أبرز الأخبارسياسة عربية

وزير الدفاع الإسرائيلي يتحدى نتانياهو بسبب خطط ما بعد الحرب في غزة

واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم الأربعاء تحدياً علنياً من وزير الدفاع يوآف غالانت في ما يتعلق بخطط ما بعد الحرب في قطاع غزة، إذ تعهد الأخير بمعارضة أي حكم عسكري إسرائيلي طويل الأمد للقطاع الفلسطيني المدمر.

ومثل بيان غالانت، الذي بثه التلفزيون، أوضح معارضة من داخل القيادة العليا ضد نتانياهو في الصراع متعدد الجبهات المستمر منذ سبعة أشهر والذي أحدث انقسامات سياسية في إسرائيل وخارجها.

وأشار نتانياهو، في تعقيب لم يذكر فيه غالانت صراحة، إلى أن الأميرال المتقاعد يختلق «أعذاراً» لعدم القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في صراع دخل شهره الثامن.

لكن رئيس الوزراء المخضرم المنتمي إلى التيار المحافظ سرعان ما بدا أنه محاصر داخل حكومة الحرب التي يرأسها. وقال بيني غانتس الجنرال السابق والمنتمي إلى تيار الوسط إن غالانت «قال الحقيقة». وغانتس، هو العضو الثالث الذي يحق له التصويت في حكومة الحرب، إلى جانب نتانياهو وغالانت.

ومع تكرار غالانت التشديد على أهداف حكومة نتانياهو المتمثلة في هزيمة حماس واستعادة المتبقين من الرهائن المحتجزين خلال هجوم السابع من تشرين الأول (اكتوبر) الذي شنته حماس، ذكر غالانت أن هذه الأهداف لا بد أن تكتمل بإرساء أساس الحكم الفلسطيني البديل.

وقال غالانت «لا بد أن نفكك قدرات حماس على الحكم في غزة. مفتاح هذا الهدف هو التحرك العسكري وترسيخ بديل لحكم غزة».

وأضاف «في غياب هذا البديل، لا يتبقى سوى خيارين سلبيين وهما إما حكم حماس في غزة أو الحكم العسكري الإسرائيلي في غزة». مضى قائلاً إنه سيعارض السيناريو الثاني وسيحث نتانياهو على أن يقسم على تجنبه.

وذكر غالانت أنه، منذ تشرين الأول (اكتوبر)، حاول ترويج خطة لترسيخ «بديل فلسطيني حاكم غير عدائي»، إلا أن تلك الجهود «لم تجد استجابة» داخل الحكومة الإسرائيلية.

وأعادت طريقة توجيه الانتقاد، عن طريق مؤتمر صحفي أُعلن عنه مسبقاً وبثته الإذاعة والتلفزيون الإسرائيليان على الهواء، إلى الأذهان ذكريات تحذيرات غالانت المدوية في آذار (مارس) 2023 من أن الضجيج حول تعديل قضائي يسعى نتانياهو إلى تطبيقه يهدد التلاحم العسكري.

وأعلن نتانياهو حينئذ أن غالانت سيُفصل من منصبه، لكنه تراجع وسط سيل من الاحتجاجات في الشوارع. ويعتقد بعض المحللين الدفاعيين أن تنبؤ غالانت برهن على صحته قدرة حماس على مباغتة القوات الإسرائيلية بعد بضعة أشهر.

وقال غالانت يوم الأربعاء «أنا لا ألوم أحداً. في بلد ديمقراطي، في اعتقادي، من المناسب لشخص، ولا سيما وزير الدفاع الذي يشغل منصباً، أن يجعل الأمر معلناً».

وانتقادات غالانت المتعلقة بغزة استدعت انتقادات الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، التي تسعى إلى استغلال الحرب في منح دور للسلطة الفلسطينية المدعومة دولياً.

ويرفض نتانياهو هذا، ويصف السلطة الفلسطينية بأنها كيان عدائي، وكرر هذا الموقف في بيان مصور نشره على منصات التواصل الاجتماعي في غضون ساعة من تعليقات غالانت.

وقال نتانياهو إن أي تحرك لتشكيل حكومة بديلة في غزة يتطلب القضاء على حماس أولاً، واختتم بطلب السعي لتحقيق هذا الهدف «بدون أعذار».

ويضم الائتلاف الإسرائيلي الحاكم أيضاً قوميين متشددين يسعون إلى تفكيك السلطة الفلسطينية وبناء مستوطنات يهودية في قطاع غزة. ودخل هؤلاء الشركاء في بعض الأحيان في سجالات حول السياسات مع غالانت العضو في حزب ليكود وهو حزب نتانياهو.

وقال نتانياهو إن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية الشاملة على القطاع بعد الحرب. ولم يصل إلى حد وصف هذا السيناريو بأنه احتلال. ولا تريد واشنطن أن تحدث هذه الحالة وأشارت إلى معارضتها لاستيطان الإسرائيليين في القطاع.

وعلى مدى الأسبوع الماضي، عادت قوات برية إسرائيلية إلى بعض المناطق في شمال غزة الذي اجتاحته ثم خرجت منه في النصف الأول من الحرب.

وتصف إسرائيل المهمات الجديدة بأنها قمع يتم وفق خطة لمواجهة جهود المتبقين من حماس لإعادة تجميع صفوفهم، بينما يرى الفلسطينيون أنها دليل على صمود المسلحين.

وخلال إفادة صحفية يوم الثلاثاء، سُئل الأميرال دانيال هاغاري كبير المتحدثين العسكريين الإسرائيليين عما إذا كان غياب استراتيجية لقطاع غزة بعد حماس يعقد العمليات.

وأجاب هاغاري «لا يوجد شك في أن أي بديل لحماس سيمثل ضغوطاً على حماس، لكن ذلك سؤال يُوجه إلى النخبة الحكومية».

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق