رئيسيسياسة عربية

34 قتيلاً من الجنود الأتراك في سوريا وأنقرة تفتح الباب امام اللاجئين للوصول الى اوروبا

قال مسؤول تركي كبير إن بلاده التي تواجه موجة جديدة من المهاجرين السوريين والتي قُتل العشرات من جنودها في إدلب لن تمنع اللاجئين السوريين بعد الآن من الوصول إلى أوروبا، وذلك فيما انعقد اجتماع طارئ في أنقرة بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وذكر رحمي دوغان حاكم إقليم خطاي بجنوب شرق تركيا في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة أن ضربة جوية نفذتها القوات الحكومية السورية في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا أسفرت عن مقتل 33 جندياً تركياً وإصابة آخرين. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 34 جندياً تركياً على الاقل قتلوا في ضربات جوية.
وقال فخر الدين ألتون مدير الاتصالات في الرئاسة التركية إن وحدات الدعم الجوية والبرية التركية تطلق النار على «كل الأهداف المعروفة» التابعة للحكومة السورية رداً على ذلك.
وحذر أردوغان من أن تركيا ستشن هجوماً شاملاً لطرد القوات السورية ما لم تنسحب وعقد اجتماعاً طارئاً استغرق ساعات عدة في ساعة متأخرة من مساء الخميس لبحث الهجوم الذي أدى إلى ارتفاع عدد قتلى الجيش التركي إلى 54 قتيلاً هذا الشهر.
ونزح قرابة مليون مدني في إدلب قرب الحدود التركية منذ كانون الأول (ديسمبر) مع انتزاع القوات الحكومية المدعومة من روسيا مساحات من الأراضي من مقاتلي المعارضة السوريين المدعومين من تركيا مما يمثل أسوأ أزمة إنسانية في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات.
ويعد التلويح بفتح الطريق أمام اللاجئين للوصول إلى أوروبا، في حال تنفيذه، تراجعاً من جانب تركيا عن تعهد قطعته للاتحاد الأوروبي عام 2016 وقد يجذب القوى الغربية سريعاً إلى الدخول في المواجهة بخصوص إدلب وفي المفاوضات المتعثرة بين أنقرة وموسكو.
وقال المسؤول التركي لرويترز إن أوامر صدرت لقوات الشرطة وخفر السواحل وأمن الحدود التركية بعدم اعتراض اللاجئين براً أو بحراً في ظل توقعات بوفود وشيك للاجئين من إدلب.
وقال المسؤول طالباً عدم ذكر اسمه «قررنا اعتباراً من الآن عدم منع اللاجئين السوريين من الوصول إلى أوروبا براً أو بحراً».
وأضاف «أصبح عبور كل اللاجئين، بما في ذلك السوريون، إلى الاتحاد الأوروبي مرحباً به».
وتابع قائلاً إن ثقل عبء استضافة اللاجئين «لا يمكن لدولة واحدة أن تتحمله».
وتستضيف تركيا نحو 3.7 مليون لاجئ سوري وقالت مراراً إنه لا يمكنها استيعاب المزيد. وبموجب اتفاق مبرم عام 2016، قدم الاتحاد الأوروبي مساعدات بمليارات اليورو مقابل موافقة أنقرة على وقف تدفق المهاجرين على أوروبا.

«قلق بالغ»

قال حاكم إقليم خطاي إن الجنود الأتراك المصابين في الضربة الجوية التي نُفذت يوم الخميس، وعددهم 32 جندياً، ليسوا في حالة خطيرة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة قلقة للغاية إزاء أنباء الهجوم على الجنود الأتراك.
وأضاف ممثل عن الوزارة في بيان «نقف إلى جوار تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي ونواصل الدعوة إلى وقف فوري لهذا الهجوم الخسيس لنظام الأسد وروسيا والقوات المدعومة من إيران» في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش عبر عن «قلق بالغ» إزاء تصعيد القتال في شمال غرب سوريا وأنباء مقتل عشرات الجنود الأتراك في ضربة جوية وجدد دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقال مسؤولان تركيان لرويترز إن أردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يتحدثان عبر الهاتف لبحث الوضع في إدلب بعد الهجوم على الجنود الأتراك.
وبدعم جوي روسي لا هوادة فيه، تسعى قوات الأسد منذ شهور إلى استعادة السيطرة على آخر منطقة كبيرة تحت سيطرة المعارضة بشمال غرب سوريا.
وأرسلت تركيا آلاف الجنود والعتاد العسكري الثقيل إلى محافظة إدلب في الأسابيع القليلة الماضية لمساعدة مقاتلي المعارضة المتحالفين معها على التصدي للهجوم.

اتفاق المهاجرين بين تركيا والاتحاد الأوروبي

ومع تصاعد وتيرة القتال على عدد من الجبهات يوم الخميس، قالت الأمم المتحدة إن عواقبه الإنسانية «كارثية» حيث قُتل ما لا يقل عن 134 مدنياً، بينهم 44 طفلاً، في شهر شباط (فبراير) وحده كما دُمرت مدارس ومستشفيات.
وذكرت المنظمة الدولية أن هناك سبعة أطفال بين 11 شخصا قُتلوا جراء ضربة جوية أصابت مدرسة في شمال إدلب يوم الثلاثاء.
وحثت تركيا أوروبا على بذل مزيد من الجهود لتخفيف حدة الأزمة في إدلب وقال أردوغان العام الماضي إن حكومته قد «تفتح البوابات» أمام المهاجرين إلى أوروبا إذا لم تتحرك.
ويهدف الاتفاق المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا عام 2016 إلى المساعدة على وقف وفود المهاجرين واللاجئين دون ضابط. وأغلب الوافدين يفرون من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. ووصل أكثر من مليون مهاجر إلى أوروبا عام 2015.
وينص الاتفاق على إعادة المهاجرين واللاجئين الذين يعبرون بحر إيجه بطريقة غير مشروعة إلى تركيا. لكن أنقرة قالت إن التمويل الذي تحصل عليه من أوروبا لا يُذكر مقارنة بمبلغ 40 مليار دولار تقول إنها أنفقته.
وأجرى مسؤولون أتراك وروس جولة ثالثة من المحادثات في أنقرة يوم الخميس. ولم تتوصل جولتان سابقتان من المحادثات إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال التلفزيون الرسمي الروسي في وقت سابق يوم الخميس إن عسكريين أتراكاً يستخدمون صواريخ محمولة على الكتف في محاولة لإسقاط طائرات عسكرية روسية وسورية فوق إدلب.
وفي واشنطن، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع مارك إسبر تحدث إلى نظيره التركي يوم الخميس وإنهما بحثا ملفي إدلب وليبيا.
وأصدر البنتاغون بياناً عن المكالمة بين الوزيرين وقال «مثلما قال الرئيس ترامب يوم الثلاثاء ومثلما ورد في النقاش خلال الاتصال الهاتفي اليوم، نبحث السبل التي يمكن للولايات المتحدة العمل من خلالها مع تركيا والمجتمع الدولي».

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق