أبرز الأخبارسياسة عربية

نزوح عشرات الالاف من السوريين في شمال سوريا جراء هجوم للنظام قرب حلب

نزح عشرات الالاف من السكان في شمال سوريا جراء هجوم تشنه قوات النظام مكنها من التقدم في المنطقة، حيث تستكمل عملياتها العسكرية بهدف فرض حصار مطبق على الفصائل المقاتلة في مدينة حلب.

وتحول مؤتمر الدول المانحة الذي افتتح الخميس في لندن وتمكن من جمع اكثر من عشرة مليارات دولار لمساعدة 18 مليون سوري متضررين من الحرب، الى منبر دعت منه القوى الغربية روسيا الى وقف فوري لحملتها الجوية في سوريا كمقدمة لاستئناف مفاوضات السلام في جنيف، غداة الاعلان عن تعثرها.
ودخلت قوات النظام الخميس الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي واللتين كانتا محاصرتين من الفصائل المقاتلة منذ العام 2012، بعد هجوم بداته الاثنين بدعم جوي روسي وتمكنت خلاله من قطع طريق امداد رئيسية لمقاتلي الفصائل يربط مدينة حلب بالريف الشمالي حتى تركيا.
ووصف مسؤول سوري كبير لوكالة فرانس برس ما حققته قوات النظام بـ «انتصارات مهمة» موضحاً ان «الاهداف المقبلة هي اقفال الحدود مع تركيا لمنع دخول المسلحين والسلاح، ثم محافظة حلب فمحافظة إدلب» التي تسيطر عليها الفصائل بشكل كامل منذ الصيف الماضي.
ويعد هذا التطور الاكثر اهمية ميدانياً في محافظة حلب منذ العام 2012.
واوضح الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية كريم بيطار لوكالة فرانس برس ان هذا التقدم هو «الاختراق الابرز» لقوات النظام.
واضاف «يبدو انه تتم وضع اللمسات الاخيرة على مرحلة تقوية النظام التي بدأت مع التدخل الروسي»، في 30 ايلول (سبتمبر)، مشيراً الى ان المناطق الاخرى الواقعة تحت سيطرة النظام «لم تعد تحت تهديد مباشر».

عشرات الاف النازحين
ودفع هجوم الجيش منذ الاثنين والذي ترافق مع غارات روسية كثيفة نحو اربعين الف شخص الى النزوح من الريف الشمالي باتجاه مناطق اعزاز الحدودية مع تركيا وعفرين التي يسيطر عليها مقاتلون اكراد وريف حلب الغربي، وفق ما افاد المرصد الخميس.
وقال عبد الرحمن ان الالاف موجودون داخل بساتين في منطقة اعزاز قرب الحدود التركية، فيما يقيم اخرون في العراء او في منازل اهالي المناطق الثلاث.
وفي لندن، اكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو ان «عشرة الاف لاجىء جديد ينتظرون الان امام كيليس جراء القصف الجوي والهجوم على حلب»، في اشارة الى بلدة تركية على الحدود السورية.
وحذر من ان «ستين الى سبعين الف شخص موجودون في مخيمات في شمال حلب يتحركون باتجاه تركيا».
واوضح داود اوغلو للصحافيين ان «من يساعدون نظام الاسد مذنبون بجرائم الحرب نفسها»، في اشارة الى روسيا التي قال انها «تقصف المدارس والمستشفيات، لا مواقع داعش».
في المقابل، اعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس ان لديها «اسباباً جدية للاشتباه بان تركيا في مرحلة اعداد مكثفة لعملية عسكرية في اراضي دولة ذات سيادة هي سوريا» مشيرة الى حشود عسكرية ومعدات على الحدود مع سوريا ومنع طائرة استطلاع حربية روسية من التحليق فوق اراضي تركيا.
وادت الضربات الجوية الروسية التي استهدفت ستة احياء تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب الخميس الى مقتل 21 مدنياً بينهم ثلاثة اطفال بحسب المرصد السوري.
وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ صيف 2012 بين قوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية والفصائل المقاتلة التي تسيطر على الاحياء الشرقية منها والمهددة اليوم بان تصبح تحت «حصار مطبق»، وفق المرصد.

10 مليارات دولار
وفي محاولة لتخفيف العبء الذي يشكله اللاجئون الفارون من الحرب على الدول المضيفة لا سيما دول الجوار، افتتح مؤتمر الدول المانحة في لندن بوعود من بريطانيا والمانيا والولايات المتحدة بمساعدات اضافية.
واعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مؤتمر صحافي الخميس عن جمع اكثر من عشرة مليارات دولار. وقال «مؤتمر اليوم شهد جمع المبلغ الاضخم في يوم واحد من اجل مواجهة ازمة انسانية».
واضاف «انجازات اليوم ليست حلا للازمة. ما زلنا بحاجة الى انتقال سياسي»، متابعاً «لكن مع التعهدات المقطوعة اليوم… تبدو رسالتنا الى شعب سوريا والمنطقة واضحة، سنقف الى جانبكم وسندعمكم قدر ما تحتاجون».
ولجأ 4،6 ملايين سوري الى الاردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر، بينما انتقل مئات الآلاف الى اوروبا في اكبر موجة هجرة تشهدها القارة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وطلب برنامج الاغذية العالمي المشارك في المؤتمر الخميس تمويلاً بقيمة 87 مليون دولار ليتمكن من توفير الغذاء لـ 2،9 مليون شخص.
وغداة فشل الامم المتحدة في اطلاق مفاوضات سلام في جنيف، من المقرر ان يستمع مجلس الامن الدولي الجمعة الى تقرير سيقدمه الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا عن الظروف التي دفعته لتعليق المحادثات حتى الـ 25 من الشهر الحالي، بحسب دبلوماسيين.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في لندن ان «الهجوم الوحشي الذي يشنه نظام الاسد بدعم من روسيا ينسف المحادثات».
واشار الى ان بلاده «تطالب باحترام القانون الانساني الدولي ورفع كل الحصارات» معتبراً ان ذلك ليس «تنازلاً» بل «شرطاً» لاستئناف المفاوضات.
وفي الرياض، اوضح وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان دي ميستورا اضطر الى تعليق محادثات جنيف امس «بسبب التصعيد العسكري الذي يقوم به النظام السوري».
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعلن في وقت سابق الخميس في لندن انه خلال حديث «صريح» مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، ذكر روسيا بقرار مجلس الامن الدولي الداعي الى وقف اطلاق نار فوري في سوريا لافساح المجال امام ايصال المساعدات الى المدن المحاصرة.
وهددت المعارضة السورية بعدم العودة الى جنيف إلا بعد تلبية مطالبها الإنسانية المتعلقة بوقف قصف المدنيين وايصال المساعدات الى المناطق المحاصرة واطلاق المعتقلين، في حين اعتبرت دمشق ان «الشروط المسبقة» للمعارضة افشلت المفاوضات.

ا ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق