صحة

تعرفي على جنينك!

حين يخفق الجنين في الأحشاء… «الفحوصات المسحية الثلاثة» ضرورة!

حاملٌ؟ خفقاتُ جنينٍ بدأت تضج في أحشائك؟ رائع. مبروك. لكن، قبل أن تفرشي الطريق وروداً هل اطمأنيتِ على جنينك؟ هل تأكدتِ أن لا شذوذ في الصبغيات وفي الهيكلية؟
تمهلي، التقطي الأنفاس، ولا تصابي بالهلع. الدنيا تتبدل. عوامل الخطر تزيد. واحتمال ولادة طفل مصاب بعاهة وارد في كل لحظة.
حاملٌ؟ تفكرين بالحملِ؟ “قوة المعرفة” قد تُنجيك من قدرٍ بدأ يرتسم أمامكِ، لكِ، لكِ أنتِ أولا… ماذا عليكِ فعله؟ عدي الى عشرة وتحصني بمعلومات قد تقيكِ منذ الثلث الأول من الحمل، عبر اختبار تشخيصي بسيط، من الإتيان بطفل يُعاني!
«إعرفي نفسك» قالها سقراط، «تعرفي على جنينك» يقولها العلم…

لأن قوة المعرفة… قوة… نظمت «روش دياجنوستيكس» دورة تثقيفية حول أهمية الفحوصات المسحية في الثلث الأول من الحمل. فحوصات مسحية؟ ماذا تعني هذه الكلمة؟ ماذا تعني هكذا فحوصات؟
توجد مجموعة واسعة من الفحوصات المتاحة بين أيدي الأطباء خلال مرحلة الحمل، أي ما قبل الولادة، توفر معلومات عن صحة المرأة وصحة جنينها. سمعتن على الأرجح بها؟ وخضع بعضكن ربما لها؟ فحص المياه الجارية الأمنيوسي أحد تلك الإختبارات ومن خضعن له يعرفن طبعاً الخطر الكبير، خطر الإجهاض، الذي كان يمكن أن يصبن به من جرائه أو خطر تشويه الجنين. ثمة فحوصات إذاً خطيرة وثمة فحوصات تتأخر في الظهور ما يجعل إمكانية الإجهاض في حال أتت النتيجة غير جيدة محالاً. والحلّ؟ لا بد من حل. الأطباء بحثوا عن حل. الزوجان يبحثان عن حل. العلماء يجرون الإختبارات بحثاً عن حل. وفي جديد الحلول يتحدث اختصاص الرعاية الطبية للأم والجنين في مركز كليمنصو الطبي في بيروت الدكتور برنار نصر عن فحص دم بسيط يجرى خلال مراحل مختلفة من الحمل يساعد في التصرف إستباقياً في مواجهة أي مخاوف أو مخاطر.
ماذا في التفاصيل؟
تعتمد الفحوصات المسحية في الثلث الأول من الحمل على فحص دم المرأة الحامل، الى جانب التقويم بالموجات فوق الصوتية. وتستطيع هذه الفحوصات المسحية تقويم خطر بعض الشذوذ الصبغية مثل متلازمة داون. وتتضمن الفحوصات دراسة السوائل الموجودة تحت رقبة الجنين ضمن المشيمة، ويمكن لهذا الإختبار أن يساعد في كشف بعض التشوهات الجنينية المهمة مثل العيوب القلبية.
ثمة إذاً فحص دم بسيط جداً يفترض أن تسأل عنه النساء الحوامل باكراً أطباءهن. ثمة فحوصات مسحية يفترض أن تخضع لها كل النساء اللواتي ترتفع لديهن نسبة المخاطر في الثلث الأول للحمل، أي بين الأسبوع الحادي عشر والأسبوع الثالث عشر من الحمل. ويقيس الفحص المسحي للدم إثنين من الهورمونات المرتبطة بالحمل وهما الغدد التناسلية المشيمية البشرية «بيتا الحرة» والبروتيين المصلي المرتبط بالحمل، أما الفحص بالموجات فوق الصوتية فهو يختبر الشفافية القفوية للجنين، وهو يعد جزءاً من فحوصات التحري المنتظمة التي يتم إجراؤها خلال فترة الحمل من أجل زيادة احتمالات الكشف عن الإضطرابات الصبغية لدى الجنين. واستناداً الى النتائج الأولية، الى جانب العوامل الأخرى التي قد تزيد نسبة المخاطر مثل عمر المرأة، يتقرر إجراء اختبارات تشخيصية أكثر عمقاً مثل فحص عينة من السائل المشيمي، حيث يمكن للإختبارات الإضافية تأكيد التشخيص أو نفيه، ما يمنح الآباء والأمهات باكراً جداً فرصة التفكير في قرار المحافظة على الجنين، مهما كانت النتيجة، حتى نهاية الحمل.

المعرفة قوة
تذكروا إذاً أن هناك فحص دم بسيطاً جداً سعره لا يزيد عن مئة ألف ليرة قد يساهم في الكشف باكراً جداً عن أي خلل في الحمل. تذكروا هذا وتذكروا أن «المعرفة قوة».
حق المرأة طبعاً أن تسأل، منذ ان تعرف أنها حامل: وهل طفلي في صحة جيدة؟ حقها أن تعرف عن نوعية الفحوصات التي يفترض أن تخضع لها وعن المرات التي يفترض بها أن تزور فيها طبيبها وأن وأن… لكن، ما يلاحظه الطبيب فرانسوا نصر أن جل ما تسأل عنه بعض النساء هو: أريد أن أعرف جنس الجنين صبي أو بنت حتى أحضر الثياب زهرية أو زرقاء وحبات الشوكولا والتذكارات!
حق المرأة، بحسب اختصاصي الرعاية الطبية للأم والجنين، أن تعرف بأسرع وقت حال جنينها الصحية قبل أي شيء آخر. ويستطرد: ثمة مفهوم خاطىء يقول أنه لا يمكننا في شهر الحمل الثالث إلا سماع دقات قلب الطفل وعلينا بالتالي أن ننتظر حتى الشهر الخامس كي نجري صورة الموجات فوق صوتية  لنتأكد من صحة الجنين ونكون بذلك قد تأخرنا كثيراً. هذا خطأ. وهذا ما عاد جائزاً في عصر باتت فيه المرأة تتأخر في الزواج وفي الإنجاب وهناك، نحو 35 في المئة من الولادات فوق عمر الخامسة والثلاثين. والأطباء، لسوء الحظ، يطلبون من النساء اللواتي تجاوزن هذا السن إجراء فحص السائل الأمنيوسي Amniocentesis، وكلنا، نُذكر، نعرف خطورة ضرب هكذا إبر، مهما كان الطبيب ماهراً، في قلب البطن. ناهيك أن حالات شذوذ في الصبغيات تظهر عند نساء ما زلن دون الخامسة والثلاثين ويكون طبيبهن قد ألغى إحتمال إنجابهن طفلاً بصحة غير جيدة، ما يعني ضرورة التأكد من صحة كل الأجنة، ما يعني هذا، بكلام آخر، ضرورة التفكير في اعتماد استراتيجية جديدة للتشخيص.

تقسيم النساء الحوامل الى فئات بات ضرورياً
تقسيم النساء الحوامل الى فئات بات ضروريا كأن يُقال مثلاً: هذه في فئة الخطر وتلك في فئة الأقل خطورة والثالثة خطر إنجابها طفلاً غير سليم شبه معدوم.
هذا التقسيم يُسهل إذاً تعاطي الطبيب أولاً مع النساء الحوامل. ويستطرد الدكتور نصر: ليس مسموحاً أن نحسب بدء فترة الحمل منذ موعد ميعاد المرأة، لأن هناك نساء يأتيهن الميعاد كل 36 يوماً وثمة نساء يحل موعد دورتهن الشهرية كل 25 يوماً. خضوع المرأة الى حمية غذائية قد يؤثر على هورموناتها أيضاً. السمنة تؤثر بدورها فتؤخر الدورة الشهرية. علينا إذاً الإتكال أكثر على الصورة الصوتية لتحديد عمر الجنين لا على موعد آخر ميعاد. وإذا عملنا على جمع المعلومات عبر فحص الدم  والصورة الصوتية وعمر المرأة ننجح في تشخيص حالات متلازمة داون بنسبة 45 الى 75 في المئة باكراً.

الأكثر عرضة للمخاطر
الصورة الصوتية قادرة على أن تكشف لنا أيضاً طول الجنين الذي يفترض أن يكون في عمر الثلاثة أشهر بين أربعة سنتمترات ونصف وثمانية سنتمترات. سماكة الرقبة أيضاً إشارة، فالجنين الذي يعاني من تشوهات تكون رقبته أكثر سماكة. وبالتالي إذا كان جنيناً في رحم إمرأة في العشرين بسماكة رقبة أكثر من جنين في رحم إمرأة في الأربعين نضع المرأة الصغرى في خانة النساء الحوامل الأكثر عرضة للمخاطر.
سماكة الرقبة، يضيف الدكتور نصر، توجهنا الى أكثر من مئة ألف مرض. المرأة المدخنة نضع نقطة جنب خانة إسمها. المرأة الحامل التي تعاني من ارتفاع في الضغط نضع نقطة أيضاً الى جانب إسمها.  وكل هذه النقاط الى جانب عمر المرأة والصورة الصوتية ونتيجة فحص الدم توجهنا في تحديد التشخيص الصحيح. وفحص الدم وحده قادر على كشف أي خلل بنسبة 56 في المئة. كل المعلومات إذاً قادرة إذا تضافرت على تشخيص أي مشكلة في الوقت المناسب.
سؤال يطرح نفسه: ما دام هناك فحص دم قادر أن يساعد بهذا القدر فلماذا لا يعتمده كل أطباء الولادة؟
يجيب نصر: فحص الدم موجود منذ العام 2009 ومسؤولية النساء أن يُذكرن أطباءهن به!
لأنه يفترض أن نكون أذكياء والذكاء يتحصن بالمعرفة إستمعنا بدقة الى معلومات «روش دياجنوستيكس» حول الفحوصات المسحية خلال الثلث الأول من الحمل… فالأجنة تولد من رحم أمهاتها والأمهات سرّ صغارهن. والسرّ قد يكون بمعلومة!

نوال نصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق