دولياترئيسي

كيري: اتفاق لاعادة توحيد قبرص «في متناول اليد»

اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس ان اتفاقاً لانهاء تقسيم قبرص المستمر منذ اكثر من اربعين عاماً اصبح «في متناول اليد» وذلك خلال زيارة الى قبرص سعياً لاعادة توحيد الجزيرة المقسومة منذ اكثر من اربعين عاماً.

وقال كيري للصحافيين بعد لقائه قادة شطري الجزيرة كل على حدة «انني مقتنع اليوم اكثر من اي وقت مضى بان حلاً لـ (مشكلة) تقسيم قبرص بات في متناول اليد».
وتزايدت الآمال في التوصل الى حل لهذا الملف الشائك منذ ان استأنف قائدا شطري الجزيرة في ايار (مايو) مفاوضات السلام برعاية الامم المتحدة.
واضاف كيري «في الاشهر الاخيرة بات واضحاً ان المعطيات بدأت تتغير وان تقدماً ملموساً سجل» مشيراً الى ان بلاده «تركز في اعلى مستوى» على المسالة القبرصية.
والتقى كيري اثناء الزيارة رئيس جمهورية قبرص نيكوس اناستاسيادس ثم مصطفى اكينجي رئيس «جمهورية شمال قبرص التركية» التي لا تعترف بها سوى انقرة.
وتناول كيري العشاء معهما في مقر اقامة مبعوث الامم المتحدة الى قبرص النروجي اسبين بارث ايدي الذي يرعى المفاوضات.
وجمهورية قبرص من الاعضاء الـ 28 في الاتحاد الاوروبي، تقع على تماس مباشر مع منطقة الشرق الاوسط وخصوصاً سوريا التي تبعد سواحلها مئة كلم عن قبرص.
والمفاوضات تحظى ايضاً بدعم الاتحاد الاوروبي الذي تنتمي اليه قبرص وروسيا التي زار وزير خارجيتها سيرغي لافروف الجزيرة الاربعاء.
واعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الذي زار الثلاثاء شمال قبرص ان انقرة مستعدة «لدعم حل دائم وعادل وسلمي».
وتاتي زيارة كيري وسط جهود دولية مكثفة للتوصل الى حل القضية القبرصية.

اجواء تفاؤل
وتحدث مبعوث الامم المتحدة الى قبرص النروجي اسبن بارث ايدي الاسبوع الماضي عن «تقدم» في المفاوضات قائلاً ان الطرفين «اكثر تفاؤلاً» حول واقع ان «الملفات العالقة يمكن ان تحل في مستقبل قريب».
واضاف ان انستاسيادس واكينجي «كررا تأكيد الالتزام والتصميم على اجراء العملية والتوصل الى تسوية شاملة في اقرب وقت ممكن».
كما اشار الدبلوماسي النروجي الى ان المسؤولين اتفقا على لقاء جديد في 4 كانون الاول (ديسمبر) يليه لقاءان في الشهر نفسه.
وجزيرة قبرص مقسمة منذ الاجتياح التركي لشطرها الشمالي عام 1974، رداً على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف الحاق الجزيرة باليونان.
ونزح عشرات الاف القبارصة وخصوصاً مع حركة انتقال السكان بين جنوب الجزيرة وغالبية سكانه من القبارصة اليونانيين وشمالها.
وفي العام 2004 رفض القبارصة اليونانيون في استفتاء خطة عرضتها الامم المتحدة لاعادة توحيد الجزيرة.
وعلى القادة القبارصة ان يتخذوا قرارات صعبة حول عدة مواضيع حساسة ادت الى نسف عمليات تفاوض سابقة مثل ترتيبات الاراضي وتقاسم السلطة وحقوق الملكية.
ومنذ ايار (مايو) اعلن الطرفان عن اجراءات حسن نية لا سيما البحث عن الاشخاص المفقودين منذ 50 عاماً.
وعبر ميتي هاتاي الخبير المقيم في شمال الجزيرة عن «تفاؤل حذر» حيال المفاوضات مؤكداً انه لا يتوقع حلاً بحلول نهاية السنة. وقال «المفاوضات يبدو انها تسير في الاتجاه الصحيح لكن الامر ليس سهلاً».
وكيري هو ثاني مسؤول اميركي كبير يزور قبرص بعدما اصبح نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في العام 2014 اعلى مسؤول اميركي يزور الجزيرة منذ زيارة ليندون جونسون في 1962.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق