دولياترئيسي

متسلقون ناجون: «الايفرست لم يعد يرحب بالمتسلقين»

فرق انقاذ تنقل جواً متسلقي جبال تقطعت بهم السبل محاصرين على ارتفاع شاهق

قتل 17 شخصاً على الأقل في قمة إيفرست نتيجة ارتدادات زلزال النيبال المدمر. وتزامنت هذه الكارثة الطبيعية مع وجود ألف سائح بينهم 400 أجنبي وجدوا أنفسهم عالقين في المنطقة ما استدعى تدخل وسائل الإنقاذ الجوية خصوصاً.

ساعد الطقس الصافي فرق انقاذ في المناطق الجبلية على استخدام طائرات هليكوبتر لنقل متسلقي جبال تقطعت بهم السبل ليومين على ارتفاع شاهق فوق جبل ايفرست بعد أن تسبب زلزال قوي في انهيار جليدي أدى إلى مقتل 17 شخصاً على الأقل.
وقال المتسلق الروماني أليكس جافان على موقع تويتر إن ثلاث طائرات هليكوبتر وصلت لمعسكري 1و2 الواقعين على ارتفاع أكثر من ستة آلاف متر. وأضاف من المعسكر الرئيسي أن كل طائرة لا يمكنها سوى نقل اثنين من المتسلقين فقط بسبب انخفاض كثافة الهواء.
ووصف الناجون على ايفرست سحابة من الصخور والجليد التي ارتطمت بالمعسكر الرئيسي يوم السبت. وأصيب أكثر من 60 شخصاً الأمر الذي دفع المتسلقين لإرسال رسائل استغاثة يطلبون فيها مساعدة الطائرات الهليكوبتر لإجلاء الجرحى.
ونجا ما يقدر بنحو مئة متسلق ومرشد لكنهم محاصرون في المعسكرين 1 و2 بسبب الزلزال الذي بلغت قوته 7،9 درجة.

متسلقون ناجون يروون هول الكارثة
وروى بعض الناجين من الانهيار الثلجي الذي وقع السبت ما جرى معهم لمراسلي فرانس برس.
لا يصدق جورج فولشام انه نجا من الانهيار الثلجي الكبير الذي وقع في قمة ايفرست السبت بعد الزلزال الذي ضرب النيبال، وهو يرى في هذه الكارثة ان اعلى قمم العالم «لم تعد ترحب بالمتسلقين».
وكان مراسلو وكالة فرانس برس يهمون السبت باجراء مقابلات مع المتسلقين في مخيم يقع على ارتفاع خمسة الاف و500 متر، حين ارتجت الجبال المحيطة ووقعت انهيارات ثلجية اسفرت عن مقتل 17 شخصاً واصابة ستين آخرين بجروح.
وقال جورج فولشام «لقد ركضت كثيراً وكنت ارى موجة الثلوج وكأنها مبنى من خمسين طبقة ينزل علي».
واضاف هذا المتخصص السنغافوري في علوم الاحياء «صرت عاجزاً عن التنفس، وطننت اني افارق الحياة، الى ان انزاح الثلج عني… لا اصدق ان موجة الثلج عبرت من فوقي وخرجت منها سالماً».
 

 

«لقد ركضت كثيراً وكنت ارى موجة الثلوج وكأنها مبنى من خمسين طبقة ينزل علي»

وكان هذا الرجل البالغ 38 عاماً توجه الى مخيم المتسلقين في محاولة ثانية للصعود الى القمم، بعدما الغيت محاولته العام الماضي.
وقال «ادخرت المال على مدى اعوام كي اتسلق الايفرست، لكن يبدو ان الجبال هذه تخبرنا انها لا تريدنا في الوقت الحالي».
وروت الينت غالانت وهي طبيبة اميركية كيف حاولت انقاذ الجرحى بعد الانهيار.
وقالت «ركضت اول الامر الى الخيمة والقيت نفسي الى الارض، وحين توقفت الهزة طلبوا مساعدتي في خيمة الاسعاف، عملت طيلة الليل مع متسلق هندي يعمل طبيباً عسكرياً على معالجة الجرحى وتوزيع الادوية».
لكنها عجزت عن انقاذ مرشد نيبالي في الخامسة والعشرين من العمر، ففارق الحياة.
وعلقت على ذلك بالقول «في كلية الطب يعلموننا ان نركز على الاشياء الايجابية التي حققناها، لكن بعد ان هدأت الامور أشعر الآن بالأسى على هذا الشاب الذي مات امامي، وكان يمكن انقاذه».
وكان مقرراً ان تهبط مروحيات في المكان السبت لنقل الجرحى، لكن سوء الاحوال الجوية ولا سيما تساقط الثلوج حالت دون ذلك، ولم يبدأ اجلاء المصابين قبل صباح الاحد.
وتأتي هذه الكارثة بعد عام على انهيار ثلجي آخر اودى بحياة 16 دليلاً آخر وتسبب في اغلاق غير مسبوق طرق الوصول الى القمة التي تقع على ارتفاع 8848 متراً.
وقال كانشامان تامانغ الطباخ النيبالي العامل في شركة «جاغد غلوب» البريطانية المتخصصة بتسلق الجبال «كنت في خيمة الطعام حين وقع الانهيار الثلجي، لقد طارت الخيمة من مكانها، ولكن بعدما شهدت كارثة العام الماضي لم اقلق».
واضاف «لكن الموسم انتهى، والمسالك دمرت، ولا اظن اني ساعود الى هنا العام المقبل».
ومنذ مطلع الموسم الحالي، وفد الى المنطقة 800 متسلق محاولين الصعود الى الجبال، بعدما لم يستطيعوا تحقيق ذلك العام الماضي حين الغي الموسم اثر مقتل 16 مرشداً محلياً في حادث هو الاسوأ من نوعه وقع على ارتفاع 8484 متراً.
ويعد تسلق الجبال من مصادر الدخل المهمة جدا في النيبال، البلد الفقير الذي يضم ثمانية من اعلى اربع عشرة قمة في العالم يزيد ارتفاع كل منها عن ثمانية الاف متر.

أ ف ب / رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق