لبنان: ثلاثة اسماء يتولى سفراء تسويقها سعودياً وايرانياً لانتخاب رئيس منتصف تموز
يكشف قيادي في قوى 14 اذار معلومات تناهت اليه من قيادي في مكونات 8 اذار افصح عنها في مجلس خاص تشير الى «ان لا انتخابات رئاسية في لبنان قريباً، وليس قبل تشرين المقبل، وبعد ان تتوضح المعالم في المنطقة وتنجلي صورة التغيير الذي سيسير عليه الشرق الاوسط، ويتم الاتفاق السعودي – الايراني».
يتوقف القيادي في سياق عرض شريط التطورات والاحداث امام الصورة الحدث في «امسية صلاة للسلام الاولى من نوعها بين مسيحيين ومسلمين ويهود اقيمت في حدائق الفاتيكان بدعوة من البابا فرنسيس، حضرها رئيسا السلطة الفلسطينية واسرائيل محمود عباس وشمعون بيريس، اضافة الى البطريرك المسكوني برتلماوس الاول، ودعا البابا امام الحضور عباس وبيريس للاستجابة لشعبيهما التواقين الى السلام في الشرق الاوسط وان يجدا القوة لمواصلة الحوار بشجاعة». ويعترف ان قوة اقليمية لا تريد اجراء الانتخابات في لبنان اقله في الوقت الحاضر. وينقل عن سفير دولة اسيوية التقاه في زيارة وداعية ان لا موعد قريباً للانتخابات الرئاسية في لبنان، لان الملف الرئاسي مرتبط بالتطورات الجارية في المنطقة، وان الانفتاح الايراني على السعودية مؤجل، ولا موعد للقاء قريب بين مسؤولين من البلدين، كما قال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في اخر اطلالة له عندما ابلغ من ينتظر معادلة س. أ.(السعودية – ايران) ان عليه ان ينتظر طويلاً، لان لا موعد في الافق، واذا اجتمع مسؤولو البلدين فان ملف لبنان ليس على طاولة البحث.
طبخة غير ناضجة
ويروي القيادي الاذاري استناداً الى ما يملك من معلومات ديبلوماسية استقاها من تواصله مع الخارج، ان طبخة الانتخابات لم تنضج بعد وبالتالي لا بد من ايجاد ملفات ومواضيع لالهاء الرأي العام في الوقت الضائع. وهذا ما جرى كما قال نائب قواتي حضر الى المجلس في 9 الجاري للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، فاذا به يفاجأ بان المشاورات واللقاءات داخل قاعات المجلس تتمحور حول سلسلة الرتب والرواتب وضرورة اقرارها، وسط بحث تقني حول النفقات والموارد لتغطية ارقام السلسلة، بدل ان يتركز البحث والاهتمام في كيفية تأمين النصاب لانتخاب رئيس جديد، على اعتبار ان اولوية الاولويات يجب ان تكون انتخاب رئيس ومنع الفراغ في سدة الرئاسية بدل البحث عن آليات عمل الحكومة وكيف ستتعاطى مع صلاحيات رئاسة الجمهورية التي تتولاها مجتمعة، وسط خلاف حول هذا الامربين الوزراء، بدل ان يكون النقاش حول الانتخابات، لان البحث الهامشي حول هذه الامور ليس سوى محاولة تحييد الانظار عن الاستحقاق، لان قوى خارجية غير راغبة في اتمام الانتخابات الرئاسية الان.
كلفت ايران وفق المعلومات حلفاءها في لبنان بتأجيل الانتخابات وايجاد الاعذار والتبريرات. وفوض الحزب بعض حلفائه بالمهمة لكي لا يكون في الواجهة نظراً لحساسية الامر ولتجنب اية مواجهة سياسية، بعدما روجت اوساط 8 اذار منذ اكثر من ستة اشهر ان لا انتخابات رئاسية في لبنان وان لبنان ذاهب الى الفراغ من دون ان تقدم مكونات 8 اذار اقتراحات من شأنها دفع الامور الى انتخاب رئيس جديد. وتبين لاحقاً ان مكونات 8 اذار تحاشت ترشيح احد من مكوناتها، حتى انها لم تسم العماد ميشال عون الذي قال انه غير مرشح ويرفض ان يرشحه احد، فهو من يعلن ترشحه كمرشح توافقي ميثاقي وليس كمرشح تحد كما هي حال البعض الذين لا يمكنهم التواصل مع كل المكونات السياسية، معتبراً ان ترشيح هنري حلو مناورة، وترشيح جعجع لقطع الطريق عليه وهو مرشح تحد وليس ميثاقياً. وهكذا توقف الملف امام هذه المعطيات بعدما خذل بعض الموارنة البطريرك الماروني بعدم التجاوب مع مواقفه وعدم الالتزام بما تعهدوا به في بكركي، حتى ان احد الوزراء قال للبطريرك المستاء من الفراغ «ليست المرة الاولى التي يحصل فيها الفراغ، ولا خوف طالما ان الاطراف كافة ملتزمة الاستقرار». ويتهم نائب من مسيحيي 14 اذار عون بعرقلة الانتخابات ويستغرب عدم اعلانه الترشح ونزول نوابه مع نواب الحزب الى المجلس للانتخاب ويفوز من ينال الاكثرية المطلقة، لان في الدستور لا نص على وجوب الاتفاق المسبق، واذا لم يحصل لا ينتخب النواب رئيساً لهم. ان مواقف الحزب والعونيين واداء نوابهم يشي بوجود خطة لتأجيل الانتخابات، وهذا ما حمل عون على المطالبة باجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية، مما حمل احد النواب على طرح السؤال من يجري الاستشارات النيابية بعد الانتخابات لتشكيل الحكومة، ومن يكلف الشخصية التي يرشحها النواب لتأليف الحكومة؟ ومن يصدر مراسيم الحكومة، علماً ان هذه صلاحيات حصرية لرئيس الجمهورية.
اقتراحات جعجع
امام هذا المأزق تقدم جعجع بثلاثة اقتراحات للخروج من ازمة الفراغ الرئاسي اتسمت بالمرونة وهي موجهة الى العماد عون، «الاول ان ينزل العماد عون الى الجلسة النيابية في 18 الجاري ونخوض الانتخابات جميعاً ومن ينجح نهنئه، والثاني لتتفاهم 14 و8 اذار على اسمين يكونان بالحد الادنى من اقتناعاتنا وننتخب احدهما، والثالث جهوزية جعجع للبحث في اي اقتراح اخر». الا ان اوساط الرابية لا تبالي بالاقتراحات لان عون لا يزال ينتظر جواب الرئيس سعد الحريري لدعم ترشحه وعليه يبني موقفه. وقد بحث عون مع الرئيس نبيه بري الاستحقاق فابلغه بري انه يؤيده وعليه الحصول على تأييد الحريري. وسأل بري عون واذا لم تحصل على جواب الحريري الايجابي ما هو موقفكم؟ واعتبرت اوساط سياسية كلام بري مقدمة للاتفاق على مرشح توافقي خارج الاقطاب الاربعة. ويتردد في اوساط 8 اذار انه بعد اعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد ارتفعت اسهم النائب سليمان فرنجيه ليحل محل عون بعدما لم يتمكن الاخير من اقناع الحريري بتأييده. وقد اشترط الاخير على عون ان يحظى بدعم بكركي ويقنع مسيحيي 14 اذار ويؤيد حلفاؤه علانية ترشحه، علماً ان اياً من مسؤولي الحزب لم يسم يوماً عون مرشحاً، واكتفوا بالقول انهم يؤيدون المرشح القوي ويتلطون وراء هذا التوصيف وفق ما يقول نائب قواتي، مشيراً الى ان الحزب لا يريد الانتخابات الان، وان ايران التي تملك الاوراق تسعى للتمسك بالورقة اللبنانية، لتكون على طاولة المفاوضات عند الاجتماع مع السعوديين.
وتؤكد اوساط المستقبل نقلاً عن مسؤول سعودي ان الرياض لا تبحث ملف الاستحقاق اللبناني مع ايران ولا تشركها فيه. وتؤكد السعودية انها مع لبننة الاستحقاق ومع ما يتفق عليه اللبنانيون في هذا المجال لان ملف لبنان ليس على جدول اعمال اي اجتماع قد يحصل بين مسؤوليين سعوديين وايرانيين. ولن تسمح الرياض لاي جهة بابتزازها بالملف اللبناني.
ثلاثة اسماء
ويكشف مصدر ديبلوماسي عن جهد خارجي في اطار صيغة تدويل لبننة الاستحقاق، اي ان لائحة من ثلاثة اسماء وضعت وقد يتم التداول بها نهاية الشهر من خلال حراك ديبلوماسي باتجاه طهران والرياض، انطلاقاً من ضرورة اجراء انتخابات رئاسية والاتفاق على اسم من اللائحة، لان الاستقرار لا يمكنه ان يصمد طويلاً في الفراغ الرئاسي، وان الخارج غير مشجع لتمديد ولاية المجلس، وبالتالي يجب اجراء الانتخابات في منتصف تموز (يوليو) المقبل خشية وقوع لبنان في الفراغ الشامل، مما يساعد على انشاء هيئة تأسيسية كما يطالب البعض. واتهم حزب الله فرنسا بانها هي من سعى عام 2007 الى اعتماد المثالثة في لبنان بدل المناصفة وليس حزب الله. واستغربت اوساط في 14 اذار هذا الموقف مؤكدة ان ايران هي من طالب بالمثالثة، وسألت لماذا لا يعلن السيد نصرالله صراحة تمسكه باتفاق الطائف وبمعادلة المناصفة القائم عليها كما فعل الرئيس بري في اخر جلسة لهيئة الحوار؟
ف. ا. ع