رأى عضو كتلة المستقبل النائب خالد الضاهر أنه «وبنتيجة حرص تيار المستقبل تمّ التوصل الى مشروع انتخاب يؤمن أفضل تمثيل مسيحي ويحقق العدالة للجميع، ويؤدي الى الحفاظ على الوحدة الوطنية واستعادة دور الدولة والعافية للبنان»، لافتاً الى «أن طرح المشروع الارثوذكسي هو للمناكفة السياسية ولن يمر في لبنان، وهو مشروع تخريب وزيادة الشرخ بين الافرقاء ويؤدي الى انعزاليات وعيش كل طائفة لوحدها»، معرباً عن اعتقاده بـ «أن الرئيس نبيه بري باعتباره رئيس المؤسسة التشريعية مطلوب منه دور وطني يؤدي الى تحصين لبنان لا الى تخريبه». واتهم العماد ميشال عون بـ «السعي للحصول على بعض المكاسب مقابل تغطيته لمشروع ولاية الفقيه في لبنان». وأكد «أن العائق امام الدويلة العلوية اليوم هو بلدة عرسال ومدينة القصير ومدينة حمص، لذلك نرى المشاركة من قبل حزب الله في القتال داخل سوريا وسقوط مئات القتلى منه خدمة لمشروع خارجي». وسأل: «لماذا لم تفتح جبهة الجولان منذ 42 سنة ولماذا بات يريد السيد حسن نصرالله فتح جبهة الجولان الآن؟ وهل هذا يخدم تطور الشعب اللبناني وسيادة الدولة اللبنانية أم أن هذه البندقية باتت للايجار؟». وأوضح «أن اعلان الحكومة هو من حق الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية بعد التشاور مع القوى السياسية، وليست الحكومة هي ميدان للمحاصصات وليست كما تكلم الامين العام لحزب الله عن الاحجام». وفي ما يلي وقائع المقابلة التي أجرتها مجلة «الاسبوع العربي» مع نائب عكار خالد الضاهر.
كيف تنظر الى ما تسرّب عن دخان ابيض من خلال التوافق على المشروع المختلط بين القوات اللبنانية والمستقبل قبل الجلسة العامة؟
ما جرى يعبّر عن حرص من قبل تيار المستقبل على التواصل مع أفرقاء 14 آذار للحفاظ على موقف موحد من كل المستجدات، وخصوصاً في ما يتعلق بقانون الانتخابات النيابية. وكنتيجة لهذا الحرص تمّ التوصل الى مشروع انتخاب يؤمن أفضل تمثيل مسيحي ويحقق العدالة للجميع ويؤدي الى الحفاظ على الوحدة الوطنية واستعادة دور الدولة والعافية للبنان.
هل كتلة المستقبل التي أعلنت مقاطعة الجلسة ستعيد النظر في قرارها من اجل التصويت على المشروع المختلط؟
أعتقد أنه كان هناك موقف من الكتلة حول المشاركة أكد أنه طالما هناك خروج عن الحس الوطني والمسؤولية الوطنية فلن نشارك في جلسة إذا كان المشروع الارثوذكسي هو البند الوحيد. وطرح هذا البند هو مناكفة سياسية وبمثابة مناورة سياسية لا تزال سارية المفعول، وهم يدركون تماماً أن هذا المشروع الارثوذكسي لن يمر في لبنان وهو مشروع تخريب لبنان وزيادة الشرخ بين الافرقاء ويؤدي الى انعزاليات وعيش كل طائفة لوحدها والى انقطاع في التواصل بين اللبنانيين فيما نحن نسعى الى المزيد من التواصل والتعاون من اجل بناء البلد، وهذا ما فيه المصلحة الوطنية. وعدم مشاركة كتلة المستقبل هو بسبب طرح المشروع الارثوذكسي الذي سبّب اشكالية غير مقبولة مع هيئة مكتب المجلس واجتهادات، وعندما ينتفي هذا الامر لا شك في أننا وبالتفاهم مع حلفائنا في 14 آذار ومن خلال طرح مشروع متوازن يحمل بعداً ودوراً وطنياً وخدمة للبنان سنشارك ساعتئذ لأن الاصرار على طرح الارثوذكسي بات مناورة مكشوفة من قبل 8 آذار والجنرال عون، في محاولة لكسب الشارع المسيحي، لاظهار مسيحيي 14 آذار وكأنهم يفرّطون بالحقوق المسيحية، في حين أننا نعرف تماماً أن حزب الله وحركة أمل وحزب البعث واحزاب 8 آذار لا تتوافق نظرياتها مع القانون الارثوذكسي.
حقوق المسيحيين
ولكن العماد عون يريد تحصيل حقوق المسيحيين؟
هناك محاولة لكسب الشارع المسيحي بعد الخسارة الكبيرة التي طاولت العماد عون في الشارع المسيحي لأن أداءه السياسي على المستوى الداخلي سيىء وعلى المستوى العربي أسوأ، وكلنا نعرف ما صدر من مواقف مسيئة للدول الخليجية وكادت تفتعل أزمة وتتسبب بطرد مئات الآلاف من اللبنانيين، وكل ذلك يدلّ على ما قام به الجنرال عون من تغطية لحزب الله ولسلاح الميليشيات على حساب الدولة وإنخراطه في مشروع الاقليات الذي يقوده النظام السوري وطهران وحزب الله، وهذا مخالف لتاريخ المسيحيين ولمواقف بكركي التاريخية، ولدور المسيحيين المنتظر الذي تحدث عنه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في السينودس، لجهة عيش المسيحيين مع الاكثرية في هذه المنطقة وألا يتصادموا معها، ولكننا نرى مواقف عون كلها تصادمية ومحاولة للاساءة الى اهل السنّة تحديداً الذين يشكلون على مستوى العالم العربي 95 في المئة مقابل 5 في المئة للشيعة.
ولكن العماد عون يتهم الحزب التقدمي الاشتراكي بأنه يريد قانون الستين وبأنكم في المستقبل تريدون المخلوطة فما رأيك؟
أود أن أسأله سؤالاً واحداً: لماذا بعدما طرح المشروع الارثوذكسي طرح لبنان دائرة واحدة مع النسبية الذي من خلال سلاح حزب الله يحقق لقوى 8 آذار فوزاً بزيادة بعض الاصوات؟ فهل هذا الاقتراح يعطي المسيحيين حقهم ودورهم في الانتخابات؟ هو لا يهتم بمصلحة المسيحيين بل يهتم بمصلحته ومصلحة صهره والمقربين منه، واثبتت الايام هذا الموضوع. ففي النسبية ينال المسيحيون 30 في المئة من الاصوات، فهل بذلك يحقق المصلحة المسيحية أم مصلحة حزب الله مقابل أن يحقق له حزب الله مصالحه في الوزارات وفي بعض ادارات الدولة؟
أنتم تقولون بأن مشروع اللقاء الارثوذكسي يهدّد الوحدة الوطنية ولكن أليس هذا إدعاء كاذباً كما قال رئيس تكتل التغيير والاصلاح ؟
على كل حال، الجنرال عون لا يُعتَب عليه فلطالما كان معادياً للنظام السوري ولسلاح حزب الله ويتهمه بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبأن تدخل النظام السوري في لبنان هو علة العلل اضافة الى سلاح حزب الله وميليشيات 8 آذار، ولكن فجأة بات حليف السلاح لأنه أمّن له التغطية على فساده في الوزارات وهو يغطي فساد الحزب ودوره في ضرب الدولة، هو يسعى للحصول على بعض المكاسب مقابل تغطيته لمشروع ولاية الفقيه في لبنان، وأنا أعيدك الى مواقف امين عام حزب الله عام 1985 على اليوتيوب المعروف الذي يؤكد فيه أنه يريد اقامة دولة اسلامية في لبنان مرجعيتها ولاية الفقيه. ومن هنا نرى أن تنظيم حزب الله في لبنان يسعى الى تدمير الدولة ومؤسساتها، ولا يسمح بإقامة هذه المؤسسات لأنه في عقيدته الدينية والسياسية يرفض الانظمة والمؤسسات الاخرى لأنه يريد دويلته التي يبسط من خلالها سلطته على كل لبنان، وهو الآن ينفّذ السياسة الايرانية بالتعاون مع النظام السوري الذي يسعى الى اقامة كانتون علوي في الساحل، بحيث يلتقي مشروع الدويلة الشيعية في جنوب لبنان وبعض المناطق مع الدويلة العلوية التي يسعى اليها في آخر المطاف بشار الأسد، والتي يعتبر العائق امامها اليوم بلدة عرسال ومدينة القصير ومدينة حمص، لذلك نرى المشاركة من قبل حزب الله في القتال داخل سوريا وسقوط مئات القتلى منه خدمة لمشروع خارجي، لا يسهم في بناء لبنان ونهضته، ولا في زيادة الوحدة الوطنية، بل في زيادة الشرخ والتسبب بحرب اهلية، وأكثر من ذلك فإن حزب الله يدخل اليوم في مشروع الفتنة السنية – الشيعية على مستوى العالم العربي والاسلامي.
سلاح كاسر للتوازن
تنتقدون حزب الله لكن السيد حسن نصرالله يفتخر بالحصول على سلاح كاسر للتوازن مع اسرائيل وبدعم المقاومة الشعبية في الجولان أليس هذا أمراً مهماً؟
لماذا لم تفتح جبهة الجولان منذ 42 سنة، ولماذا بات يريد السيد نصرالله فتح جبهة الجولان الآن؟ هل من أجل مصلحة النظام السوري؟ وهل هذا يخدم تطور الشعب اللبناني وسيادة الدولة اللبنانية أم أن هذه البندقية باتت للايجار؟! فهذه البندقية مؤجرة اليوم من الولي الفقيه الامام الخامنئي في طهران، ومؤجرة ايضاً من بشار الأسد في سوريا. لذلك اليوم الشعب اللبناني عليه أن ينظر الى من يعرّض مستقبل لبنان كدولة ونموذج ومشروع حضاري. وهل مواقف حزب الله تؤدي الى وحدة وطنية أم الى أزمة؟ وسأقول لك أمراً أن هناك جمعيات اسلامية ومشايخ وفعاليات يسعون اليوم في لبنان الى اقامة تجمع مضاد لحزب الله للدفاع عن النفس…
يعني موازية لحركات الشيخ أحمد الأسير والشيخ سالم الرافعي اللذين أطلقا الدعوات الى الجهاد؟
هم أكثر من هؤلاء، هم المعتدلون من مشايخ وفعاليات دينية وسياسية ينظرون بريبة الى ممارسات حزب الله لأنه يهدّد اللبنانيين والسنّة في لبنان والكيان اللبناني ويسعى الى زج اللبنانيين في حرب لا مصلحة لهم فيها بل هي من اجل بشار الاسد وعلي خامنئي.
بالعودة الى جلسة 15 ايار(مايو) قال الرئيس نبيه بري إنه لا يقبل البلف وإنه يضع الجلسات المفتوحة تحت عنوان «دوحة جديدة» فما هو تعليقك؟
أعتقد أن الرئيس بري بإعتباره رئيس المؤسسة التشريعية مطلوب منه دور وطني يؤدي الى تحصين لبنان لا الى تخريبه، والمشروع الارثوذكسي مشروع تخريبي يضرب الوحدة الوطنية ويؤدي الى التفتيت ولا يخدم إلا ايران والنظام السوري. وأعتقد أنه لن يمر ولا أحد يستطيع تمريره لأنه لا يخدم حتى جمهور 8 آذار والجنرال عون، وما قام به تيار المستقبل مع الكتائب والقوات ومحاولة التفاهم مع النائب وليد جنبلاط حول مشروع قانون عادل وفيه مساواة لجميع اللبنانيين هو الحل الذي يجب أن يتمسك به الرئيس بري، وليس مجاراة حزب الله وميشال عون في مشروع انتحاري يأخذ لبنان الى الهاوية.
في موضوع الحكومة هل التهويل الذي مارسه حزب الله على الرئيس المكلف تمام سلام والنائب وليد جنبلاط هو الذي أدى الى عدم إعلان حكومة حيادية من 14 وزيراً؟
أنا أعتقد أن حزب الله منذ البداية وعندما أعلن تأييده مع الجنرال عون للرئيس المكلف، كان هدفه هذا التعطيل ومحاولة استخدام وهج السلاح في المعادلة السياسية، وما يجري الآن هو تعطيل للدولة ولمصالح المواطنين وقد رأينا ماذا فعلت حكومة حزب الله بلبنان؟ أخذته الى الانهيار الاقتصادي وضربت علاقاته مع الدول العربية، ضربت كل القطاعات الانتاجية في لبنان السياحية والزراعية والخدماتية وكادت تودي بالمصارف وبالمال، ولا يزال حزب الله يسعى الى خنق لبنان. وبعد التضحيات التي قدمتها قوى 14 آذار من الشهيد رفيق الحريري الى الشهيد وسام الحسن وما بينهما من قيادات ووزراء ونواب لن يخيفنا سلاح حزب الله، فهذا السلاح في المعادلة اللبنانية لم يعد يخيف اللبنانيين ولن يخيفنا استخدام هذا السلاح بعد اليوم لأن المنفخ الذي كان ينفخ حزب الله من دمشق تعطّل، واصبح هذا النظام السوري منشغلاً بنفسه وبحاجة الى دعم حزب الله والشبيحة اللبنانيين الذين استدعاهم بشار الاسد الى لقاء ضم بعض الاحزاب والافراد والمخبرين، طالباً منهم عدم السير بسياسة النأي بالنفس.
اصدقاء سوريا
ولكن ألا توافق القائلين بأن لسوريا اصدقاء حقيقيين لن يدعوها تسقط؟
هناك محاولة يائسة لابقاء هذا النظام الذي أسقطه الشعب السوري ولم يعد له وجود على ظهر الارض، ولن تكون هناك قوة في الارض يمكنها ابقاء النظام السوري وبشار الاسد لأن ارادة الشعوب كما عرفنا تاريخياً هي الاقوى بإذن الله، ولن يستطيع هذا النظام أن يحكم الشعب بعد اليوم.
متى يتوقع أن يعلن الرئيس تمام سلام تشكيلته الحكومية وهل سيجرؤ على مثل هذه الخطوة من دون التفاهم مع 8 آذار؟
كان يفترض أن تعلن الحكومة طالما أن قوى 8 آذار مصرّة على التعطيل وضرب الاصول الدستورية، فإعلان الحكومة من حق الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية بعد التشاور مع القوى السياسية، وليست الحكومة هي ميدان للمحاصصات وليست كما تكلم الامين العام لحزب الله عن الاحجام، وإلا فما دور الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية؟ وهذه محاولات لتعطيل تأليف الحكومة. إنما أعتقد بأنه بعد فترة قريبة سيقوم الرئيس المكلف بإعلان تشكيلة حكومية إما بالتوافق مع القوى السياسية إذا عادت الى صوابها وطرحت الامور بإعتدال وبإلتزام الدستور والاعراف السياسية، وإما من واجبه أن يعلن الحكومة من شخصيات غير مرشحة وتتمتع بكفاءة وقدرة، ومهمتها إجراء الانتخابات واستعادة الثقة بالدولة. وكيف سيشكل الرئيس سلام حكومة فيها مسؤولون من حزب الله الذي يشارك ويعلن المعركة مع الشعب في سوريا؟ فمن يغطي له هذه الممارسة؟ فليترك الحزب الرئيس سلام يشكّل حكومة تخدم لبنان.
حاوره: سعد الياس
ملاحظة: (هذا الحوار اجري قبيل انعقاد جلسة 15 ايار – مايو – بساعات قليلة ولم يكن الموقف قد اتضح بعد)