
تجفيف مصادر تمويل «داعش» يقلص قدرته على تجنيد مقاتلين اجانب وشراء اسلحة والتزود بالعتاد والوقود والغذاء
يلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم الاربعاء في بروكسل وزراء ستين دولة تشارك في التحالف ضد جهاديي «الدولة الاسلامية» بهدف التوافق على «استراتيجية» تتجاوز الضربات الجوية.
وستكون الاعتبارات العسكرية في صلب المناقشات بين وزراء الخارجية ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وكيري والجنرال الاميركي جون آلن الذي ينسق تحرك التحالف.
لكن موضوعات اخرى ستكون قيد البحث منها الطريقة الافضل لتجفيف مصادر تمويل التنظيم المتطرف والجهود لاحتواء حملته الدعائية على الانترنت، مروراً بالمساعدة الانسانية للاجئين بحسب مسؤول اميركي.
ويعقد الاجتماع وهو الاول على هذا المستوى في مقر الحلف الاطلسي في بروكسل.
وفي الثامن من آب (اغسطس)، بدأت الولايات المتحدة ضرباتها ضد مواقع الدولة الاسلامية في العراق قبل ان تنضم اليها فرنسا واستراليا وبريطانيا وكندا والدنمارك وبلجيكا وهولندا.
واعلن البنتاغون الثلاثاء ان مقاتلات ايرانية شنت اخيراً ضربات ضد التنظيم في شرق العراق.
ومنذ 23 ايلول (سبتمبر)، يشن الاميركيون ضربات على اهداف للتنظيم في سوريا بمشاركة السعودية والامارات العربية المتحدة والاردن والبحرين.
وتتلقى واشنطن المساعدة من عشرات الدول التي تقدم السلاح، وخصوصاً للسلطات الكردية في شمال العراق، او على صعيد تقاسم المعلومات الاستخباراتية.
وبفضل هذه الحملة، تمكنت القوات العراقية من وقف تقدم الجهاديين واستعادة بعض المناطق. واتاحت الضربات ايضاً الحؤول دون سقوط مدينة عين العرب (كوباني) الكردية السورية على الحدود التركية رغم استمرار حصارها من جانب المقاتلين المتطرفين.
لكن خبراء يرون ان الغارات الجوية لن تنجح في الحاق الهزيمة بالمتطرفين السنة من دون مشاركة اجنبية على الارض، الامر الذي لا تزال الدول الغربية تستبعده ومثلها رئيس الوزراء العراقي.
وتسيطر «الدولة الاسلامية» على ثلاث مدن عراقية كبيرة هي الموصل وتكريت والفلوجة. وتضم في صفوفها ثلاثين الف مقاتل ثلثهم من الاجانب.
وسيناقش الوزراء ايضاً قضية المقاتلين الاجانب الذين انضموا الى التنظيم ويمكنهم ان يرتكبوا اعتداءات لدى عودتهم الى بلدانهم الام.
وتعمل واشنطن مع شركائها على تعزيز المراقبة عند الحدود واعداد لائحة سوداء. وسيكون هذا الموضوع الذي يثير قلقاً كبيراً في اوروبا محور اجتماع يعقد في مدينة مراكش المغربية في 15 كانون الاول (ديسمبر).
غير ان المسؤول الاميركي شدد اولاً على «التصدي لعائدات» الدولة الاسلامية، مذكراً بان بيع النفط يدر على الجهاديين يومياً حتى مليوني دولار، علماً بان القصف المنهجي للمصافي جعل هذا النشاط اقل ربحية.
وقال المسؤول «نحاول رسم خريطة نظامهم النفطي»، من مواقع استخراج الخام الى الشاحنات الصهاريج التي تعبر الحدود وصولاً الى المصارف التي تبيض الاموال ويمكن ان تتعرض لـ «عقوبات».
ولفت الى ان للتنظيم عائدات اخرى من الفديات واعمال النهب والاتجار بالبشر وبيع الاثار السورية، مؤكداً ان تجفيف هذه الموارد «يقلص قدرته على تجنيد مقاتلين اجانب وشراء اسلحة والتزود بالعتاد والوقود والغذاء».
لكن اجتماع بروكسل لن يردم الهوة مع تركيا التي ترفض وضع احدى قواعدها في تصرف التحالف او تسليح المقاتلين الاكراد الذين يدافعون عن كوباني.
وينوي العبادي انتهاز فرصة اللقاء لطلب اموال بهدف اعادة اعمار المناطق التي دمرها الهجوم على الجهاديين.
أ ف ب