رئيسيسياسة عربية

العراق يعارض حظر السفر الاميركي ولكنه يحرص على التعاون مع واشنطن ضد داعش

قال نواب في البرلمان العراقي يوم الأحد إن العراق سيمارس ضغوطاً ضد القيود الجديدة التي فُرضت على سفر العراقيين إلى الولايات المتحدة مشيرين إلى ضرورة تعزيز البلدين حربهما ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ورفضت الحكومة العراقية حتى الآن التعليق على قرار تنفيذي وقعه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب يوم الجمعة يعلق دخول المسافرين من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن لمدة 90 يوماً على الأقل.
وأثار القرار ردود فعل غاضبة في العراق الذي ينتشر فيه أكثر من خمسة آلاف جندي أميركي لمساعدة القوات العراقية والكردية في حربها ضد مسلحي الدولة الإسلامية.
وقال بعض أعضاء البرلمان إن على العراق الرد بالمثل على تلك الإجراءات ضد الولايات المتحدة.
وقال بيان للجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي يوم الأحد «العراق في خط المواجهة الأول في الحرب ضد الإرهاب، وليس من الإنصاف أن يُعامل العراقيون بهذه الطريقة».
وقالت اللجنة في بيان لها بعد اجتماع يوم الأحد في بغداد «نطالب الحكومة العراقية بالقيام بالمثل تجاه القرار الذي اتخذته الإدارة الأميركية».
وقال برلمانيان طلبا عدم ذكر اسميهما إن بغداد تعتزم الضغط على واشنطن لمراجعة القرار.
وقال أحدهما لرويترز إن الحكومة ستوضح أن العراق باعتباره دولة ذات سيادة سيضطر للرد بالمثل على ما سيؤثر سلباً على التعاون بين البلدين ومن بين ذلك التعاون العسكري في الحرب على الدولة الإسلامية.
وحث الحشد الشعبي – الذي يتكون في الأساس من فصائل شيعية مسلحة سلحتها ودربتها إيران لقتال الدولة الإسلامية – رئيس الوزراء حيدر العبادي على طرد الأميركيين .
وقال رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر يوم الأحد إنه يتعين على الأميركيين أن يغادروا العراق. وأضاف على موقعه الإلكتروني «أن تدخل العراق وباقي البلدان بكامل الحرية وتمنع دخولهم إلى بلدك فإن ذلك تعالٍ واستكبار.. فأخرج رعاياك قبل أن تُخرج الجاليات».

دعم أميركي حيوي
يقدم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة دعماً حيوياً جوياً وبرياً للقوات العراقية في المعركة الدائرة لاستعادة السيطرة على الموصل أكبر مدينة في شمال العراق من يد الدولة الإسلامية.
والموصل هي أخر مدينة عراقية كبرى لا تزال خاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية التي أعلنت دولة «خلافة» في مناطق بالعراق وسوريا في 2014.
وأعلنت الحكومة يوم الثلاثاء أن القوات العراقية استعادت الشطر الواقع شرق نهر دجلة من الموصل وتستعد لهجوم على المتشددين على الضفة الغربية.
وفي تلك الأثناء شعر عراقي عمل لمدة أربع سنوات مترجماً للقوات الأميركية على أمل أن يحصل على تأشيرة هجرة خاصة للولايات المتحدة بالخذلان بسبب قرار إدارة ترامب وقال إنه حالياً يخشى على حياته.
وقال الرجل إن القوات الأميركية عينته بعد أن أخبرهم معلومة سرية عن منزل يقوم المتشددون فيه بتفخيخ السيارات الملغومة في الموصل. وقال إن خلال خدمته مع الأميركيين أنقذ حياة جندي بعد أن تعرضت القوات الأميركية لهجوم من المتشددين في الموصل.
وقال المترجم الذي كان يتحدث من شرق الموصل وطلب عدم ذكر اسمه أو تصويره «حياتي (الآن) في خطر». وقال لرويترز إنه كان يعتبر الأميركيين «أخوة لكنه لا يثق بهؤلاء بعد الآن».
وأضاف أن مشكلات بيروقراطية وشخصية أجلت أوراق تقدمه بطلب لبرنامج تأشيرات الهجرة الخاصة المخصص لمن وظفهم الجيش الأميركي ووكالات مدنية أميركية حتى انسحابهم من العراق في 2011.
وقال «أرجوكم أرجوكم أرجوكم أخرجوني من هذا البلد».
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية «هناك حالياً أقل من 500 عراقي في برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة… (في المجمل) أكثر من 20 ألف عراقي تلقوا مساعدات متعلقة بالهجرة» في إطار هذا البرنامج.
ومن بين العراقيين الذين منعوا من السفر إلى الولايات المتحدة خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية أفراد أسرة فؤاد شريف الذين بدأوا رحلتهم بعد بيع منزلهم وتركهم وظائفهم ومدارسهم.
وتم منع الوالدين وأطفالهم الثلاثة يوم السبت من ركوب طائرة من القاهرة إلى نيويورك.
وقال شريف عبر الهاتف من مطار القاهرة إن أفراد أسرته ما زالوا مصدومين من احتجازهم ومصادرة جوازات سفرهم وإجبارهم على العودة للعراق.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق