احتج نحو ألفي متظاهر السبت أمام الكابيتول في واشنطن، حيث مقر مجلس الشيوخ، بعد تثبيت القاضي المحافظ بريت كافانو عضوا في المحكمة العليا رغم اتهامه بارتكاب اعتداء جنسي عندما كان شاباً. وهتف المتظاهرون ضد كافانو، رافعين لافتة ضخمة كتب عليها «تشرين الثاني (نوفمبر) اقترب»، في إشارة إلى انتخابات منتصف الولاية.
تجمع نحو ألفي شخص معظمهم نساء السبت على بعد أمتار من مدخل مبنى الكابيتول حيث مقر الكونغرس في واشنطن، على الرغم من الطوق الأمني الذي أغلق المنطقة المحيطة بالمبنى، احتجاجاً على تعيين القاضي المحافظ بريت كافانو عضواً في المحكمة العليا.
وتمكن نحو 150 شخصاً من اختراق العوائق الموضوعة خارج المبنى، فيما شوهد أكثر من 60 متظاهراً مكبلي الأيدي بالأصفاد وهم يرفعون قبضاتهم المغلولة، تُرافقهم الشرطة. ورفع المتظاهرون لافتة ضخمة على الجهة الشرقية للمبنى المواجه لمبنى المحكمة العليا كتب عليها: «تشرين الثاني (نوفمبر) اقترب»، في إشارة إلى انتخابات منتصف الولاية.
وكان مجلس الشيوخ صادق على تعيين بريت كافانو عضواً في المحكمة العليا بغالبية ضئيلة (50-48)، على الرغم من اتهامه بارتكاب اعتداء جنسي عندما كان شاباً.
ويعتبر هذا التعيين انتصاراً سياسياً مهماً للرئيس دونالد ترامب الذي يريد تعزيز موقع الجمهوريين قبل شهر من انتخابات منتصف الولاية، إذ بوصول هذا المدافع المتحمس عن القيم المحافظة إلى المحكمة العليا، يصبح القضاة التقدميون – أربعة من أصل تسعة – أقلية على امتداد عقود.
وبعد تثبيته، أقسم القاضي كافانو اليمين الدستورية لينضم بذلك إلى أعلى محكمة في الولايات المتحدة والتي تتحقق من دستورية القوانين وتفصل في أكثر النزاعات الشائكة في المجتمع الأميركي مثل الحق في الإجهاض وعقوبة الإعدام وتنظيم حيازة الأسلحة النارية وزواج المثليين وحماية البيئة.
ويشكل هذا الأمر انتكاسة للديمقراطيين والناشطين في مجال الحقوق المدنية الذين تحركوا منذ ترشيح كافانو في تموز (يوليو) لمنع تثبيته، فنظموا حملات إعلامية وتظاهرات وتواصلوا مع أعضاء مجلس الشيوخ المعتدلين.
وكان القاضي بريت كافانو ضامنا تثبيته عندما خرجت امرأة من الظل في منتصف أيلول (سبتمبر) واتهمته بمحاولة اغتصابها خلال أمسية لطلاب مدرسة ثانوية في العام 1982. فخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ تابعها 20 مليون أميركي، قالت كريستين بلازي فورد، وهي أكاديمية في الحادية والخمسين من العمر، إنها «متأكدة بنسبة 100%» من أن كافانو هو الذي حاول اغتصابها في حين كانت في الـ15 وكان هو في الـ17.
يبقى معرفة مدى تأثير هذا التصويت على الانتخابات البرلمانية في 6 تشرين الثاني (نوفمبر)، فهل سيدفع النساء للتصويت لصالح الديمقراطيين؟ وهل سيبدي المحافظون امتنانهم للجمهوريين أم تتراجع حماستهم بعدما نالوا ما كانوا يريدونه؟ ستأتي الإجابة بعد شهر.
فرانس 24/ أ ف ب