
اثنتان وثلاثون سنة مرت على اغتيال الرئيس بشير الجميل في حادث تفجير في الاشرفية. «الاسبوع العربي» الالكتروني قابل نجله النائب نديم الجميل لتقويم الوضع المسيحي القائم. وكان هذا الحوار.
في اي وضع هي رئاسة الجمهورية بعد 32 سنة على اغتيال والدك الرئيس بشير الجميل؟
انها في وضع يرثى له. فالقضية ليست وضع الرئاسة وحسب، بل وضع الدولة اللبنانية وهو كارثي في مجمله. لذلك من الصعب مقارنة الوضع في عهد بشير الجميل بما هو قائم اليوم. فبالرغم من الحرب التي كانت مشتعلة يومها، كانت لا تزال هناك مقومات دولة. فيما نحن حالياً في وضع الدولة المنهارة. لم يعد هناك دولة قائمة، والحكومة لم تعد تقدم الخدمات اللازمة والدولة مدمرة. لقد اصبح من الضروري في رأيي العمل على اعادة بناء شاملة للسلطة بغية قيام دولة القانون.
اللاعبون السياسيون الحاليون هل هم مؤهلون لعمل ذلك؟
انهم المسؤولون الأُول عن تهديم الدولة ولهم بالفعل مصلحة اكبر في الدفاع عنها في ظل هذا النظام الذي يتقدم على دولة القانون، والذي ادى الى تدمير كامل للمؤسسات.
ما هو رأيك في اقتراح العماد ميشال عون الذي يقول بانتخابات رئاسية من قبل الشعب؟
قبل الدخول في صلب الموضوع اعتقد ان العماد عون هو رائد المشاريع المتعارضة مع مصالح المسيحيين. وشعاراته الجميلة تقود عموماً الى انهيار الطائفة المسيحية. هذا ما كان عام 1988، والعام 2006 باتفاقه مع حزب الله ثم مع تأييده لمشروع القانون الارثوذكسي للانتخابات النيابية. هذا المشروع الجديد اليوم يهدف الى اثارة العصبية المسيحية واللعب على الحساسية الانتخابية. فلماذا لم يقدم اقتراحه هذا قبل اشهر عدة يوم كان يطلق حملته العدائية ضد السنة؟
وليد جنبلاط اطلق كلاماً قاسياً جداً تجاه المسيحيين، مؤكداً ان الرئاسة ليست ملك طائفة، وفي حال لم تتوصل هذه الطائفة الى اتفاق في ما بينها فان المسلمين قادرون على ذلك. ما رأيك؟
اعتاد وليد جنبلاط على اثارة التوتر في بلد يسعى الى تجنبه. فاذا كان وليد جنبلاط يعتقد انه يمكن تحقيق الاتفاق في غياب المسيحيين، فانه بذلك يكون يحضر لحرب جديدة نحن لا نقبل بها. ان مشكلة الرئاسة ليست محض قضية مسيحية بل لبنانية فقد نشأت من الخلاف بين فئات سيادية واخرى مؤيدة للسوريين. ويخطىء جنبلاط جداً اذا فكر بانه يمكن تجاوز الرأي المسيحي.
اليس هناك خطر وجودي يهدد المسيحيين في لبنان؟ ماذا عليهم ان يفعلوا لدرء هذا الخطر؟
لا اعتقد ان المسيحيين مهددون في لبنان رغم انه تم اضعافهم عبر حروب داخلية في ما بينهم. واذا كان سؤالك يعني التهديد الذي يمثله «داعش» فان «الدولة الاسلامية» تشكل خطراً ليس على المسيحيين وحدهم، بل وعلى كل اشكال الحرية في لبنان. وفي رأيي فان حزب الله اخطر من داعش لانه يحمل مشروعاً سياسياً معاكساً للطائفة المسيحية، فلا مجال فيه لقيم الحرية والعدالة التي نبشر بها. من جهته فان داعش ليس سوى ظاهرة تتألف من مرتزقة كردة فعل على الانظمة التوتاليتارية الاقليمية، وستختفي في غضون اشهر او بضع سنوات. والمشكلة الكبرى ان هذه الحركة تعتبر عرسال قاعدة خلفية لتدخلها في سوريا.
يحكى عن انفراج ممكن بين ايران والسعودية فهل تعتقد ان ذلك سينعكس ايجاباً على لبنان؟
لا اعتقد بانفراج ايراني – سعودي، بل تفاهم ايراني – اميركي يمكن ان يهدىء الوضع الاقليمي مع انفتاح على حزب الله سيكون مضراً بلبنان.
منى علمي