دولياترئيسي

أوباما قد يشارك في جنازة «الأسطورة» محمد علي كلاي والمسلمون الأميركيون يصفونه بسفير النوايا الحسنة للإسلام

أعلن رئيس بلدية مدينة لويفيل كبرى مدن ولاية كنتاكي الأحد بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد يشارك في جنازة أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي والتي ستنظم يوم الجمعة المقبل في هذه المدينة. ولم يصدر عن البيت الأبيض أي توضيح حول الموضوع. وسيشارك الرئيس السابق بيل كلينتون بالجنازة حيث سيلقي كلمة في هذه المناسبة.

وقال رئيس بلدية لويفيل غريغ فيشر أن لويفيل كبرى مدن ولاية كنتاكي تتوقع مشاركة حشد كبير في الجنازة التي ستجري الجمعة المقبل.
وقال فيشر وهو من الحزب الديمقراطي «كنا نخشى هذه الوفاة منذ فترة طويلة، إلا أن مرض البطل الطويل أتاح لنا الوقت الكافي لنكون جاهزين» للجنازة.
وقال غريغ فيشر «كل شيء سيعرف خلال الأسبوع والأمر مهم جداً بالنسبة إلينا خصوصاً مع التغطية الواسعة المتوقعة من قبل وسائل الإعلام العالمية».
وكان الملاكم «البطل» محمد علي كلاي توفي الجمعة عن 74 عاماً.
وأنهى فيشر كلامه قائلاً «إن هذا البطل هو شخصية خارقة تتجاوز الحدود والرياضة والبيض والسود والمسيحيين والمسلمين، إن انتماءه كان للعالم أجمع».

«أميركا يجب أن تحمد الله عليه. كان بطلاً أميركياً»
وبوفاة الملاكم الأسطوري محمد علي ربما يكون مسلمو الولايات المتحدة فقدوا بطلهم الأعظم وسفير النوايا الحسنة للإسلام في دولة تعاني فيها الأقلية المسلمة من سوء الفهم وعدم الثقة.
وقال طالب شريف وهو إمام مسجد محمد في واشنطن «نحمد الله عليه».
وأضاف أمام حشد من قيادات دينية إسلامية حضروا لتأبين علي في واشنطن يوم السبت «أميركا يجب أن تحمد الله عليه. كان بطلاً أميركياً».
وتوفي علي بأحد مستشفيات فينكس.
وبدءا من الاضطرابات المتعلقة بالحقوق المدنية وحركات المسلمين السود في ستينيات القرن الماضي وصولاً إلى كارثة 11 أيلول (سبتمبر) ظل علي بطلاً في نظر المسلمين الأميركيين وغيرهم بالولايات المتحدة.
وأشاد المسلمون بالملاكم الراحل كبطل للعدالة الاجتماعية ونصير دائم للأعمال الخيرية ومناهض للحرب الأميركية على فيتنام.
وعلاوة على ذلك يقولون إنه كان مسلماً أثار إعجاب مجتمع غالبيته من المسيحيين رغم أنه صدم كثيرين منهم بانضمامه إلى جماعة أمة الإسلام وتغيير اسمه من كاسيوس كلاي إلى محمد علي في عام 1964.
وقال وارث دين محمد الثاني نجل الزعيم السابق للجماعة في بيان «عندما ننظر في تاريخ مجتمع الأميركيين الأفارقة يبرز محمد علي كأحد العناصر المهمة في نشر الإسلام في أميركا».
ومع وجود نحو 3،3 مليون مسلم في الولايات المتحدة يشكل المسلمون نحو واحد في المئة من عدد السكان معظمهم مهاجرون وأميركيون أفارقة اعتنقوا الإسلام.
ورغم اندماجهم في المجتمع الأميركي بصورة أفضل من أقرانهم في أوروبا يواجه المسلمون الأميركيون صعوبات كبيرة حتى في الوقت الذي تشهد فيه التركيبة السكانية تراجعاً في عدد البيض والمسيحيين.
ومنذ عام 2011 يعاني المسلمون الأميركيون من رد فعل عنيف من الأميركيين الذين يضعون كل المسلمين في فئة من يهاجمون المدنيين بدوافع جهادية.
وقبل عقود أثارت قيادات من المسلمين السود مثل إليجاه محمد ومالكولم إكس مؤسسة البيض بمطالباتهم كأقليات دينية وعرقية بمساواة المسلمين مع غير المسلمين. وانتهج محمد خطاباً مندداً بظلم البيض وعارض دمج الأعراق.
لكن محمد علي حظي بالتبجيل على نطاق واسع. ومع ذلك فإن تصريحاته الجريئة المناوئة لتفوق البيض ورفضه لتبني نموذج جسده المسيحي مارتن لوثر كينغ جعلته عرضة لانتقادات جاءت معظمها من البيض وأيضاً من بعض السود.
وقال فرانك غوريدي أستاذ التاريخ المساعد الزائر بجامعة كولومبيا «إن طهارة صورة علي في الأعوام الأخيرة جعلت كثيرين ينسون تعرضه للسباب خلال ستينيات القرن الماضي بسبب اعتناقه الإسلام ورفضه التجنيد في صفوف القوات المسلحة الأميركية».
وأضاف «كان يُنظر إليه على أنه خائن للولايات المتحدة الأميركية».
وفي السبعينيات من القرن الماضي اعتنق علي المذهب السني في الإسلام الذي يعتنقه معظم المسلمين في أنحاء العالم ثم صار صوفياً.
وخلال تجمع لقيادات المسلمين الأميركيين في واشنطن تناوب المتحدثون على ذكر محاسنه.
وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي دافع علي عن المسلمين بعد أن اقترح المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب منع المسلمين مؤقتاً من دخول الولايات المتحدة بعد هجمات المتشددين في باريس وسان برناردينو في كاليفونيا.
وقال علي في بيان «ينبغي على قادتنا السياسيين استغلال مواقعهم في تحقيق فهم صحيح للإسلام وتوضيح أن القتلة المغرر بهم كانوا سبباً في عدم فهم الناس لحقيقة الإسلام».
كما استغل علي تأثيره للدعوة لإطلاق سراح جيسون رضائيان مراسل صحيفة واشنطن بوست الذي قضى 18 شهراً في أحد سجون إيران وكذلك دانيال بيرل مراسل وول ستريت جورنال الذي أسره إسلاميون متشددون في باكستان وأعدموه لاحقا في عام 2002.
وقالت نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية «محمد علي كان هدية من الله.. ليس فقط للمسلمين بل للعالم كله».

أ ف ب/رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق