ايقاعات ضوئية تعزف في غاليري شاهين
استضافت غاليري شاهين، فردان- بيروت، المعرض الفردي السادس للفنان العراقي صادق جعفر الذي يستمر حتى 19 ايار (مايو) تحت عنوان «ايقاعات ضوئية» حيث يخوض الفنان باسلوب تجريدي خاص لعبة الاندماج وصياغة الاثر مستفيداً من معطيات الحداثة الفنية.
جولة على المعرض تظهر ان الفنان هنا لم يكتف بخلط الاتجاهات والاجناس المجاورة للرسم، بل ها هو يسعى الى نزوع تجريبي يبتعد عن معنى الرسم وجوهره، موحياً بفضاء نحتي يتمظهر في اشكال ترتبط بمؤثرات خارجية وداخلية تتعامل مع الفضاء والكتلة والموجودات الاخرى التي يتشكل منها الخطاب النحتي لان الواضح انه اراد ان يضفي على ما انجزه مشهدياً سمات فكرية وجمالية على الصعيدين المرئي واللامرئي.
لوحة… ظاهرة
والحقيقة ان الناظر الى لوحة هذا الفنان يرى انها تحولت الى ظاهرة تجتمع فيها الاساليب والمسارات للتعبير عن جوهر الخطاب، سواء عن طريق اتخاذ من المعطى الواقعي خصائصه او عبر الارتقاء الى مفاهيم انسانية كبرى صيغت على هيئة اسئلة وجودية.
ومما لا شك فيه ان صادق جعفر يسعى في هذه المجموعة الجديدة الى ترسيخ مفاهيمه السابقة التي استثمرها منفردة في نهجه التعبيري، اذ نلاحظ كيف انه ألغى الخطوط الفاصلة وبعثر الكتل للوصول الى شكل جديد ومغاير مستفيداً من معطيات الحداثة كما اسلفنا، الا ان المحور عنده لم يزل واضحاً انه جسد المرأة مع الايحاء بالمفاهيم المرتبطة بالرغبة والخصب وما الى هنالك.
لقد عمل الرسام على احادية اللون كما نلاحظ وحلله الى مجموعة مضادات توحي بعلاقات فنية خاصة ترتكز على مقومات بنى مجاورة لفعالية الرسم تقترب من التصوير الفوتوغرافي والغرافيك، فضلاً عن حساسية بالغة مارسها هو كما يظهر تجاه اللوحة مما يؤكد قدرته على التشخيص المستثمرة في رفد المعاني بأبعاد جمالية والوصول بالمتلقي الى ايهامه بالصيغ المصورة.
لعبة الاندماج
كما نلاحظ ان الفنان مارس في معرضه «ايقاعات ضوئية» الذي نحن في صدده لعبة الاندماج في خلق الاثر المعبر، ولتغذية ما وصل اليه استعان باشارات محددة مثل الخربشات التي نراها على جدران الاماكن العامة او في تقنيات تشتيت البؤر واللون وعمد الى صهرها في مبتغاه الجمالي.
وان كان معرضه يوحي بجو متشائم الا ان الامل الثابت على ما يبدو في ذات الفنان بقيت له مساحته في اللوحات ويتضح ذلك من الالوان المستخدمة المعبرة عن الفرح، او من خلال حركة اجساده الانثوية التي تنظر صوب الاتي من المستقبل المشرق.
من هو؟
صادق جعفر من مواليد بغداد عام 1972 يحمل بكالوريوس من كلية الفنون الجميلة عام 2002. هو عضو في جمعية التشكيليين العراقيين وفي جمعية المصورين العراقيين. له خمسة معارض فردية سابقة وهذا معرضه الفردي السادس، كما له مشاركات جماعية في حوالي 11 معرضاً في العراق وفي الخارج مثل نيويورك ولندن وغيرهما.
ك. ح