البشمركة ترجح الكفة ضد داعش واوباما يرسل دفعة «مستشارين» الى الجبهة

«داعش»، لا جديد يذكر، باستثناء المواجهات المتواصلة، وخصوصاً مواجهات التنظيم مع باقي اركان المعارضة السورية. ويبدو ان الجديد الوحيد هو الاحساس العام بتراجع قوة التنظيم نسبياً بعد وصول الاسناد الكردي من العراق، وتحديداً قوات البشمركة.
في هذا السياق، يعتقد متابعون للشأن الخاص بالمواجهات ان قوات البشمركة «الرمزية» التي وصلت الى مدينة عين العرب «كوباني»، نجحت الى حد ما في ابطاء تقدم تنظيم داعش. الا ان حسم المعركة في تلك المدينة المتمردة يبدو صعباً.
ويبدو ان مشاركة البشمركة في المواجهات مع داعش في عين العرب فتحت باباً جديداً للجدل حول امكانية الحاق هزيمة بالتنظيم. فالبعض من المراقبين يطرحون سؤالاً مضمونه «اذا كانت قوة البشمركة المكونة من 150 عنصراً قد اوقفت تقدم داعش، او – على الاقل – حدت منه بعض الشيء، ترى ما الذي يمكن ان تفعله قوة اكبر فيما لو ارسلت الى ساحة القتال؟».
الذين يطرحون هذا السؤال يخلصون الى قناعة بان «داعش» يمكن ان يكون «كذبة كبرى»، وان هزيمته ليست بالامر الصعب. وان المعطيات على الارض اكدت ذلك.
في التفاصيل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن وحدات حماية الشعب الكردي تمكنت من التقدم في محور مسجد الحاج رشاد ومنطقة البلدية في مدينة عين العرب (كوباني). وقال المرصد إن ذلك جاء عقب اشتباكات مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 13 مسلحاً من داعش، جثث بعضهم لدى وحدات الحماية، إضافة لمقتل ما لا يقل عن ستة من وحدات الحماية.
وأشار المرصد إلى أن محاور عدة بمدينة عين العرب تشهد تبادلا لإطلاق نار بين الطرفين.
قوات اميركية اضافية
في الاثناء، أعلنت الولايات المتحدة انها ستضاعف – تقريباً – عديد عسكرييها في العراق بارسال 1500 مستشار عسكري اضافي لتدريب القوات العراقية، بما فيها قوات البشمركة الكردية، وتقديم المشورة لها في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية – داعش.
لكن هذه القوات التي ستبدأ بالوصول في الاسابيع المقبلة لن تشارك في المعارك، بحسب ما افاد جوش ارنست المتحدث باسم الادارة الاميركية.
من جهته اوضح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي خلال مؤتمر صحفي ان هؤلاء الجنود سيكون بامكانهم مع ذلك الدفاع عن انفسهم.
وذكر البيت الابيض في بيان ان ارسال هؤلاء المستشارين يندرج في اطار استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة داعش والتي تهدف الى دعم الشركاء في عين المكان.
وبحسب كيربي فان دولاً عديدة اخرى منضوية في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا والعراق ستشارك في مهمات تقديم المشورة العسكرية وتدريب القوات العراقية، مشيراً – على سبيل المثال – الى الدنمارك التي وعدت بارسال 120 مدرباً، في حين وعدت بريطانيا الاربعاء بارسال مستشارين عسكريين اضافيين الى العراق.
وللمرة الاولى سيتم نشر عسكريين اميركيين خارج بغداد واربيل حيث هم موجودون حاليا.
وينتشر حاليا في العراق نحو 1400 جندي اميركي بينهم 600 مستشار عسكري في بغداد واربيل و800 جندي يتولون امن السفارة الاميركية ومطار بغداد.
ويرفع ارسال 1600 عسكري اضافي عديد القوات الاميركية في العراق الى 3100 عسكري.
وقال مسؤول في الدفاع ان بعض المستشارين سيتمركزون في محافظة الانبار حيث ارغم الجيش العراقي على الانسحاب بمواجهة تقدم داعش الذي اعدم عناصره في الاونة الاخيرة اكثر من 200 من افراد عشيرة واحدة في هذه المحافظة.
وكان البنتاغون اعتبر في نهاية تشرين الاول (اكتوبر) انه من الضروري ارسال مستشارين الى هذه المحافظة بشرط ان تسلح بغداد العشائر السنية فيها. والجمعة اكتفى كيربي بالقول تعليقا على هذا الشرط ان الحكومة العراقية لا تزال راغبة بتسليح هذه العشائر.
طلب ميزانية
وللتمكن من ارسال مدربين ومستشارين عسكريين الى العراق طلب أوباما من الكونغرس ميزانية تكميلية بقيمة 5،6 مليارات دولار ستستخدم ايضاً في تمويل حملة الغارات الاميركية الجوية في العراق وسوريا.
وستأخذ الميزانية التكميلية شكل تعديل على ميزانية العمليات الطارئة في الخارج التي تمول خصوصاً العمليات في العراق وافغانستان.
وسيساعد بعض من هؤلاء المستشارين الاضافيين الجيش العراقي في تخطيط العمليات في حين ينشر آخرون عبر البلاد باسرها.
وسيقوم الجنود الاميركيون خلال شهرين الى ثلاثة اشهر باعداد مواقع التدريب اللازمة وحيث سيتولون لاحقاً لمدة ستة الى سبعة اشهر تدريب 12 كتيبة عراقية تسع منها ضمن الجيش النظامي وثلاث من قوات البشمركة الكردية.
