مئات العراقيين يتظاهرون في كربلاء دعماً لترشيح الناشط علاء الركابي لرئاسة الحكومة
الامم المتحدة تدين استخدام طلقات خرطوش الصيد ضد المتظاهرين
تظاهر مئات العراقيين في مدينة كربلاء الأحد للمطالبة بتكليف ناشط بارز بتشكيل حكومة جديدة بدل محمد توفيق علاوي، الذي اختارته الأحزاب الحاكمة ووعد بالإعلان عن تشكيلته الحكومية هذا الأسبوع.
وحمل المتظاهرون صور علاء الركابي الصيدلي المتدرب الذي تحول إلى أحد أبرز وجوه الحركة الاحتجاجية، مع قيادته للمظاهرات في مدينة الناصرية جنوب بغداد، مهد الاحتجاجات في جنوب العراق.
وكان الركابي الذي يتابعه عشرات الآلاف من العراقيين على تويتر وينشر باستمرار تسجيلات مصورة تحظى بمشاهدة واسعة، أطلق مؤخراً استفتاء بين المتظاهرين في الجنوب وفي بغداد لتحديد ما إذا كانوا يريدونه رئيساً للوزراء.
وقال في آخر تسجيلاته الخميس إنه سيقبل تولي المنصب في حال «كان رأي الشعب ذلك». وأوضح «لا طمع لي بمنصب رئيس الوزراء (…) ولا يمثل لي أي قيمة ولا أنظر إليه على أنه منصب أو غنيمة بل أنه مكان بمسؤولية عظيمة».
والسبت أعلن رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي أنه سيطرح خلال أيام تشكيلته الحكومية المنتظرة، متعهداً أن تكون «مستقلة» ومن دون تدخل الأطراف السياسية، وهو ما طالب به الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
وأمام علاوي، الذي سمي رئيساً للوزراء بعد توافق صعب توصلت إليه الكتل السياسية، حتى الثاني من آذار (مارس) المقبل للتصويت عليها في البرلمان، بحسب الدستور، علماً أن مجلس النواب لم يعلن بعد عن انعقاد جلسة استثنائية خلال العطلة النيابية التي تنتهي في منتصف الشهر المقبل.
وتتحدث مصادر سياسية عن صعوبة نيل حكومة علاوي الثقة في برلمان تعصف به الانقسامات.
وجاء إعلان قرب خروج التشكيلة الحكومية إلى العلن، في وقت تستمر المظاهرات المناهضة للسلطة الحاكمة في العراق، والتي أدت منذ انطلاقها في بداية تشرين الأول (اكتوبر) الماضي إلى استقالة حكومة عادل عبد المهدي، ومقتل نحو 550 شخصاً.
ادانة استخدام الخرطوش
وأدانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت يوم الاثنين استخدام بنادق صيد الطيور المحشوة بالخرطوش ضد المتظاهرين السلميين في بغداد وحثت الحكومة على ضمان ألا يلحق أذى بالمحتجين.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) إنها تلقت تقارير موثوقاً بها عن استهداف المحتجين ببنادق الصيد والحجارة والزجاجات الحارقة مساء 14 و15 و16 شباط (فبراير) مما أدى لإصابة 50 شخصاً على الأقل.
وأضافت البعثة في بيان إن 150 شخصاً على الأقل أصيبوا في كربلاء في كانون الثاني (يناير) بسبب استخدام أساليب مشابهة.
وقالت هينيس-بلاسخارت «النمط المستمر لاستخدام القوة المفرطة، مع وجود جماعات مسلحة ذات هوية غامضة وولاءات غير واضحة، هو مصدر قلق أمني خطير يجب معالجته بشكل عاجل وحاسم. يجب حماية المتظاهرين السلميين في جميع الأوقات». ولم يصدر تعليق بعد من السلطات العراقية.
ويواجه العراق أزمة داخلية عنيفة مع وصول عدد قتلى الاحتجاجات المستمرة منذ أشهر لما يقارب 500 قتيل. ويطالب المحتجون باطاحة النخبة الحاكمة التي يتهمونها بالفساد وبإنهاء التدخل الأجنبي خصوصاً من جانب إيران والولايات المتحدة.
وقالت مصادر الشرطة إن تسعة على الأقل أصيبوا في بغداد يوم الاثنين في اشتباكات جديدة بين المحتجين وقوات الأمن. وأصيب اثنان بطلقات الخرطوش بينما لحقت إصابات بالباقين نتيجة قنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي يوم السبت إن تشكيل الحكومة الجديدة سيتم خلال الأسبوع الجاري.
وكان علاوي قد حث العراقيين على دعمه بعد ساعات من اختياره لتشكيل الحكومة بقرار من الرئيس برهم صالح، لكن المحتجين رفضوا شغله المنصب ووصفوه بأنه ألعوبة في يد النخبة السياسية.
فرانس24/ أ ف ب/رويترز