سياسة عربية

اليمن: اعتقال 4 من حراس صالح حاولوا اغتياله، وعمليات ارهابية متنقلة

تبدو محاولات تعزيز عملية السلام اليمنية اشبه ما تكون بـ «النفخ في قربة مثقوبة». ففي الوقت الذي يحاول الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، التركيز على عناصر العملية السياسية «المهلهلة»، واطلاق تصريحات تعظم الايجابيات في تلك العملية، ومنها الدخول في مناقشات عقيمة حول المواد الدستورية المتعلقة بالسلطة التشريعية للدولة، تتوقف التقارير عند عمليات اقل ما يمكن ان توصف به، انها عمليات ارهابية، وانها تؤشر على عمق الازمة.

اللافت هنا هو توقف العمليات التي ينفذها التيار الحوثي، على خلفية التهديدات التي اطلقها مجلس الامن الدولي. غير ان ذلك لا يعني نهاية الملف الذي ينطوي على تعقيدات كبيرة. اقلها ان الحوثيين ما يزالون يسيطرون على اراض شاسعة تعتبر من مناطق النفوذ القبلية.  وان صفحة العداء لم تطو مع العديد من القبائل التي ثارت مواجهات بينها وبين الحوثيين، والتي ادت الى سقوط مئات القتلى.
فالملف، بشقيه «الثأري والسياسي»، ما زال مفتوحاً على كل الاحتمالات. والتقارير تتحدث عن توترات في بعض المناطق، وعن خلافات تتفجر في اروقة القرار السياسي. وملفات جاهزة للتفجير عند اول منعطف من منعطفات بناء الدولة.
وفي الشق الثاني من المعادلة، يتوقف المتابعون عند الكم الكبير من العمليات الارهابية التي تقع في اكثر من مكان، والتي ينتج عنها سقوط قتلى وجرحى. وتعكر الاجواء، وتعيدها الى حالة العداء، ليس بين الدولة وتنظيم القاعدة فحسب، وانما تفتح ثغرات نزاع قبلية يبدو انه من الصعب اقفالها.

محاولة اغتيال صالح
في هذا السياق، بدأت السلطات اليمنية تحقيقاً في محاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، تم الكشف عنها مؤخراً. وتتمثل العملية بمشروع الاغتيال من خلال حفر نفق قرب مقر سكن الرئيس السابق صالح، في حين اكد حزبه الكشف عن مخطط «لقتل من قاد البلاد طوال 33 عاماً» وفي الاثناء، اعلنت اللجنة الامنية العليا، وهي هيئة رسمية، في بيان لها انها تلقت شكوى تتعلق باكتشاف نفق محفور قرب مقر سكن صالح.
وأوضحت اللجنة ان تحقيقاتها الأولية كشفت عن وجود نفق بطول 88 متراً يقع شمال منزل الرئيس السابق في شارع صخر بأمانة العاصمة ويمتد باتجاه الجنوب. وتابعت ان الرئيس عبد ربه منصور هادي وجه اللجنة الأمنية العليا بزيارة موقع النفق و«أطلعت على الحفريات والآلات والمعدات المستخدمة في الحفر».
واشارت الى تشكيل لجنة للتحقيق في موضوع الحفريات والنفق تضم كلاً من وكيل جهاز الأمن القومي ووكيل وزارة الداخلية المساعد للأمن الجنائي ومدير فرع الأمن السياسي بأمانة العاصمة بالإضافة إلى لجنة من المختصين والفنيين لمعرفة الأسباب والدوافع والجهات التي تقف وراء ذلك.
في الاثناء، قال مصدر عسكري ان الطيران اليمني شن الاحد سلسلة غارات استهدفت مواقع للقاعدة قرب بلدة قطن في محافظة حضرموت، حيث يضاعف التنظيم المتطرف هجماته ضد القوات الامنية. واضاف المصدر ان الغارات تزامنت مع قيام وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد بجولة تفقدية لمعاينة الاضرار الناجمة عن هجمات تنسب الى القاعدة ضد قوات الامن وثلاثة فروع للمصارف. واستهدفت الغارات عقبة جوجة، واوقعت قتلى وجرحى في صفوف المقاتلين.
وخلال الجولة، تفقد الوزير المواقع العسكرية والمقرات الحكومية واطلع على حجم الاضرار جراء «الاعمال التخريبية» متوعداً برد قاس لمعاقبة عناصر التنظيم ازاء جريمتهم المتمثلة بذبح الجنود الـ 15 مساء الجمعة  في شبام حضرموت بعد خطفهم”، بحسب المصدر.
ويتواجد وزير الدفاع منذ يومين في مدينة سيئون ويعقد سلسلة اجتماعات مع قادة عسكريين لاعداد خطة لبدء حملة عسكرية لملاحقة القاعدة في مجن وادي حضرموت حيث تنشط بقوة.

