سينما

«مارغريت وجوليان» حب بين أخ وأخت يمر «فاتراً» في مهرجان كان

كان العديد يتوقع أن يفجر فيلم «مارغريت وجوليان» للفرنسية فاليري دونزيلي والذي يتناول قصة حب بين أخ وأخته عاصفة من الجدل في مهرجان كان… لكنه خيب آمال الجميع.

يشارك «مارغريت وجوليان» للفرنسية فاليري دونزيلي في السباق نحو السعفة الذهبية، وهو مستوحى من أحداث واقعية. ففي بداية القرن 17، أعدم جوليان رافالي وأخته مارغريت بسبب العلاقة التي تجمع بينهما والتي تعتبر من أكبر المحرمات على مر العصور.
أرادت فاليري دونزيلي لفيلمها أن يطرح موضوعاً «محرماً» وأن يبرز أن مثل هذه العلاقات لا تزال ممنوعة في مجتمعاتنا وستظل مرفوضة حتى نهاية الزمن. لذلك فوسط ديكور مضت عليه أربعة قرون، نجد شاشات التلفزيون ومروحيات! لكن طموح المخرجة، التي استقت أيضاً من عالم الخرافة وحكايات الأطفال الناعمة، لم يكن في مستوى موضوع الشهوة المحرمة والقمع الدامي الذي يسلط عليها.
يتغير الحنان الأخوي مع فترة المراهقة ودخول الممثلين آناييس دموستييه وجيريمي إلكايم (وهو شريك دونزيلي السابق في الحياة) في الحبكة، الذي يقضي على ما تبقى من سحر الطفولة وبراءتها.
كتب سيناريو «مارغريت وجوليان» الأصلي في سبعينيات القرن الماضي من أجل المخرج الكبير الراحل فرانسوا تروفو، لكن دونزيلي تضيع بين قصص الأطفال والمفارقة التاريخية (القريبة من أسلوب المخرج الفرنسي جاك دمي) والنزعة الإباحية، فتنتهي إلى نوع من الخيال الجنسي يطغى عليه الفتور في الوقت الذي كان يتوقع أن يزعزع المهرجان.
في الحقيقة يبدو أن الموضوع في حد ذاته، وإن كان جريئاً، ليس جديداً على «كان» التي اعتادت الفضائح على مر سنين ذهبت خلالها الأفلام إلى أبعد الحدود. وآخر فيلم خلق الجدل ببحثه هذه القضية كان «بعيداً عن أبي» الذي عرض السنة الماضية في قسم «نظرة خاصة».
لم تترد المخرجة الإسرائيلية كارين يدايا في «بعيداً عن أبي» في سرد الأطوار في القرن الـ 21 وخلافاً لدونزيلي كانت الأجواء مشحونة أكثر بالخوف والإحساس بالذنب في مواجهة المحرم، في حين يبقى «مارغريت وجوليان» سلساً لا يهز قصور الأرستقراطية الفرنسية ولا الكنيسة، حتى لا نقول مليئاً بالزيف والتصنع. فحتى الملك نفسه لم يبد مصدوماً فلم يرفع عقوبة الإعدام على الشخصيتين فقط حتى لا يزيد سمعته النزقة في أوروبا بلة… في النهاية لا يملك فيلم دونزيلي من «روميو وجولييت» سوى الرنة.
وكان جيريمي إلكايم هو من شجع فاليري دونزيلي على التصوير، وروت السينمائية في فيلمها السابق «أعلنت الحرب» الذي صنع شهرتها، قصة حبهما ومواجهتهما مرض طفلهما. وأكد إلكايم في المؤتمر الصحفي التقليدي في كان «لاحظت تدريجياً أنها بارعة في إخراج مشاهد سينمائية. فكانت تجيد الطبخ، وبثلاثة أو أربعة خضار تجدها في قاع الثلاجة تصنع طبقاً فريداً ويحمل لمسة شخصية».
أما دونزيلي فقالت عن هذا التكامل «الفني» بينها وبين الممثل الرئيسي «أثق فيه وفي نظرته وذكائه وأذواقه». من جهتها أعربت آناييس دموستيه عن إعجابها بهذا الثنائي فهما حسب قولها «مختلفان جداً وفي الوقت عينه يغذي كل واحد منهما الآخر». ورغم كل هذا المديح، يبقى فيلم دونزيلي طبقاً بلا طعم…

فرانس 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق