
رأى وزير المهجرين علاء ترو «أن ادراج الاتحاد الاوروبي حزب الله على لائحة الارهاب يفقد لبنان قوته ومناعته في مواجهة العدو الاسرائيلي»، وقال: «صحيح أن القرار 1701 يُطبّق اليوم وأن المقاومة متوقفة في الجنوب لكن لا نعرف متى تعاود اسرائيل عدوانها على لبنان، وعند أي دفاع عن الارض ستصبح هناك تفسيرات أخرى أوروبياً وأميركياً»؟ واستبعد «أن يقوم حزب الله بتحرّشات ضد قوات اليونيفيل رداً على القرار الاوروبي». وردّ على اتهام وزير الخارجية عدنان منصور اطرفاً لبنانية بالتواطؤ مع دول اوروبية، معتبراً «أن أخطر موضوع هو أن يظنّ أحد من اللبنانيين أن هناك فريقاً آخر يتواطأ مع الخارج من اجل كسر هذا الفريق أو ذاك». وعن كيفية تبرير مشاركة حزب الله في الحكومة قال: «الاتحاد الاوروبي يتكلم عن الجناح العسكري، وعادةً فان حزب الله لا يشارك بجناحه العسكري لا في الحكومة ولا في البرلمان». وشرح طبيعة الاجتماعات بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله قائلاً: «نحن نتباحث دائماً مع حزب الله ونتكلم بالامور المختلف عليها وبالامور المتفق عليها، مثلما سمّاها رئيس الحزب، تنظيم الاختلاف في المواضيع الخلافية مع حزب الله، وأحد اسباب الاختلاف القتال في سوريا وموضوع تشكيل الحكومة في لبنان. فنحن لا نقبل بفرض الثلث المعطّل ولا نقبل بعدم مشاركة حزب الله في الحكومة». وأكد «السير بصيغة الـ 8-8-8 إنما ليس بحكومة أمر واقع»، مضيفاً: «لا يمكن لأحد أن يشكّل حكومة من دون حزب الله». وفي ما يلي وقائع الحوار الذي أجرته مجلة «الاسبوع العربي» مع وزير المهجرين علاء ترو.
برأيك ما هي تداعيات إدراج الاتحاد الاوروبي الجناح العسكري لحزب الله على لائحة المنظمات الارهابية؟
كنا لا نتمنى هذا الامر، وهذا ما أقدم عليه فخامة رئيس الجمهورية عندما طلب من وزير الخارجية الاتصال بالاتحاد الاوروبي لعدم إدراج حزب الله على لائحة الارهاب، لأن حزب الله عندما تدرجه على هذه اللائحة تكون افقدت لبنان قوته ومناعته في مواجهة العدو الاسرائيلي. اليوم صحيح أن القرار 1701 يُطبّق وأن المقاومة متوقفة في الجنوب لكن لا تعرف متى تعاود اسرائيل عدوانها على لبنان. والمقاومة جزء لا يتجزأ هي والجيش والشعب في الدفاع عن حدود لبنان. وغداً عند مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية تصبح هناك تفسيرات أخرى أوروبياً واميركياً بالنسبة الى مشاركة حزب الله في الدفاع عن الارض اللبنانية في مواجهة العدو الاسرائيلي.
ولكن حزب الله يدافع حالياً عن خطوطه في القصير في سوريا؟
طبعاً حزب الله أخطأ في مشاركته في القتال في سوريا وفي القصير، وهذا أبلغناه مباشرة للحزب، إنما حزب الله لم يقم بأي عمل ارهابي ولم تثبت حتى الآن مشاركة الحزب في الحوادث التي حصلت في اوروبا، وربما هي من اختراع الصهيونية لأننا نعرف أنه كانت هناك تجارب سابقة مع الفلسطينيين وكيف كان الموساد يقوم بعمليات اغتيال اسرائيليين لتبرير عدوانه على الفلسطينيين وعلى لبنان في ذلك الوقت.
إنما حزب الله لديه 4 متورطين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟
هذه مسألة موجودة في المحكمة الدولية، والمحكمة ماشية، وهذا الموضوع لا شأن للبنان به في الوقت الحاضر. المطلوبون يخضعون للقرارات القضائية التي اصدرتها المحكمة وعلى السلطات أن تلقي القبض عليهم وتسلّمهم الى المحكمة، وهذا على كل حال موضوع آخر ولا يبرّر ما إتهم به حزب الله للاسباب التي أدت الى هذا القرار.
اجتماع تنسيقي
لقد عقدتم اجتماعاً تنسيقياً مع حزب الله قبل ايام كحزب تقدمي اشتراكي، الى ماذا توصلتم؟
نحن نتباحث دائماً مع حزب الله ونتكلم بالامور المختلف عليها وبالامور المتفق عليها مثلما سمّاها رئيس الحزب، تنظيم الاختلاف في المواضيع الخلافية مع حزب الله. والتواصل أمر ضروري بين القيادات السياسية اللبنانية والاحزاب لتخفيف حدة الاحتقان السياسي والطائفي الحاصلة في البلد.
