
تراوح وصف الصحافة الفرنسية لنتائج الدور الثاني من الانتخابات المحلية الفرنسية بأنها «انتخابات بلا فائز» أو «انتخابات هزم فيها الجميع»، في إشارة إلى خروج اليمين المتطرف خالي الوفاض بعد فوزه في الدور الأول وخسارته في الدور الثاني حيث لم يفز بأي منطقة، وعدم استفادة اليمين من التصويت العقابي التقليدي، وخسارة الحزب الإشتراكي تفوقه في المناطق.
تتردد الصحافة الفرنسية الإثنين غداة الدورة الثانية من انتخابات المناطق في توصيف نتائجها ما بين «هزيمة للجميع» أو «انتخابات بلا فائز»، معلقة على عدم فوز حزب الجبهة الوطنية بأي منطقة رغم تسجيله حصيلة قياسية من الأصوات.
وبعدما عنونت صحيفة «ليبيراسيون» اليسارية قبل أسبوع «إنه يقترب» إثر دورة أولى تصدر فيها حزب الجبهة الوطنية في ست مناطق، كتبت اليوم «مرتاحون ولكن» معتبرة أن «الدفاع الجمهوري أنقذ الحد الأدنى وحان الوقت للانتقال إلى الهجوم».
وتحت عنوان «الهزيمة للجميع»، كتبت صحيفة «لا كروا» الكاثوليكية «الارتياح كبير بين الناخبين المعتدلين لكن يجب ألا يكون ذلك «انفراجاً متخاذلاً» بحسب تعبير شهير في إشارة إلى صيغة تاريخية أطلقها الزعيم الاشتراكي في فترة ما قبل الحرب ليون بلوم غداة اتفاقات ميونيخ». وتابعت «بكلام آخر، تفادينا خطراً آنياً. لكن إذا لم نطرح على أنفسنا أسئلة جدية بشأن المستقبل، فسيكون ذلك مجرد تأجيل للمشكلة».
كذلك كتبت صحيفة «لا فوا دو نور» المحلية «أنها انتخابات بلا فائز» ملخصة الوضع كالآتي «الجبهة الوطنية تفوز في الدورة الأولى وتفشل في الدورة الثانية، واليمين لا يستفيد من التصويت العقابي التقليدي، والحزب الإشتراكي يخسر تفوقه في المناطق».
وحذرت صحيفة «لو فيغارو» اليمينية بأنه مع فوزهما بخمس وسبع مناطق على التوالي «سوف يخطىء اليسار واليمين إن عادا الى مزاولة مهامهما وكأن شيئاً لم يحصل» محذرة بأن «الجبهة الوطنية لم تختف، بل على العكس. ويتحتم على خصومها أكثر من أي وقت مضى أن يكونوا على مستوى الثقة المتجددة بهم».
ورأت صحيفة «لو باريزيان/أوجوردوي آن فرانس» الشعبية «بالأمس تحمل الفرنسيون مسؤولياتهم فصوتوا، وبكثافة. ننتظر من الأعضاء المنتخبين أن يتحملوا مسؤولياتهم بدورهم ويتصالحوا مع الشعب».
كما عبرت «لومانيتيه» عن التحذير ذاته فكتبت أنه «سيتحتم بلبلة القناعات والتخلي عن العادات ومحاولة تجارب جديدة… لكنه لن يكون من الممكن الاستكانة» مثنية على غرار العديد من الصحف على «انتفاضة المواطنين» في الدورة الثانية.
واعتبرت صحيفة «ليزيكو» الاقتصادية أن «التعبئة الشديدة أفشلت الجبهة الوطنية» وكتبت أن «الرفض الذي يثيره حزب مارين لوبن يبقى الغالب في البلد ويدفع الناخبين في نهاية المطاف إلى تعبئة صفوفهم حين يلوح الخطر».
أ ف ب