موسكو تقول انها تتعاون مع واشنطن في مسألة هجمات كيميائية في سوريا فهل تصدق ام انها تراوغ؟

اعلن السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين الخميس ان بلاده ستتعاون مع الولايات المتحدة بعد ان خلص تحقيق للامم المتحدة الى ان النظام السوري شن هجومين كيميائيين في سوريا عامي 2014 و 2015.
وقال تشوركين للصحافيين «لدينا مصلحة مشتركة في منع حصول اشياء كهذه وتجنب حصولها حتى وسط الحرب».
وحذر من محاولة «استخلاص نتائج متسرعة»، مشدداً على انه ليس من الضروري توقع حصول «مواجهة بين روسيا والولايات المتحدة حول هذا الملف».
ومن المفترض ان يناقش مجلس الامن الدولي الثلاثاء تقرير الامم المتحدة الذي اتهم ايضاً تنظيم الدولة الاسلامية باستخدام غاز الخردل كسلاح حرب.
وتدفع واشنطن ولندن وباريس باتجاه ان يتخذ المجلس اجراءات بحق المسؤولين عن الهجمات الكيميائية، من خلال فرض عقوبات عليهم او احالة الملف الى المحكمة الجنائية الدولية.
ودافعت روسيا حتى الان عن النظام السوري ضد الضغوط الغربية قائلة انه ليس هناك دليل رسمي على تورطه. غير ان موسكو وافقت قبل عام على انشاء لجنة التحقيق التي نشرت التقرير الاربعاء.
ولم يكشف تشوركين ما سيكون عليه الرد الروسي لكنه اشار الى انه اتصل الاربعاء بنظيرته الاميركية سامنتا باور التي تقضي اجازة حالياً.
وقال «اتفقنا على ان نلتقي فور عودتها لكي نرى ما نستطيع ان نفعله استناداً الى هذا التقرير».
وفي المبدأ يمكن لروسيا استخدام حق الفيتو ضد اي مبادرة في مجلس الامن تسهتدف حليفها النظام السوري، على غرار ما فعلت مراراً منذ بداية الحرب في سوريا.
واعتبر تشوركين ان تقرير الامم المتحدة «تقني جداً» ومعقد، قائلاً ان «خبراءنا يجب ان يدرسوه».
ورداً على سؤال حول النتائج التي توصل اليها محققو الامم المتحدة الذين يتهمون القوات النظامية السورية بشن هجومين كيميائيين على الاقل بغاز الكلور في شمال سوريا عامي 2014 و2015، بدا نشوركين مشككاً في قوة الادلة المرفوعة وقال “ليس الامر سهلاً كما يبدو… انه معقد جداً».
في المقابل بدت الاتهامات الموجهة الى تنظيم الدولة الاسلامية مقنعة بالنسبة الى تشوركين، موضحاً «من المهم جداً الاشارة الى ان التقرير يقول بشكل قاطع ان تنظيم الدولة الاسلامية استخدم غاز الخردل». ان هذا الموقف الروسي يدل بوضوح على ان روسيا عازمة على تمييع القضية وابعاد التهمة عن النظام السوري وهي كعادتها تقود دفاعاً مستميتاً عن النظام السوري واذا اضطرت فانها ستلجأ الى استخدام الفيتو لمنع العقوبات عن النظام.
وكشف تحقيق اجرته الامم المتحدة واطلعت عليه وكالة فرانس برس الاربعاء ان الجيش السوري شن هجومين كيميائيين على الأقل في سوريا بينما استخدم تنظيم الدولة الإسلامية غاز الخردل.
وخلص المحققون إلى أن المروحيات العسكرية السورية ألقت غاز الكلور على بلدتين في محافظة إدلب السورية، هما تلمنس في 21 نيسان (ابريل) 2014 وسرمين في 16 اذار (مارس) 2015.
واضاف التقرير ان تنظيم الدولة الاسلامية استخدم من جهته غاز الخردل في مارع (محافظة حلب شمال سوريا) في 21 آب (اغسطس) 2015.
وكانت تقارير سابقة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكدت استخدام اسلحة كيميائية في الحرب بسوريا، من دون ان تحدد المسؤولين عن ذلك.
ا ف ب – «الاسبوع العربي»