تحويل عرق جسم الانسان الى مياه للشرب
بعد أن سمعنا عن باحثين تمكنوا من شحن هاتف محمول باستخدام بول الانسان، استمر مسلسل تركيز العلماء على سوائل جسم الانسان في اختراعاتهم الجديدة.
اعلن باحثون من السويد انهم صنعوا آلة قادرة على تحويل عرق جسم الانسان الى مياه شرب، انقى واعذب من تلك التي يشربها حالياً وجربها اكثر من الف شخص في السويد.
تتولى هذه الآلة الفريدة من نوعها التعامل مع الملابس المبللة بعرق جسم الانسان وتحول الرطوبة التي فيها الى مياه شرب، واستخدمت فعلاً في السويد في احدى المناسبات لبيان مدى براعتها واثبات قدرتها على فعل ذلك.
فالآلة تعمل على لف الملابس وتسخينها لرفع العرق منها ثم تمرر البخار عبر غشاء خاص لا يسمح لغير جزيئات الماء بالمرور عبره.
ويقول المشرفون على تقديمه للجمهور انهم عرضوه في تجمع خاص اقيم لتقديمه تحت شعار «اشرب عرق الآخرين» في مدينة غوتنبرغ السويدية، وشرب اكثر من الف شخص واجمعوا جميعهم (الشاربون والمنظمون) على ان هذا الماء أنظف من مياه الحنفية في تلك المدينة.
المياه النظيفة
اخترعت الآلة لصالح منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة التي تركز جهودها على الطفولة والاطفال في العالم، وذلك من اجل الترويج لحملة تسلط الضوء على حقيقة ان 780 مليون شخص في العالم محرومون من المياه النظيفة.
الآلة من تصميم وبناء مهندس ألماني، ويقول هذا المخترع ان الجزء الحيوي والمهم من آلة العرق هذه هو مكونات الجهاز الجديد لتنقية المياه الذي طورته احدى الشركات الالكترونية بالتعاون مع المعهد الملكي السويدي للتكنولوجيا.
غشاء التقطير
ويستخدم الجهاز تقنية جديدة تدعى غشاء التقطير، كما تم استخدام مادة لا تسمح الا للبخار بالمرور عبرها و تمنع البكتيريا والاملاح وألياف الألبسة وبقية المواد.
الألة شبيهة بتلك الموجودة في المحطة الفضائية الدولية التي يستخدمها رواد الفضاء لتنقية البول. ولكن آلتنا أرخص حسب أحد علماء المعهد الملكي السويدي كما ان كمية المياه التي تنتجها تعتمد على مدى تعرق الشخص غير ان قميصه عادة ما نحصل منه على 10 ملليليترات وهي جرعة بسيطة.
من جانبه يبين الرئيس التنفيذي لاحدى وكالات الاعلان في السويد التي رعت اطلاق هذا الاختراع، ان الآلة ساعدت اليونيسيف على نشر الوعي ولكنها مع ذلك تظل محدودة الامكانيات.
والسبب كما يقول يعود الى ان الناس لم ينضحوا الكمية التي كنا نأملها من العرق ربما بسبب أن الجو وقت اقامة الحدث لم يكن مناسباً لهذا الغرض.
لذلك عملنا على وضع دراجات تمارين رياضية الى جانب الآلة كي يتمكن المتطوعون من التدرب عليها بصورة شاقة ويتعرقوا.
ولكن كمية العرق ظلت تحت المستوى المطلوب ولم تنتج الآلة كميات كبيرة حتى الآن.
يذكر ان مناسبة عرض هذه الآلة في السويد اقيمت خلال فعاليات كأس (غوتيا) لكرة القدم للشباب، لذلك دعت الشركة المنظمة واليونيسيف عدداً من اللاعبين والزوار لتسليم ثيابهم المبللة بالعرق لوضعها في هذه الآلة او تقبل تحدي شرب كأس من المياه التي تنتجها.
ربما يبدو للبعض للوهلة الاولى ان شرب مثل هذا الماء امر مقزز بيد ان الآلة أثبتت جاذبيتها ونجحت في استقطاب نجوم اللعبة الذين ادهشوا الحضور بتقدمهم ووضع الماء في افواههم.
طنوس داغر