أميركا: قوة القاعدة تتعاظم وانشغالاتها تحول دون مهاجمتنا
حذر كبار أعضاء لجنة الاستخبارات في الكونغرس الاميركي من تزايد قوة الشبكات التابعة لتنظيم القاعدة خلال العامين الماضيين، مشيرين إلى أن التنظيم عزز قدراته رغم مقتل زعيمه أسامة بن لادن. ورأى مراقبون أن التنظيم يسعى الى بناء إمارات إسلامية، ما يشغله عن مهاجمة أميركا، ولكنهم نبهوا إلى أن أولوياته قد تتبدل بحال تراجع مشاريعه.
وقالت ديانا فينستين، عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، ومايك روجرز، عضو المجلس عن الحزب الجمهوري، وكلاهما من أعضاء اللجنة، في مقابلة مع CNN إن أميركا اليوم «ليست أكثر أمناً مما كانت عليه عام 2011، رغم مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، وعدد من كبار قادة التنظيم».
وعكست تحذيرات فينستين وروجرز مستويات القلق المتزايدة لدى أجهزة الاستخبارات الغربية حيال تنظيم القاعدة وتزايد قوته في الدول العربية المضطربة منذ بداية ما يعرف بـ «الربيع العربي»، إذ عزز التنظيم قوته في شمال أفريقيا وشرق المتوسط، رغم الضربات التي تلقاها في مالي والصومال والمناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان.
وقال روجرز لـ CNN: «الناس يعتقدون بأننا أنجزنا المهمة (بمواجهة تنظيم القاعدة) ولكن الحقيقة أن هذا الأمر لم يحصل».
وتمثل سوريا إحدى الجبهات الرئيسية التي يستعيد فيها تنظيم القاعدة عافيته، إذ انه يعمل على أراضيها من خلال فرعين هما: «جبهة النصرة» و«دولة العراق والشام الإسلامية»، مع آلاف المقاتلين المسلحين والمدربين لدى التنظيمين، وقد تمكنت عناصر القاعدة من الترويج لأنفسهم على أنهم «حماة السنّة» بوجه «القمع الوحشي» للعلويين.
وبقياس القدرات القتالية والتسليحية يمكن القول بأن تنظيم القاعدة عبر الشبكات المتصلة به في المنطقة بلغ ذروة قوته منذ التصدي له في العراق قبل أكثر من خمس سنوات، ويعكس إغلاق 20 سفارة وقنصلية أميركية في دول عربية وإسلامية في شهر آب (أغسطس) الماضي حجم التهديدات التي يمثلها التنظيم.
وقد تمكن التنظيم من توسيع قدراته في اليمن، رغم طرده من قرى وبلدات عدة كانت تخضع لسيطرته، كما وفّر التنظيم لنفسه حضوراً على الساحات الجزائرية والليبية والمصرية، خصوصاً في شبه جزيرة سيناء، إلى جانب تونس.
ولم تنعكس الطفرة الجديدة في نمو تنظيم القاعدة على شكل هجمات كبيرة على الغرب والولايات المتحدة، ويعيد مراقبون السبب في ذلك إلى انشغال التنظيم بالسعي إلى إنشاء «إمارة إسلامية» في قلب العالم العربي، مستغلاً الأوضاع السياسية المضطربة التي توفر له «فرصة ذهبية» للقيام بذلك.
ولكن الخبراء يخشون من أن تبدل الشبكات التابعة للقاعدة أولوياتها عندما تتعثر مشاريعها لبناء «إماراتها» الخاصة، فتتجه بالتالي نحو الغرب، محملة إياه مسؤولية إفشال خططها، لتبدأ بشن هجمات ضده عبر عناصر غربية، إذ تشير التقديرات إلى وجود أكثر من ألف أوروبي يقاتلون في صفوف الحركات المتشددة في سوريا على سبيل المثال.
عن سي. ان. ان – العربية