دولياتعالم

اتصالات لتحديد موعد الجولة الحاسمة، وخامنئي يجدد التمسك بـ «الخطوط الحمر» للبرنامج النووي

يتوقف المتابعون للملف النووي الايراني عند الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، كموعد يفترض ان يكون نهائياً للتوصل الى صياغة اتفاق نهائي للملف النووي الايراني. حيث توقفت المفاوضات عند خلافات توصف بانها «جوهرية».

وفي هذا السياق، لا يستبعد محللون ان تنتهي تلك المهلة دون التوصل الى اتفاق، الامر الذي يعيد الملف الى نقطة البداية، ويؤسس الى تجدد للخلافات المتجذرة بين الفرقاء.
غير ان اطرافاً فاعلة تؤكد انها تواصل بذل الجهود من اجل تحديد موعد قريب للمفاوضات بين ايران ومجموعة الدول الكبرى «5 + 1». بينما تعيد ايران التذكير بما تعتبره «الخطوط الحمر»  في برنامجها النووي، والتي تؤكد انها لن تتنازل عنها.
وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن أمله «بأن تتضح ملامح الجولة المقبلة لمفاوضات السداسية بشأن البرنامج النووي الإيراني وأن يتم تحديد موعدها خلال ايام. مشيراً الى انه لم يتبق وقت طويل على الموعد المحدد كسقف للمفاوضات. والمحدد في 24 تشرين الثاني (نوفمبر). وقال ريابكوف انه من الضروري إجراء مفاوضات متواصلة».

مفاوضات
وأكد ريابكوف أن «الخارجية الروسية» على تواصل مع هيئة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وننتظر الإشارات المناسبة. مضيفاً «اننا نشجع شركاءنا كي تضبط هذه المسألة في أقرب وقت»، متوقعاً أن «يجتمع وزير الخارجية الإيراني مع الممثلة العليا للسياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي، تعقد بعدها جولة مفاوضات متكاملة بمشاركة جميع الوفود بما فيها الخبراء».
واضاف، أن «العمل سيجري بأشكال متنوعة بحسب الظروف، ومن الممكن أن يتحمل المشاركون في الاجتماعات الثنائية والثلاثية أحياناً العبء الأساس»، لافتاً إلى أنه «لا يمكن في كل الأحوال الاستغناء عن الجلسة العامة».
في الاثناء، اكد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي من جديد – الاربعاء – «الخطوط الحمر» التي حددتها طهران في مفاوضاتها مع الدول الكبرى، التي يفترض ان تستأنف قبل نهاية الاسبوع المقبل في فيينا.
وحددت طهران ومجموعة الدول الست الكبرى مهلة حتى 24 تشرين الثاني (نوفمبر) لمحاولة ابرام اتفاق شامل يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني. لكن المفاوضات تتعثر بشأن المسألة الحساسة التي تمثلها قدرة ايران على تخصيب اليورانيوم وبرنامج الرفع الكامل للعقوبات الاقتصادية الدولية.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم «اعتقد اننا سنجري قبل نهاية الاسبوع المقبل مفاوضات ثنائية ومتعددة الاطراف في فيينا». واضافت ان «الموعد الدقيق سيحدد في وقت لاحق». واكد وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس موعد اللقاء في فيينا. وكتب على تويتر «المفاوضات النووية الايرانية حددت في الاسبوع المقبل في فيينا – محادثات مهمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وايران».

الخطوط الحمر
ويحدد رسم بياني نشر على الموقع الالكتروني لآية الله خامنئي احدى عشرة نقطة يجب على فريق المفاوضين احترامها قبل توقيع هذا الاتفاق، مكررا مضامين خطبه منذ استئناف المفاوضات قبل عام.
وتنص واحدة من هذه النقاط على ان «الاحتياجات النهائية لايران في مجال تخصيب اليورانيوم تبلغ 190 الف وحدة اس في يو» او وحدة عمل الفصل، اي اكثر بعشرين مرة من القدرات الحالية لايران.
وقال المسؤولون الايرانيون ان ايران ستكون بحاجة الى هذه القدرة لانتاج محروقات لمحطة بوشهر ستؤمّنه روسيا حتى 2021. في المقابل تطلب الولايات المتحدة والدول الغربية من ايران خفض قدراتها على التخصيب. وقال النص ان «فوردو الذي لا يمكن تدميره من قبل العدو يجب ان تتم حمايته» في اشارة الى موقع التخصيب الذي انشىء تحت جبل على بعد اكثر من مئة كيلومتر جنوب طهران وكشف وجوده في 2009.
واضاف خامنئي ان «المسيرة العلمية النووية يجب الا تتوقف او تتباطأ باي شكل من الاشكال»، مؤكداً انه على ايران مواصلة برنامجها «للبحث والتنمية». واقرت ايران والقوى الكبرى في نهاية ايلول (سبتمبر) انها لا تزال بعيدة من التوصل الى اتفاق نهائي رغم ثمانية ايام من المفاوضات على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.
في سياق مواز، اعلن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية (معارضة) في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، ان ايران نقلت سراً نشاطات هيئة اساسية للابحاث في القطاع النووي فرضت عليها عقوبات اميركية في آب (اغسطس) الماضي.
وافاد التقرير ان منظمة الابحاث الدفاعية الحديثة المرتبطة بوزارة الدفاع الايرانية «نقلت سراً» من اجل تجنب عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ووصف المعارضون هذه الهيئة بانها «المركز العصبي لعسكرة البرنامج النووي الايراني» المكلفة منذ عقدين «تصميم وانتاج القنبلة النووية».
وقد ادرجت في 29 آب (اغسطس)اغسطس 2014 ضمن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على شركات وكيانات وافراد يشتبه بتشجعيهم البرنامج النووي الايراني.

العقل المدبر
واوضح التقرير الذي يؤكد انه يستند الى عشرات المصادر الايرانية الجديرة بالثقة بعضها في هيئات النظام، ان العقل المدبر للمنظمة محسن فخري زاده الذي تبحث عنه الوكالة الدولية للاستماع اليه منذ سنوات يتولى «النظام تخبئته».
وصرح افشين علوي المسؤول في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ان «نقل منظم الابحاث الدفاعية الحديثة انتهى في تموز (يوليو) الماضي. وان مسؤولي الاجهزة الرئيسية نقلوا الى اماكن سرية، واوكلت اماكنهم الى بعض الكوادر الادارية من اجل خداع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية». واضاف ان هذا الاجراء «يثبت ان النظام لا ينوي التخلي عن البعد العسكري لبرنامجه ولا يريد ان يكون شفافاً».

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق