قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن الحكومة البريطانية أيدت مسودة اتفاق بريكسيت. من جهته أكد كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف بريكست ميشال بارنييه أن الحل الذي تم التوصل إليه يجنّب قيام «حدود فعلية» بين إيرلندا وإيرلندا الشمالية.
بعد اجتماع للحكومة استمر أكثر من خمس ساعات، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأربعاء أن الحكومة تؤيد مسودة اتفاق بريكست الذي توصلت إليه في لندن مع الاتحاد الأوروبي.
من جهته أكد كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف بريكست ميشال بارنييه «إحراز تقدم حاسم» نحو اتفاق. ويطوي الاتفاق الإطاري هذا صفحة مفاوضات معقدة ومريرة استمرت عاماً ونصف العام بهدف إنهاء عضوية استمرت نحو 46 عاماً لبريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وتابع بارنييه أن الحل الذي تم التوصل إليه بين الاتحاد الاوروبي ولندن في مشروع الاتفاق حول بريكست يجنب قيام «حدود فعلية» بين إيرلندا وإيرلندا الشمالية.
وقضية الحدود الإيرلندية تسببت بتعثر المفاوضات بين بروكسل ولندن منذ أسابيع. وصرح بارنييه للصحافيين «لقد توصلنا معاً إلى حل».
وخاضت ماي معركة صعبة للدفاع عن المشروع في اجتماع مع حكومتها المنقسمة يضع مصيري بريكسيت ومسيرتها السياسية على المحك. وصرحت ماي أمام مقر الحكومة إن «القرار الجماعي للحكومة هو أن عليها الموافقة على مسودة اتفاق الانسحاب».
وخرجت ماي من الاجتماع الطويل الذي هز سعر الجنيه الإسترليني للإعلان عن أنها حظيت بالدعم الكامل منهم للمضي قدما في خطتها بشأن بريكست.
لكنها أقرت بأنها قد تواجه مقاومة أقوى عندما ينتقل النص المكون من 585 صفحة إلى البرلمان من أجل إقراره الشهر المقبل.
وأدت الشائعات عن استقالات في الحكومة ونوايا في أوساط نواب معارضين للاتحاد الأوروبي في صفوف حزب ماي للإطاحتها إلى خسارة الجنيه واحد بالمئة من قيمته في إحدى لحظات التذبذب التي شهدها.
وأقرت رئيسة الوزراء بدورها أنها انخرطت في «نقاش محموم» مع أعضاء حكومتها مشيرة إلى «أيام صعبة مقبلة».
وقالت في إشارة إلى تصويت البرلمان المرتقب إن «هذا قرار سيتم التمعن فيه بشكل مكثف وهكذا يجب أن تجري الأمور وهو أمر مفهوم تماماً».
وواجهت ماي في مجلس العموم في وقت سابق الأربعاء معارضة سواء من جانب من يريد انفصالاً تاماً عن التكتل أو من أولئك الذين يرون في بريكست كارثة بالنسبة الى بريطانيا.
ووصف جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال المعارض الذي يسعى إلى انتخابات مبكرة، عملية المفاوضات برمتها بأنها «مخزية».
وقال «هذه الحكومة أمضت سنتين في التفاوض على اتفاق سيء سيترك البلاد بين انسحاب ولاانسحاب إلى ما لا نهاية».
من جانبه انتقد النائب المحافظ بيتر بون، المؤيد البارز لبريكست، رئيسة الوزراء.
وقال مخاطباً ماي «أنت لا تحترمين ما صوت عليه مؤيدو بريكست، واليوم ستخسرين دعم العديد من النواب المحافظين وملايين الناخبين».
ووسط غموض اقتصادي عقب الأزمة المالية العالمية إضافة إلى مخاوف من تدفق المهاجرين، صوت البريطانيون بنسبة 52 مقابل 48 بالمئة في استفتاء في حزيران (يونيو) 2016 على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
فرانس24/ أ ف ب