وستكون مراكز التدريب في شمال العراق وغربه وجنوبه، وسينضم شركاء في الائتلاف الى الجنود الاميركيين في هذه المراكز للمساعدة في عملية بناء قدرات وامكانيات عراقية، بحسب المصدر ذاته.
من جهة اخرى قصفت طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي مواقع لتنظيم داعش في شمال سوريا وشرقها بينها حقل نفطي، بينما اقدم التنظيم على قصف مخيم للنازحين على مقربة من الحدود التركية ما اوقع قتلى وجرحى.
وقال المرصد السوري ان اربعة انفجارات دوت في ريف دير الزور الشرقي ليلاً ناجمة عن ضربات نفذها التحالف العربي الدولي على منطقة حقل التنك النفطي وحاجز لداعش بين بلدة غرانيج وقرية البحرة في الريف الشرقي لدير الزور، ما أدى الى مقتل شخصين لم يعرف ما اذا كانا مدنيين أم من عناصر التنظيم.
ويسيطر التنظيم على عدد كبير من آبار النفط في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وتشكل هذه الابار مورداً مالياً اساسياً له.
كما نفذت طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضربة على تمركزات داعش في المنطقة الواقعة بين مسجد الحاج رشاد وسوق الهال في مدينة عين العرب، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وداعش في وسط المدينة.
قصف مخيم للنازحين
في المقابل، افاد المرصد ان تنظيم داعش قصف منطقة يقع فيها مخيم للنازحين بالقرب من تل شعير غرب مدينة عين العرب، ما أدى الى مقتل مواطنين اثنين واصابة أربعة آخرين بجروح، بينهم طفل.
ومنذ اسبوعين تقريباً، لم تتغير الخريطة بشكل حاسم على الارض في عين العرب حيث يتقاسم المقاتلون الاكراد والمسلحون مناصفة تقريباً المدينة. الا ان المقاتلين الاكراد في وضع ميداني افضل بعد دخول قوة صغيرة من مقاتلي المعارضة السورية واكثر من 150 مقاتلاً كردياً عراقياً باسلحتهم ومدفعيتهم المتوسطة الى المدينة عبر تركيا للدعم.
على صعيد آخر، استمر التوتر على جبهة ريف دمشق الغربي بين مقاتلي المعارضة وبينهم جبهة النصرة ومقاتلين موالين للنظام السوري غالبيتهم من الدروز، وارتفعت حصيلة قتلى المعارك التي وقعت بين الطرفين خلال الساعات الماضية الى 45.
الى ذلك، أعلنت القيادة الأميركية المركزية أن قوات التحالف شنت غارات استهدفت قادة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» قرب مدينة الموصل شمالي العراق، بدون أن يؤكد ما إذا كان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي من بين القادة الذين استهدفهم القصف.
وأضافت القيادة الأميركية أن الغارات التي وقعت مساء الجمعة دمرت قافلة تضم عشر شاحنات مسلحة للتنظيم.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية باتريك رايدر إن هناك ما يدعو للاعتقاد أن القافلة كان فيها عدد من قادة تنظيم الدولة، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل عن هويات هؤلاء القادة. الا ان انباء افادت ان تغريدة لمصادر التنظيم اكدت اصابة البغدادي ولم يعرف مدى خطورة اصابته.
ونفذت طائرات التحالف الدولي غارة ثانية ضد معقل لداعش في بلدة القائم الحدودية مع سوريا بمحافظة الأنبار، ما أدى إلى سقوط 15 قتيلاً وقرابة 30 جريحاً، وبحسب مصدر محلي، فقد استهدفت الغارة سوقا يقع قرب نقطة تفتيش تابعة للتنظيم، وقد قال المصدر إنه لم يتمكن من تأكيد وجود عناصر لداعش بين المصابين.
تنظيم بيجي
في سياق آخر، اعلنت قوات الجيش العراقي، تطهير مدينة بيجي شمال تكريت من سيطرة تنظيم داعش الارهابي بالكامل. وقال مصدر امني ان القوات الامنية تمكنت بمساندة قوات العشائر من تطهير قضاء بيجي من براثن عصابات داعش الارهابية وان الزحف متواصل تجاه تحرير مدينة الصينية التي تقف على مشارفها قوات الجيش حالياً.
واضاف ان تحرير مدينة بيجي جعل مصفى بيجي، اكبر مصافي النفط بالعراق، بيد الدولة، مشيراً الى عزم الجيش طرد داعش من محافظة صلاح الدين، والانطلاق تجاه الموصل لتحريرها.
وفي سياق آخر ايضاً، اكدت مصادر امنية عراقية ان عناصر داعش اعدمت 70 شاباً من ابناء عشيرة البونمر غرب العراق. وقال مصدر في الجيش العراقي ان داعش اعدمت هذا العدد من ابناء عشيرة البونمر من المعتقلين وذلك بعد ورود معلومات عن اقتحام قضاء هيت من قوات الجيش والعشائر.
ونفذت عناصر داعش اكبر مجزرة جماعية ضد ابناء عشيرة البونمر في محافظة الانبار قبل ايام بعد ان قتلت اكثر من 300 رجل في اعقاب تمكنه من السيطرة على المدينة قبل ثلاثة اسابيع.
عواصم – «الاسبوع العربي»