أسرار كثيرة دفنت مع ماجد الماجد

فجأةً أعلن عن وفاة ماجد الماجد أمير كتائب عبد الله عزام في بلاد الشام التابعة لتنظيم القاعدة ومعه دفن الكثير من الأسرار التي كان المحققون يأملون في الحصول عليها.
التقارير الرسمية كانت تشير الى ان الماجد قضى اثر تدهور صحته في المستشفى العسكري حيث كان يعالج من قصور كلوي وكان قد دخل المستشفى قبل ذلك بأسبوعين. وكان انجاز أمني رفيع، سجلته مخابرات الجيش اللبناني وتم الكشف عنه ليلة رأس السنة، وتمثل بإعتقال ماجد الماجد وذلك في عملية أمنية نوعية نفذها الجيش اللبناني، ووسط اشادة سعودية بالخطوة.
ماجد الماجد السعودي، الذي تم القبض عليه في عملية أمنية نوعية، مؤخراً، وكشف عن الإنجاز ليلة رأس السنة، كان تولى قيادة الخلايا التي اتخذت من عبد الله عزام اسماً لها، والتابعة الى «تنظيم القاعدة في بلاد الشام وارض الكنانة» منذ صيف 2012.
والماجد هو ثالث سعودي يتولى منصباً قيادياً في «كتائب عبد الله عزام». حيث عمل المطلوب صالح القرعاوي قائداً عسكرياً للكتائب. كما عمل سليمان حمد الحبلين خبير متفجرات للكتائب، واعتبرتهما الولايات المتحدة «ارهابيين عالميين»، لكنها لم تطلق تلك الصفة على الماجد.
وفي بعض تفاصيل العملية النوعية، تفيد المعلومات المتسربة ان الماجد أدخل منذ أسبوعين تقريباً الى مستشفى المقاصد بهوية مزورة بعد اصابته في الإشتباكات الدائرة في منطقة القلمون، وخرج يوم الخميس الماضي من المستشفى حيث كانت مخابرات الجيش اللبناني تخضعه لعملية مراقبة دقيقة، وأثناء إنتقال الماجد من مستشفى المقاصد الى البقاع عبر مواكبة أمنية للقاعدة، نفذت مخابرات الجيش كميناً محكماً على الطريق الدولية في منطقة بعبدا، وتحديداً عند مفرق وزارة الدفاع وتم اعتقاله وقد أجريت فحوص الـDNA» » للماجد لإرسالها الى السعودية ومطابقتها مع أحد أقربائه، كونه من المملكة العربية السعودية، علماً بأن الماجد كان محكوماً عليه من قبل القضاء اللبناني بالأشغال الشاقة لوقوفه وراء العديد من التفجيرات، أبرزها التفجير الذي استهدف السفارة الإيرانية، ومطلوب للمملكة العربية السعودية.
واشارت المعلومات الى ان ماجد الماجد انتقل خلال الأشهر الماضية من مخيم عين الحلوة الى سوريا لمبايعة أمير جبهة النصرة ابو محمد الجولاني، وكان مقيماً في القلمون مع زهران علوش أحد القياديين في النصرة، ثم عاد منذ فترة من سوريا الى مخيم عين الحلوة حيث القت السلطات اللبنانية القبض عليه.
الشيخ سراج الدين زريقات أحد المقربين من كتائب عبدالله عزام
حذر زريقات من أن التفجيرات التي يشهدها لبنان سوف تستمر ما لم يتراجع حزب الله عن القتال الى جانب قوات الحكومة السورية، وطالما لم يُطلق سراح المعتقلين المنتمين الى الكتائب من السجون اللبنانية.
وقد برز اسم «كتائب عبد الله عزام» كجماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة، وهو ما دفع وزارة الخارجية الأميركية الى تصنيفها على أنها منظمة إرهابية. ويسود إعتقاد بأن بعض فروع تلك الجماعة التي تأسست عام 2009 تنشط في لبنان وشبه الجزيرة العربية، وأن هناك فرعاً آخر تابعاً ينشط في أفغانستان وباكستان.
وإتخذ مؤسسو الجماعة اسم كتائب عبد الله عزام تيمناً بـ «عبد الله عزام» أحد مؤسسي تنظيم القاعدة والناصح المخلص لزعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، والذي توفي عام 1989.
ويقود السعودي ماجد بن محمد الماجد كتائب عبد الله عزام منذ عام 2012. ومن كبار قادة الجماعة، هناك اثنان على الأقل مدرجان على قائمة الإرهاب لوزارة الخارجية الأميركية.
وأفادت تقارير بأن السلطات السعودية إعتقلت في وقت سابق من عام 2013 القائد السابق للجماعة صالح القرعاوي، وذلك بعد إصابته بجراح بالغة في غارة جوية على منطقة وزيرستان الباكستانية على الحدود مع أفغانستان.
وتقدم الجماعة نفسها على أنها حامية للمسلمين السنّة. كما دأبت على انتقاد ما تصفه بهيمنة الشيعة على لبنان، وتتهم جماعة حزب الله المسلحة بالوقوف وراء موجة إغتيالات سياسية هناك.
وأصدرت كتائب عبد الله عزام بياناً عام 2012 تهدد فيه بعقاب قاس لكل لبناني شيعي يدعم النظام السوري في قتاله الحالي ضد المعارضة.
وفي 2011 كانت الجماعة قد ناشدت السوريين بضرورة الإحتجاج السلمي، وقالت إن العنف سوف يقوض انتفاضة الشعب السوري، لكن في بيانات أصدرتها في آب (أغسطس) الماضي، غيرت الكتائب موقفها وطالبت المحتجين بحمل السلاح لإسقاط النظام.
وتوعدت كتائب عبد الله عزام بمهاجمة أهداف غربية في الشرق الأوسط، كما دعت أيضاً إلى انتفاضة في لبنان.
وثمة اعتقاد بأن الجماعة تقف وراء عدد من الهجمات وإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان بإتجاه إسرائيل، بالإضافة إلى ضلوعها في الهجوم الإنتحاري الذي استهدف ناقلة نفط يابانية في الخليج في آب (أغسطس) عام 2010.
وهناك حكم صادر عن القضاء اللبناني عام 2009 بحق ماجد الماجد، وهو من مواليد 1973، بتهمة الإنتماء الى تنظيم «فتح الإسلام» الذي قضى عليه الجيش اللبناني بعد معارك طاحنة استمرت ثلاثة أشهر في مخيّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان عام 2007.
وقضى الحكم الغيابي بالسجن المؤبد لماجد الماجد بتهمة «الإنتماء الى تنظيم مسلّح بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والنيل من سلطة الدولة وهيبتها وحيازة متفجّرات واستعمالها في القيام بأعمال إرهابية«.
وتمت مبايعة الماجد «اميراً لكتائب عبد الله عزام» في حزيران (يونيو) 2012 في سوريا، بحسب ما اوردت مواقع الكترونية إسلامية في حينه.
وانشئت كتائب عبد الله عزام المدرجة على لائحة وزارة الخارجية الأميركية للمنظمات الارهابية، في العام 2009، وقد تبنت مراراً عمليات إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على اسرائيل. وتقول وزارة الخارجية الأميركية ان المجموعة تنشط في لبنان وفي شبه الجزيرة العربية.
ا . ح