على ماذا تختلفون اليوم مع حزب الله؟
نحن مختلفون، وأحد اسباب الاختلاف القتال في سوريا وموضوع تشكيل الحكومة في لبنان. فنحن لا نقبل بفرض الثلث المعطّل ولا نقبل بعدم مشاركة حزب الله في الحكومة، لأن هذه تساوي الأخرى.
ولكن بعد إدراج حزب الله على لائحة الارهاب اليوم كيف سيتم تبرير أي مشاركة لحزب الله في الحكومة؟
هنا يتكلم الاتحاد الاوروبي عن الجناح العسكري، وفي العادة حزب الله لا يشارك بجناحه العسكري لا في الحكومة ولا في البرلمان. وهذا شأن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وشأن المؤسسات الدستورية في البلد ولا فكرة عندي مسبقاً عن الامر، إنما بالامس رئيس الحزب في تصريحه إعترض على إدراج حزب الله على لائحة الارهاب وأيّدنا خطوة رئيس الجمهورية الطلب من وزير الخارجية مراسلة الدول.
ولكن ماذا عن صعوبة الفصل بين الجناحين السياسي والعسكري لحزب الله؟
هناك مواضيع حدثت قبل ذلك في الجناح العسكري للجيش الجمهوري الايرلندي، ولا أعرف كيفية الفصل بين العسكري والسياسي والامني والاجتماعي، هذه أمور يُفترض أن يعرفها من إتخذ قراراً بها.
هل يمكن أن يردّ حزب الله على قرار الاتحاد الاوروبي بتحرّشات بقوات اليونيفيل العاملة في الجنوب وقرأنا مؤشرات حول هذا التوجّه؟
أشك في أن يتخذ حزب الله مثل هذه الاجراءات لأنه يدرك اهمية وجود اليونيفيل ودورها في الجنوب اللبناني، وهو من الموافقين على القرار 1701 بغض النظر عن الاتهامات من هنا وهناك عن تهديدات لليونيفيل وعن نية الغاء الـ 1701. كل هذه مقولات في اطار الصراع السياسي القائم في البلد، لكن حزب الله لن يتحرّش لا باليونيفيل ولن يفتعل أي مشكلة رداً على هذا الموضوع ويعرف كيف يواجه، ولست هنا بصدد الدفاع.
اتهامات منصور
وزير الخارجية عدنان منصور إتهم أطرافاً لبنانية بالتواطؤ مع عدد من الدول الاوروبية لاصدار قرار الاتحاد، ما تعليقك على الامر؟
هذا أخطر موضوع، وهو أن يظنّ أحد من اللبنانيين أن هناك فريقاً آخر يتواطأ مع الخارج من اجل كسر هذا الفريق أو ذاك الفريق، ونتمنى ألا يكون هناك أي لبناني يسعى الى هذا الامر.
في موضوع تأليف الحكومة ما زلنا نرى تعثراً لدى الرئيس المكلف تمام سلام الذي يطرح صيغة 8-8-8 وأنتم تؤيدون هذه الصيغة؟
هذه الصيغة نحن اقترحناها مع الرئيس تمام سلام وتوافقنا عليها معه ومع فخامة رئيس الجمهورية. يبدو أن عدداً من الافرقاء السياسيين في لبنان غير موافقين.
في حال مشى الرئيس سلام بهذه الصيغة هل ستمشون معه رغم اعتراضات البعض؟
نحن سائرون بصيغة الـ 8-8-8 إنما ليس بحكومة أمر واقع.
يقول الرئيس تمام سلام إنه سيشكّل حكومة مصلحة وطنية لا وجود لمحازبين نافرين فيها، هل تمشون بهذا الطرح؟
نحن منذ البداية قلنا لن نمرّر حكومة أمر واقع ونحن مع حكومة سياسية تتمثل فيها كل القوى السياسية. والبارحة تحدث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن حكومة سياسية تتمثل فيها كل الاطراف في لبنان، الآن يتمنى الرئيس سلام أن تكون حكومة من غير سياسيين، لا، نحن نفضّل في الوقت الحالي حكومة سياسية يتحاور خلالها السياسيون المختلفون، حول طاولة مجلس الوزراء من أجل رفع الخلاف من الشارع وتخفيف الاحتقان السياسي، على أن يكون الامر متلازماً مع انعقاد طاولة الحوار من اجل الحد من المشاكل داخل المؤسسات الدستورية.
حصلت اقتراحات عدة حول تأليف الحكومة من بينها أن تمثّل حركة أمل الحصة الشيعية من دون أن يعني ذلك عزل حزب الله الذي تطالب قوى 14 آذار بعدم اشتراكه في الحكومة؟
يعني معليش، من دون شطارات سياسية من هذا الفريق أو ذاك. هناك وقائع في البلد تفرض نفسها على الامر ولا يمكن لأحد أن يشكّل حكومة من دون حزب الله ولا يمكن لأحد في الوقت الحاضر أن يقول إن الرئيس بري يمثّل حزب الله، هذا التفاف على الواقع الموجود في البلد.
