر على ورق وإنما تأريخ لنضال جماعة من الناس رفضت الظلم والقهر وناضلت من أجل مفهوم الدولة الراعية للحرية»، مشيرة إلى أنه «يوم اعتقل سمير جعجع، اعتقد من اعتقله انه اعتقل شخصاً إلا أنه اعتقل الحرية والانسان ومنطق الدولة».
وأشادت بـ «دور مصر الريادي الذي يستحق الثقة، وأنها بلد محمد عبده ونجيب محفوظ وطه حسين وتوفيق الحكيم، فمصر هي الإنسان الطيب والشعب الطيب والأرض التي تعطي»، موضحة أن «التمازج بين مصر ولبنان خلق نوعاً من التشابه التاريخي، فكما مر لبنان بأزمات ومراحل صعبة وتكهنات خارجية تمكنت من تخطيها، استطاعت مصر أيضا من تخطي أزماتها وستنتصر على الإرهاب».

عبيد
وخلال تقديمه للحلقة النقاشية حول الكتاب، أثنى الكاتب والإعلامي المصري مصطفى عبيد على الكتاب، معتبراً أنه «سرد تاريخي مهم لدولة شهدت أزمات متتالية، وليس تفريغاً لحياة شخص كما يرى البعض وإنما وجود شخصيات خارج المشهد تحكي تلك الأحداث وشهادات ليست مؤيدة له في بعض الأحيان، دليل على أنه شاهد على الأحداث وتأريخ لوقائع وحقائق».
وأوضح أن «المشهد اللبناني كان دائماً عصياً على الفهم محملاً بأفكار ومواقف متباينة صعبة التحليل، ومن هنا جاء الكتاب إطلالة جديدة للمشهد اللبناني الذي ساهم في تحطيم أجزائه المتاجرون بالقومية العربية، ويدفعنا للاطلال على مشهد ساهم الاحتلال السوري على لبنان حاكماً ومتحكماً ومتسلطاً في رسم زواياه وفق ما يعتبره حقا مطلقاً».
وقال عبيد: «إن الفترة الزمنية التي اشتد فيها الهجوم على الدكتور سمير جعجع وتوجيه الاتهامات له بل واعتقاله خلال الفترة من 1989 وحتى 2005، كان الصوت المتحكم في لبنان هو صوت النظام السوري المحتل لأراضيه آنذاك، ولم يكن هناك صوت آخر يستطيع الظهور أو حتى الدفاع عن نفسه وخصوصاً لمن يرى أن سيادة لبنان أولوية أولى وأخيرة».

عنيد
وحول كتابها، أكدت الكاتبة اللبنانية ندى عنيد إن «اختيارها لشخصية السياسي اللبناني سمير جعجع مادة لكتابة مؤلفها الجديد (سمير جعجع: حياة وتحديات)، جاء من ولعها بشخصيته دون أن تعرفه بصورة شخصية».
وأشارت عنيد الى أنها «بدأت فكرة الكتاب من متابعتها للشخصية وطلبت تحديد موعد معه كانسان عادي لديه فضول لمعرفة المزيد عنه»، مؤكدة أنها «لم تعرف بترشحه للرئاسة الا عند ختم الكتاب».
ولفتت عنيد الى أنها «اختارت شخصيته لأنها مثيرة للجدل والفضول، ولها طابع روائي ممتاز وحلم لكاتبة مثلها، خصوصاً أنه السياسي اللبناني الوحيد الذي طلب الاعتذار في خطاب شهير، وللأسف كان اللبنانيون جميعهم ينتظرون سياسيين آخرين يطلبوا الاعتذار للبنان ولم يحدث، مؤكدة أن الأحداث السياسية التي يهاجمها به الإعلام موثقة في الجرائد، نافية وجود طابع رومانسي في الكتاب، لأن الشخصية لم تسرد التفاصيل التي رأتها غير مجدية للقارىء».
وأشادت الكاتبة بمصر واصفة إياها بأنها «البلد القوي الذي يعد منبراً للفكر والثقافة، وأنها أنجبت أهم المفكرين في العالم العربي وخلقت جسر تواصل على المستوى العربي والفني والثقافي بين دول العالم العربي كله»، مؤكدة أنها «منبر لكل طامح لفكر أفضل وبناء إنسان أفضل».
ونوهت إلى أن «الكتاب بالنسبة اليها بمثابة المعركة التي تخوضها في البحث والتوثيق في تاريخ وطنها الذي يبحث عنه الشرفاء، وأنها تمكنت من خلال كتابها حصر سنوات دراسته ومواجهته للحرب على لبنان والاتهامات التي لاحقته وسنوات السجن التي دفعها من عمره في سبيل الحرية»، مبينة ان «الكتاب يختصر مرحلة مهمة من تاريخ الحرب اللبنانية التي يعد جعجع أهم لاعب فيها».
وكشفت عنيد أنها «بدأت بكتابة هذا الكتاب بعد 18 ساعة من الحديث مع جعجع، وبعد إجرائها بعض الأبحاث لمواكبة قصته الشخصية وتحديد الإطار السياسي والتاريخي الذي دارت فيه».

حبشي
بدوره، وصف مسؤول جهاز التنشئة السياسية في القوات طوني حبشي حياة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، بالتجربة «مثلثة الأضلاع، لرجل اصطاده العنف يوم كان في جامعته يبحث عن المعرفة الطبية وكانت غايته المساهمة في شفاء الإنسان، ودافع عن وطنه في مواجهة عنف القوات السورية الأسدية التي ارتأت لضمان استمرارها وهيمنتها على لبنان خنق نفس الحرية بحبسه 11 عاماً في زنزانة ضيقة».
وأكد حبشي أن «جعجع تاريخه يدل على تجربة إنسانية شاملة تؤكد أن سلاح الموقف أقوى من سلاح العنف. وأوضح أن لبنان تعرض لأزمات اغتالت كل خيراتها وأدت إلى حروب أهلية وتهجير وقتل واغتيالات، ما يستوجب إعادة إرساء المواطنة وأسس الدولة القوية القادرة على تعميق الانتماء الثقافي لمجتمع يقر بالتعددية».
وعن جرائم داعش، قال حبشي «ان العنف الذي تمارسه تلك الجماعات المتطرفة حول لبنان حولته إلى مسرح لطموحات الخارج في أرضه وهو عنف يعتبر أنه يمتلك الحقيقة كاملة وعلاقته مباشرة بالله، فيجعلون كل إنسان ضحية لهذا العنف المقدس لديهم».
وأشاد حبشي بدور مصر الريادي في العالم العربي، داعياً إلى عودة هذا الدور بقوة من جديد، لا سيما ريادتها الثقافية والفكرية التي بسببها يلتف حولها العالم الذي يريد أن يتغلغل فيها لهدمها، وتحاول بعض الجهات توسل العنف رفضاً للآخر وتهديدا لأمن البلاد، إلا أن مصر أثبتت للعالم أنها متماسكة محافظة على حريتها وتعدديتها وتتخذ من الانفتاح وسيلة للبقاء والاستمرار».
وأوضح «أن الإنسان والحرية تجربة متلازمة وفي جوهرهما قضية واحدة وهي قضية الإنسان الذي يبحث عن حريته وتطوره واحترام الآخر»، مبيناً «أن تجربتي لبنان ومصر على اختلافهما من حيث الموقع الجغرافي والانتماء الوطني، واحدة في مواجهة العنف الذي يسير في اتجاهين، إلغاء الإنسان وقمع حريته ليتحول إلى أداة للعنف».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق