على الرغم من أن اختفاء الطائرة الماليزية بات لغزاً محيراً للكثيرين، فإن هذه ليست المرة الأولى التي تختفي فيها طائرة دون أثر، أو تثير اللبس والفوضى في التحقيقات الجارية بشأنها.
عشرة من أكثر حوادث الطيران غموضاً شهدها العالم، منها اختفاء طائرة فوق صحراء نيفادا الأميركية، وتحطم طائرة مصر للطيران في الرحلة رقم 990 وما أثير بشأن وجود دوافع انتقامية وراءه، استعرضتها «بي بي سي» في هذا التقرير.
أميليا إيرهارت
يعتبر اختفاء رائدة الطيران الأميركية أميليا إيرهارت عام 1937 أحد أكثر حوادث اختفاء الطائرات شهرة. كانت إيرهارت تحاول الدوران حول الكرة الأرضية بمرافقة الكابتن فريد نونان، واختفيا أثناء تحليقهما فوق المحيط الهادىء.
وقد استمرت جهود البحث عن إيرهارت لمدة عامين قبل أن يعلن عن وفاتها بعد الفشل في العثور عليها. ولكن ذلك لم يمنع آخرين من الاستمرار في البحث عنها.
رحلة الخطوط الفرنسية 447
عندما سقطت طائرة الخطوط الفرنسية خلال الرحلة 447 التي كانت في طريقها من ريو دي جانيرو إلى باريس عام 2009، لم يعثر على أي أثر لحطامها قبل خمسة أيام. واستغرق الأمر نحو عامين للعثور على “الصندوقين الأسودين” اللذين وجدا على عمق 4000 متر. ولم ينج أي ممن كانوا على متن الطائرة والبالغ عددهم 228 شخصاً.
وقال محققون فرنسيون إن الطيار الآلي توقف عن العمل، وإن الطيارين دفعا الطائرة بزاوية حادة في محاولة للحفاظ على السرعة، بالرغم من دوي صفارات الإنذار في قمرة القيادة لأكثر من دقيقة. لكن الخطوط الفرنسية رفضت من جهتها هذه الاتهامات.
رحلة مصر للطيران 990
سقطت طائرة مصر للطيران التي تقوم بهذه الرحلة الروتينية من مطار جون كينيدي في نيويورك إلى القاهرة في المحيط الأطلسي في 31 تشرين الأول (أكتوبر) عام 1991، وتوفي كل من كان على متنها وعددهم 217 شخصاً. ولأن الحادث وقع في المياه الدولية، فإن القانون يمنح مصر حق إجراء التحقيق في ملابسات الموضوع.
ولكن على الرغم من أن مصر طلبت من أميركا إجراء التحقيقات بالنيابة عنها، فإنها تراجعت عن قرارها بعدما زعم التحقيق الأميركي أن مساعد الطيار المصري أسقط الطائرة عمداً بدعوى أنه كان قد عوقب على خلفية حادث تحرش جنسي. أما التحقيق المصري فقد حمل سبب سقوط الطائرة على وجود أعطال فنية.
«ستار داست» البريطانية لجنوب أميركا
ارتطمت الطائرة البريطانية التابعة لشركة «ستار داست»، بأحد جبال الأنديز الأرجنتينية أثناء رحلتها من بوينس أيرس إلى سانتياغو في تشيلي في آب (أغسطس) 1947. ولم تؤت جهود البحث عن حطام الطائرة ثمارها آنذاك.
ولكن نظريات المؤامرة سرعان ما وجهت أصابع الاتهام للمخربين، بل وحتى لكائنات فضائية بعد التباس بشأن إشارات الإرسال إلى مطار سانتياغو. وانتهت التكهنات بعد خمسين عاماً عندما عثر متسلقو جبال الأنديز على بقايا حطام الطائرة. وتوصل خبراء إلى أن الأمر اختلط على طاقم الطائرة بسبب سوء الأحوال الجوية، وأخطأوا في توقيت الهبوط.
مثلث برمودا
يقال إن عشرات السفن والطائرات اختفت دون أن تترك أثرا على مر العقود في هذه المنطقة المثلثة بين برمودا وفلوريدا وبورتو ريكو. وقد اختفت طائرتان تابعتان لشركة الخطوط الجوية البريطانية لأميركا الجنوبية في هذه المنطقة في أربعينيات القرن الماضي.
ولكن بحثًا أجراه صحفي في بي بي سي عام 2009 كشف أن إحدى الطائرتين تعرضت غالبا لعطل فني جسيم، بينما رجح أن الوقود قد نفذ من الأخرى. ولكن أسطورة مثلث برمودا لا تزال مستمرة.
الرحلة 571 التابعة لسلاح جو الأوروغواي
هذه طائرة أخرى سقطت ضحية للسحب المنخفضة والجبال العالية في الأيام التي سبقت التكنولوجيا الحديثة المساعدة للطيار في قمرة القيادة. انطلقت الرحلة 571 من أوروغواي إلى سانتياغو في تشيلي وسقطت في منطقة جبال الأنديزن، الأمر الذي أدى إلى تحطم جناحيها.
ونجا نصف من كان على متن الطائرة والبالغ عددهم 45 شخصاً. غير أنهم اضطروا للمكوث 72 يوماً بين الجبال قبل أن يعثر عليهم. وقال رجال الانقاذ إنهم وجدوا 16 شخصاً اعترفوا أنهم لجأوا إلى أكل لحوم بشرية للبقاء على قيد الحياة. وجاء فيلم «ألايف» أو (أحياء)، الذي عرض في دور السينما في عام 1993، اقتباساً عن قصتهم.
رحلة تي دبليو إيه 800
أقلعت رحلة خطوط تي دبليو إيه رقم 800 من مطار جون كينيدي في نيويورك بعد الساعة الثامنة مساءاً بوقت قصير في 17 تموز (يوليو) 1996. ولكن الطائرة لم تلبث أن انفجرت بعد عدة دقائق مخلفة 230 قتيلاً – أي كل من كان على متنها. وقد أظهرت تحقيقات لاحقة أن ماسا كهربائيا تسبب في الانفجار.
وعلى الرغم من أن عدد من نظريات المؤامرة زعم أن الطائرة أسقطت عمداً، فإن شهادات الشهود نفت ذلك. وكانت هذه النظرية قد راجت بعدما زعم بيير سالينغر، وهو صحافي كان يعمل سكرتيراً صحافيا للرئيس الأميركي جون كينيدي، أن اختباراً صاروخياً أميركياً سبب الانفجار، ولكن سرعان ما كذبت وثائق رواية سالينغر.
طائرة سلاح الجو الأميركي B-24D
انطلقت قاذفة قنابل أميركية في مهمة فوق نابولي في إيطاليا في نيسان (أبريل) 1943 أثناء الحرب العالمية الثانية، ولم تعد إلى قاعدتها الأساسية في شرق ليبيا. وساد اعتقاد وقتها أن الطائرة سقطت في البحر المتوسط، واعتبر طاقمها الذي كان مكوناً من تسعة رجال «مفقوداً».
ولكن الطائرة في الواقع كانت قد تخطت القاعدة العسكرية أثناء عودتها، بسبب مشكلة فنية، واستمرت في التحليق لمدة ساعتين داخل شمال أفريقيا. وقد نجح ثمانية رجال في الهبوط بمظلات من الطائرة، وساروا نحو مئة ميل (160 كلم) قبل أن يلقوا حتفهم بسبب الجفاف والحرارة. وقد عثر فريق بريطاني للتنقيب عن النفط على الطائرة بعد 15 عاماً وسط الصحراء. وللمفاجأة كانت الطائرة سليمة وكذلك مدافعها.
إختفاء ستيف فوسيت
أقلع المغامر الأميركي ستيف فوسيت، 63 عاماً، من مطار خاص في ولاية نيفادا الأميركية يوم 3 أيلول (سبتمبر) 2007 بطائرة ذات محرك واحد، ولم يره أحد بعدها.
وعثر على طائرته في تشرين الأول (أكتوبر) 2008، بعد حملة بحث موسعة شارك فيها العديد من المنظمات والمتطوعين، بل وحتى خدمة «غوغل إيرث». وقال محققون إن رياحاً شديدة غالباً هي التي تسببت في تحطم الطائرة. ويذكر أن فوسيت كان أول شخص يقوم برحلة طيران وحده حول العالم بدون إعادة التزود بالوقود.
طائرة مصمم الأزياء ميسوني
اختفت طائرة خاصة كانت تقل مصمم الأزياء الإيطالي فيتوريو ميسوني وزوجته، وأربعة آخرين، من على أجهزة الرادار، وهي في طريقها من أرخبيل لوس روكا في فنزويلا إلى العاصمة كاراكاس.
ولم يعثر عليها إلا بعد ستة أشهر بالقرب من السواحل الفنزويلية في كانون الثاني (يناير) 2013. وقد انتشل الغواصون الجثث الست. وكانت هذه هي ثاني مرة تختفي فيها طائرة في منطقة لوس روكا، والتي صار يطلق عليها الآن اسم «مثلث برمودا الجديد».