اجتماع جدة
ما فحوى اجتماع قيادة المستقبل في جدّة وماذا صدر عنه؟
لا علم لي بتفاصيله إنما من الضروري أن يتواصل قائد تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري مع قيادته المركزية ومسؤوليه من اجل توحيد الخطاب ووضع خطة جديدة للمرحلة المقبلة. وإن بعد الشيخ سعد عن البلد لا يبرّر غياب الاجتماعات برئاسته.
كيف قرأت دعوة الرئيس نبيه بري الى الرئيس سعد الحريري للعودة الى البلد ودرس ترؤسه الحكومة؟
لا مانع لدينا، وإذا صار اليوم توافق سياسي في البلد بين القيادات السياسية حول الحكومة ومجلس النواب والجيش، فنحن من دعاة الحوار والتواصل بين كل القيادات السياسية. وهذا أمر جيد أن يطرح الرئيس بري على الرئيس سعد الحريري. الآن بعض القيادات في تيار المستقبل وقوى 14 آذار تقول إن الرئيس الحريري ليس بحاجة الى نصيحة الرئيس بري أو 8 آذار، هذا كلام فارغ. يجب أن نتواصل ونتحاور بين بعضنا البعض حول كل المشاكل، وإن عودة الرئيس الحريري الى البلد ربما تسهل الكثير من الامور الخلافية الناشئة.
هل تؤيدون مقولة: ليكن الأصيل في رئاسة الحكومة بدل الوكيل؟
مع احترامنا لكل البيوتات السياسية في البلد لبيت سلام وبيت الحريري وبيت ميقاتي ولغيرهم من رؤساء الحكومات السابقين واللاحقين، هذا الموضوع ليس فيه وكيل وأصيل، اليوم كل شخص أصيل عن ذاته ووكيل عن الشعب اللبناني.
الرئيس بري كان اقترح التفاوض فقط حول الحصة الشيعية من دون حصة الجنرال ميشال عون من اجل تسهيل تأليف الحكومة لكن البعض رأى في الخطوة تعقيداً أكثر من التسهيل وأنه يخبىء رغبة في الحصول على ثلث معطّل وأكثر؟
هو يتحدث عن تفاوض فلنتفاوض ونرى نتيجة هذا التفاوض، شرط أن يقدم الجميع تسهيلات للرئيس المكلف من اجل إنجاز تشكيلته الحكومية لأن البلد فعلاً اصبح بحاجة الى حكومة بعد تراكم الاوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية، يجب أن تؤلف الحكومة وتحل هذه المشاكل.
تقطيع وقت
النائب وليد جنبلاط قال: لسنا في فترة تصريف أعمال بل في فترة تقطيع وقت فإلى متى سيطول هذا الوضع القائم؟
حتى الآن، لا يوجد أفق مضيء ومطمئن الى بروز حلول سريعة وجاهزة.
كنت تحدثت عن معادلة: الجيش والشعب والمقاومة ولكن هناك اطراف سياسية ترفض هذه المعادلة؟
لكنها الآن موجودة في البيان الوزاري وفي تصريف الاعمال، ولا يوجد شيء في السياسة وفي موازين القوى يغيّر هذه المعادلة في الوقت الحاضر.
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دعا الى الحوار فجاءه الرد: «من جرّب المجرّب كان عقله مخرّب» كيف ترى الافق؟
دعوة السيد حسن نصرالله في هذا الوقت بالذات هي دعوة مقدّرة ومحترمة لأن الظروف في البلد اصبحت تهدّد بإنفجار الوضع الطائفي والمذهبي وحتى السياسي، وهذه الدعوة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وتُقابَل بإيجابية، بغض النظر عما حصل في الماضي من تعثر للحوار وعدم تنفيذ مقرراته، لأن الحوار إذا كان تقطيعاً للوقت فهو جيد وإذا كان لانتاج الحلول فهو جيد جداً.
في آخر طاولة حوار في القصر الجمهوري تمّ الاتفاق على إعلان بعبدا، لماذا لا يتم الالتزام به وحبر هذا الاعلان لم يجف بعد؟
نحن دائماً ندعو كل الافرقاء الى الالتزام بإعلان بعبدا وبسياسة النأي بالنفس لأن ليس للبنان قدرة على مواجهة التحديات السورية.
أبلغتم حزب الله بهذا الامر لدى اجتماعكم بهم؟
بالتأكيد، وتكلمنا أكثر مما يعرفه الناس. ونحن في اجتماعاتنا مع الحزب نتكلم بكل صراحة وحرية وهم كذلك، وهذا هو لبنان وهذا هو النقاش والحوار ويجب أن يُحترم التواصل وأن يعرف كل واحد ما هي مخاوف وهواجس الآخر حتى نصل الى حلول مشتركة.
حاوره: سعد الياس