القوات العراقية تستأنف عملياتها مع التحالف الدولي ضد داعش واميركا تطلب نشر باتريوت
استأنفت القوات العراقية الخميس عملياتها مع التحالف الدولي ضد الجهاديين بقيادة واشنطن، بعد ثلاثة أسابيع من توقفها بسبب تصاعد التوتر في الشرق الاوسط.
جاء هذا التطور الذي أعلنه التحالف في أوج أزمة سياسية واجتماعية في العراق حيث تتفاوض الاحزاب بشأن من سيخلف رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي الذي كان استقال في كانون الاول (ديسمبر) 2019 تحت ضغط حركة احتجاج غير مسبوقة اندلعت في تشرين الاول (اكتوبر).
وكان التحالف علق في 5 كانون الثاني (يناير) عملياته ضد الجهاديين مشيراً الى أسباب أمنية وذلك بعد اطلاق قذائف في الاشهر الاخيرة على قواعد عراقية ينتشر فيها جنود التحالف. ونسبت واشنطن تلك الهجمات لفصائل عراقية مؤيدة لايران.
وفي اليوم ذاته صوت البرلمان العراقي على رحيل القوات الاجنبية، وبينها 5200 اميركي،، وذلك بعد يومين من اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني ومساعده العراقي ابومهدي المهندس في عملية اميركية في بغداد.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الاميركي ميلس كاجينس «نستأنف عملياتنا مع قوات الأمن العراقية للقضاء على بقايا تنظيم الدولة الاسلامية».
وأكد مصدر في القوات العراقية استئناف عمليات مشتركة وأوضح أنه سيصدر اعلان رسمي بهذا الشأن سريعاً.
مراجعة بنود
ويدرب التحالف منذ 2014 القوات العراقية ويوفر لها خصوصاً الدعم الجوي في تصديها للجهاديين.
وبدعم من التحالف تشن القوات العراقية بانتظام عمليات في المناطق الحدودية في غرب العراق وشمال غربه، تستهدف خلايا نائمة لتنظيم الدولة الاسلامية. وطردت هذه المجموعة نهاية 2017 من مجمل المراكز الحضرية في البلاد.
وأثار اغتيال الاميركيين الجنرال سليماني والمهندس غضب العراق.
واعتبرت السلطات العراقية أنه تم انتهاك سيادتها كما تم تجاوز اطار تفويض تدخل التحالف في العراق.
وتصويت البرلمان العراقي على رحيل القوات الاجنبية أدى الى مباحثات بين العراق ودول التحالف لاعادة النظر في بنود علاقاتهما.
ومن الامكانات التي أثيرت، بحسب مسؤولين في الجانبين، تكفل الحلف الاطلسي ببعض مهام التحالف. والتقى مسؤولون من الحلف الاطلسي والعراق الاربعاء في الاردن.
«مرشح توافقي»
وفي الشارع خشيت حركة الاحتجاج التي تطالب باصلاحات وانهاء الفساد والمحسوبية، لفترة من تغييب مطالبها مع تصاعد التوتر الايراني – الاميركي على الاراضي العراقية.
وشهدت التظاهرات أعمال عنف حصدت 480 شخصاً، معظمهم من العراقيين، بحسب حصيلة لفرانس برس اعتمد بيانات من مصادر أمنية وطبية.
ومنح الرئيس العراقي برهم صالح البرلمان مهلة حتى الاول من شباط (فبراير) لتعيين رئيس وزراء جديد محذرا من أنه اذا تم تجاوز المهلة، فانه سيعين في المنصب «الشخص الذي يراه مقبولاً أكثر» لبلاده.
واستقبل صالح الخميس «مختلف الكتل السياسية للعثور على مرشح توافقي»، بحسب مصدر في الرئاسة.
وقال مسؤول سياسي ان المباحثات كانت «متوترة». وأضاف ان الكتل السياسية «منقسمة حول الاسماء القديمة التي راجت في الاشهر الاخيرة وتقترح الان اسماء جديدة».
وبين الاسماء المطروحة لخلافة عبد المهدي اسم مستشار للرئيس ومسؤول في أجهزة المخابرات او مسؤولون حكوميون سابقون.
وفي السنوات الاخيرة قام الجنرال قاسم سليماني وعبد المهدي المهندس بدور مهم في المفاوضات بين القوى السياسية في العراق ونجحا في التوصل الى اتفاقات وحلول.
وقالت جانين هينيس بلاسشيرت ممثلة الامم المتحدة في العراق في بيان «آن الاوان لارساء الثقة ووضع المواقف الحزبية جانبا والتصرف بما يخدم مصلحة البلاد والشعب».
وأضافت «ان العراق لا يمكنه القبول باستمرار هذا القمع العنيف (للتظاهرات) ولا هذا الشلل السياسي والاقتصادي».
على صعيد القوات الاميركية في العراق.
نشر صواريخ باتريوت
قال وزير الدفاع الاميركي مارك اسبر الخميس ان واشنطن تنتظر موافقة الحكومة العراقية لنشر نظام باتريوت المضاد للصواريخ في قواعد يستخدمها الجيش الاميركي في العراق واستهدفتها في بداية الشهر صواريخ ايرانية.
وكانت ايران ورداً على تصفية واشنطن للجنرال قاسم سليماني في بعداد، قصفت بـ 11 صاروخاً قاعدة عين الاسد الجوية غرب العراق وقاعدة اربيل شماله، حيث يتمركز بعض من 5200 جندي اميركي في العراق.
ولم يقتل أي جندي اميركي لكن العشرات منهم اصيبوا بارتجاجات في المخ بسبب شدة الانفجارات، وترغب واشنطن في حماية افضل لقواعدها خصوصاً من خلال نشر أنظمة باتريوت المكونة من رادارات فائقة التطور وصواريخ اعتراض قادرة على تدمير صاروخ بالستي خلال تحليقه.
ورداً على سؤال الخميس عن التأخر في نشر هذه الانظمة، أوضح وزير الدفاع خلال مؤتمر صحافي ان الحكومة العراقية التي تبدو منقسمة بهذا الشأن، لم تعط موافقتها حتى الآن.
وقال «نحن بحاجة الى موافقة العراقيين، هذا احدى المشاكل».
كما ان نشر باتريوت يعني نقل عدد كبير من الجنود لتأمين عمل الصاروخ، بحسب الجنرال مارك ميلي رئيس الاركان الاميركي.
واضاف «يجب بالتالي التفكير في طريقة القيام بذلك، هذا ما نفعله حالياً».
وبعد اغتيال سليماني، ندد العراق بـ «المساس بسيادته» وبتحالف دولي «تجاوز تفويضه».
والائتلاف الذي شكل في 2014 لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية تقوده واشنطن ويضم 76 دولة.
ا ف ب