هجمات مسلحة
في الاثناء، قتل اربعة جنود و11 عنصراً مفترضاً في القاعدة في هجومين استهدفا مراكز للجيش اليمني في حضرموت بجنوب شرق اليمن، بحسب مسؤولين عسكريين وفي الادارة المحلية.
واستهدف الهجوم الاول الذي وقع غداة كمين واشتباكات اسفرت عن مقتل عشرة جنود و18 من عناصر مفترضين من القاعدة في جنوب وجنوب شرق البلاد، مقراً للجيش في سيئون بمحافظة حضرموت.
وقال مسؤول عسكري ان مقاتلي القاعدة هاجموا المقر فرد الجيش وقتل سبعة من المهاجمين واصاب اخر. واضاف المصدر نفسه ان جندياً قتل واصيب اخر.
وفي الهجوم الثاني هاجم المتمردون ثكنة في بلدة القطن التي تبعد 40 كلم غرب سيئون.
وقال المسؤول ان المهاجمين لم يتمكنوا من دخول الثكنة لكن ثلاثة جنود قتلوا واصيب اربعة اخرون.
وافاد شهود ان المتمردين هاجموا ايضاً ثلاثة بنوك ونهبوا منها اموالاً ثم غادروا خارج البلدة. واضافوا ان الطيران اليمني شن بعدها غارات على مواقع للمتمردين في انحاء القطن من دون ان يتضح سقوط قتلى او جرحى في هذه الغارات.
وارسل الجيش خلال الايام الاخيرة تعزيزات الى تلك المدينة التي تعتبر من معاقل القاعدة حسب سكانها.
وقتل عشرة جنود يمنيين قبل ذلك في كمينين وهجوم لمسلحين يعتقد انهم ينتمون للقاعدة الذين سقط ايضاً منهم 18 وفق مصادر امنية ووزارة الدفاع.

اعتداءات على الجيش
وبالتوازي، اعلن مصدر امني مقتل خمسة جنود يمنيين في كمين استهدف مركبة للجيش برصاص مسلحين يعتقد انهم ينتمون الى القاعدة ومقتل اثنين آخرين في اشتباك جنوب غرب البلاد ادى الى مقتل 18 من اعضاء التنظيم المتطرف.
وقال المصدر ان «مسلحين يعتقد انهم من القاعدة اعترضوا مركبة للجيش في بلدة حبان في محافظة شبوة، واطلقوا عليها النيران ما اسفر عن مقتل جنديين واصابة اخر». واضاف ان «مسلحي القاعدة تمكنوا من الفرار الى جهة غير معروفة».
وكان مسؤول امني صرح بان اربعة عناصر يشتبه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة قتلوا الاثنين اربعة جنود يمنيين في كمين نصبوه في محافظة حضرموت التي تعتبر من معاقلهم في جنوب شرق البلاد. واوضح ان المقاتلين اطلقوا النار على سيارة كانت تقل الجنود الاربعة وتسير على الطريق الرئيسة في مدينة قطان.
واكد المصدر ان المهاجمين ينتمون الى تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الذي تعتبره الولايات المتحدة من اخطر فروع تنظيم القاعدة.
الى ذلك، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش اليمني وعناصر تخريبية في محافظة مأرب شرق البلاد اليوم. ونقل الموقع الرسمي لوزارة الدفاع اليمنية عن مصدر عسكري قوله «إن حملة عسكرية من المنطقة العسكرية الثالثة توجهت لملاحقة المخربين الذين فجّروا أنبوب النفط في الكيلو 99 في مديرية صرواح في محافظة مأرب قبل أيام عدة».
وأشار المصدر إلى أن الحملة اشتبكت لمدة ساعتين مع «المخربين وقطاع الطرق» في سوق صرواح، وتمكنت من السيطرة على منطقة تخريب الأنبوب وعلى المرتفعات المجاورة فيما لاذ المخربون بالفرار.
وأكد المصدر أن فرقاً هندسية باشرت عملية إصلاح أنبوب النفط، مشيراً إلى أن القوات المسلحة والأمن سيتصدون بقوة لكل من يحاول المساس بثروات الشعب اليمني ومقدراته وستتم ملاحقة المخربين والقبض عليهم وإحالتهم إلى العدالة.
وفي وقت لاحق ذكر السكرتير الصحفي لصالح عن اعتقال اربعة جنود من الحراس الشخصيين لصالح اضافة الى ملاحقة اربعة اخرين وشخصين من جنسيات عربية متهمني في محاولة اغتيال صالح.

صنعاء – «الاسبوع العربي»

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق