فن القارة الافريقية يسطع في بيروت

تحت عنوان «فن افريقي» عرض الفنان جورج شول في غاليري زمان الحمرا – بيروت، اخر اعماله التي اشتملت على 22 لوحة بالاكريليك على القماش باحجام كبيرة ومتوسطة وتنوعت بين موتيفات وأقنعة وبورتريهات واشكال هندسية واجساد ورموز افريقية اضاء من خلالها على الفن الافريقي بواسطة مجموعة الوان حارة وداكنة حادة عكست شغف الفنان وطاقته وديناميته اللافتة.
الحقيقة ان اشكال جورج شول توحي برموز لاشخاص من مخيلة الفنان وتعابيره او من ذكريات واقع معاش من القارة السوداء.
تناقضات
ما نلاحظه ان الاشكال والالوان تميل تارةً الى الاشكال الهندسية التي تميزت بها جذور الفن الافريقي، لانه بحد ذاته هو من الفنون التشكيلية العفوية او البدائية (البدائية هي جذور واساس الفنون كما رآها الفنانان بيكاسو وغوغان)، ونراها طوراً في ما خص الالوان عند جورج شول تناقضات وتضادات بالخطوط والالوان كما نلاحظ توتر ضربة الريشة على اللوحة حيث انه بالرغم من العواصف والبراكين الهائلة المحيطة به هناك مراكز محورية للهدوء المركزي، وكأن الموسيقى اللونية بصخبها وحدتها تعود الى ذاتها بشكل لولبي، وما يظهر تناقضها الهدوء والسكينة في المساحات اللونية. ولا ننسى الزخرفة الافريقية التي اتت بدقتها وتفاصيلها كنسيج من الاقمشة التراثية التقليدية التي ترمز الى جذور القبيلة والبلد وجغرافية المنطقة التي ينتمي اليها الفنان (السودان).
من خلال هذا المعرض عبر جورج شول عن احاسيسه وحالاته النفسية في لوحات شكلت خليطاً بين السكون والغضب والخضوع، مما يعني انه عاش حالات عدة في الوقت عينه من التوتر الى الهدوء والابداع والبحث النفسي الذاتي عن السكينة.