We’re the Millers… في رحلة انتظرت 10 اعوام للاقلاع

كنا نظن أن مشوار الكوميديا الاميركية على طريق الفكاهة والجرأة والمفاجآت المبتكرة لن يكون سهلاً بعد سلسلة افلام  The Hungover، ولكن هوليوود فاجأتنا من جديد من خلال رحلة طريق لا تقل ظرفاً ومواقف مفاجئة وجريئة  وصادمة ومضحكة واداءات طريفة جداً من خلال شريط We’re the Millers… الرحلة  هذه المرة لا تضم اربعة اصدقاء سينطلقون الى فيغاس للاحتفال بوداع العزوبية، بل اربعة اشخاص لا علاقة تجمعهم، ولكنهم سيتحوّلون عائلة ميلر الوهمية التي ستنطلق الى المكسيك في سيارة رحلات كبيرة، لجلب كمية ضخمة من المخدرات. عائلة استثنائية، تماماً مثل عائلة الفيلم التي تضم اسماء شهيرة مثل جنيفر انيستون وجايسون سدويكس وايما روبرتس ابنة شقيق جوليا روبرتس، اضافة الى الممثل الفرنسي تومر سيسلي نجم شريط Largo Winch.

شريط We’re the Millers من اخراج داوسون مارشال توربر الذي سبق ان ادار بن ستيلر وفينس فون عام 2004 في Dodgeball اضافةً الى  الشريط الكوميدي The Mysteries of Pittsburg. اما السيناريو فمن تأليف ستيف فابر وبوب فيشر كاتبي نص الفيلم الكوميدي الشهير  Wedding Crashers الذي اطلق شهرة النجمين اوين ويلسون وفينس فون. الثنائي فابر وفيشر كانا قد بدأا بكتابة النسخة الاولى من سيناريو We’re the Millers عام 2002، ولكن السيناريو تنقل من منتج الى آخر لمدة عشرة اعوام، قبل أن يوافق المخرج داوسون مارشال توربر على ادارته وتعلن النجمة جنيفر انيستون عن رغبتها في اداء دور بطولته الى جانب الممثل جايسون سدويكس الذي قيل ان علاقة عاطفية عابرة ربطت بينهما عام 2010. جايسون سدويكس هو احد نجوم سلسلة Saturday Night Live الشهيرة على محطة NBC، وهو سبق أن عمل مع جنيفر انيستون في شريطين كوميديين سابقين هما Bounty Hunter Theعام 2010 وHorrible Bosses عام  2011 وقد فاز عن جدارة بدور دايفيد بيرك الذي تنافس عليه كل من الممثلين جايسون باتمان وويل ارنت وستيف بيشامي.

  رحلة المخاطر المضحكة
الرحلة التي انتظرت 10 اعوام للإقلاع، انطلقت اخيراً مع عائلة وهمية مكونة من الاب دايفيد بيرك (جايسون سدويكس) موزّع صغير للمخدرات، والام روز راقصة التعري (جنيفر انيستون) والابن كيني (ويل بولتر) المراهق الذي لم يقبل فتاة يوماً بحياته، والابنة كايسي (ايما روبرتس) الهاربة من بيتها واسرتها. القدر وضعهم في طريق بعضهم البعض، فعندما حاول دايفيد مساعدة جاره الفتى كيني في انقاذ المراهقة كايسي من مطاردة مجموعة من زعران الشوارع، وقع في ورطة كبيرة. الزعران سرقوا مخدراته وامواله، وصاحب المخدرات يهدده بالقتل في حال لم يعوّض عليه الخسارة من خلال السفر الى المكسيك لإحضار كمية من المخدرات من شريكه المكسيكي. وحتى لا يثير الشبهات ولا يلفت انتباه الشرطة على الحدود الاميركية – المكسيكية، سيقرر دايفيد التحوّل والداً بسيطاً يسافر مع اسرته لقضاء عطلة داخل سيارة كبيرة للرحلات العائلية والتخييم. ولكن الرحلة لن تكون سهلة كما كان دايفيد يتوقع، فالبضاعة التي سيهربها ليست لرب عمله كما زعم، بل لمافيوزو مكسيكي (طومر سيسلي) سينطلق وراء العائلة الوهمية مصمماً على قتل كل افرادها. رحلة هرب عائلة ميلر ستكتمل مع التقائهم بعائلة اخرى على الطريق هم عائلة فيتزجيرالد المؤلفة من دون (نيك اوفرمان) ضابط مكافحة المخدرات، وزوجته ايدي (كاثرين هان) التي ترغب بإضافة التوابل المثيرة على حياتها الجنسية وتقترح على دايفيد وروز القيام بتجارب عاطفية جديدة تشمل الازواج الاربعة. اما ابنة عائلة فيتزجيرالد ميليسا (مولي كوين) فستثير اهتمام الفتى كيني الذي لم يقبل فتاة يوماً بحياته، مما سيدفع امه واخته الوهميتين لتعليمه فن تبادل القبل في واحد من اكثر المشاهد فكاهة وضحكاً وجرأة صادمة.

رقصة جنيفير آنيستون
مشهد تبادل القبل واحد من عشرات المشاهد المضحكة والمسلية والمفاجئة التي يمتلىء بها الشريط. انها مشاهد لا تخلو من الجرأة والسوقية، ولكنها مبتكرة وغير مكررة ومدعومة بإداءات رائعة  تقدمها شخصيات كاريكاتورية جداً بظرفها وطرافتها وابتعادها عن النمطية التقليدية، ستحاول المستحيل من اجل الفرار من الشرطة والعصابة المكسيكية واصدقاء الطريق. ومن هنا قدرة الشخصيات والمواقف على اشعال القاعة بالضحك المتواصل طيلة الرحلة المليئة بالمحطات المسلية، بدءاً من مشهد محاولة الفتى كيني الترفيه عن الشرطي المكسيكي الذي اوقف العائلة، مروراً بمشهد القبل ومشهد الاختبارات الجنسية بين الازواج الاربعة في الخيمة، ولقطة العنكبوت الذي سيلدغ عضو الفتى كيني التناسلي، وكيس المخدرات الذي سيتحول طفل عائلة ميلر، وصولاً الى واحد من اكثر المشاهد اثارة، عندما ستؤدي جنيفر انيستون رقصة تعر مذهلة. نجمة سلسلة Friends التي اشتهرت بمشاركاتها في عدد كبير من الافلام الكوميدية الرومنسية، ستتألق بشكل خاص في هذا الشريط الذي لم يكتف بإظهار موهبتها الكوميدية وحسب، بل ايضاً مهاراتها الجسدية وبراعتها في تقديم ادوار تتسم بالجرأة والاثارة. جنيفر انيستون التي تبلغ 44 عاماً، بدت في كامل لياقتها البدنية ورشاقتها التي قد تصيب بالغيرة فتيات العشرين ربيعاً. لقد قدمت رقصة تعر مثيرة جداً وخلعت ثيابها وتمايلت بملابسها الداخلية المغرية بشكل رائع من دون أي احراج، خصوصاً انها سبق ان اعلنت  بأنها مع التعري على الشاشة في حال كان موظفاً بشكل يخدم القصة ويغنيها. ايضاً اخضعت جنيفر نفسها لحمية غذائية ترتكز على تناول الخضار الخضراء اللون فقط اضافة الى الملفوف والبروتينات الخالية من الدهون.
وجنيفر انيستون لن تعجب جمهورها العريض وحده في هذا الفيلم، فهي النجمة المفضلة لدى ابنتها الوهمية ايما روبرتس التي غرّدت على صفحتها عبر موقع تويتر وقالت: «انا سعيدة جداً لكوني جزءاً من اسرة فيلم We’re the Millers، لأن حلمي بالتمثيل الى جانب نجمتي المفضلة جنيفر انيستون تحقق اخيراً».  ايما تؤمن بالمثل القائل «خذوا البنات من صدور العمّات» فهي مثل عمتها النجمة جوليا روبرتس تعشق التمثيل وهي سبق ان شاركت في افلام كثيرة مثل  Hotel for Dogs عام 2009  وScream 4 عام 2010 وValentine’s Day عام 2011. ايضاً ايما روبرتس تضع جنيفر انيستون في المرتبة الثانية على سلم الاهمية الفنية بعد عمتها جوليا روبرتس نجمة فيلم Pretty woman التي سيحييها الفيلم من  خلال لقطة يقارن فيها دايفيد روز ببطلة «المرأة الجميلة» فتجيبه بأنها راقصة تعر وليست عاهرة.
من نجوم الفيلم ايضاً الممثل الشاب البريطاني ويل بولتر الذي سبق ان شاهدناه في شريط The Chronicles of Narnia: The Voyage of the Dawn Treader. ويل قدم اداءً فاعلاً جداً في هذا الشريط وخطف الاضواء في كثير من المشاهد بفضل براءته وسذاجته اللتين ستفجران سلسلة من المواقف الطريفة جداً. ايضاً من الشخصيات الثانية التي اغنت الحبكة وملأت المغامرة بالتشويق والاثارة الثنائي نيك اوفرمان وكاثرين هان اللذان جسدا دور الزوجين فيتزجيرالد بشكل ظريف جداً، وهما سبق ان عملا معاً من قبل من خلال فيلم Parks and Recreation.

مايا مخايل