هجوم بالصواريخ تشنه القوات الحكومية على مشارف دمشق يهدد وقف النار
قال أحد المسعفين والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية أطلقت صواريخ على منطقة خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة على مشارف دمشق يوم الأحد مواصلة هجوماً بدأ يوم السبت وأدى إلى سقوط ما يصل إلى 16 قتيلاً.
وأضافا أن هذا كان أكبر هجوم منذ ما لا يقل عن عامين على حي القابون إلى الشمال الشرقي من المدينة.
كما قال شاهد من رويترز والإعلام الحربي التابع لحزب الله اللبناني إن ما لا يقل عن ثلاث قذائف سقطت على مناطق تسيطر عليها الحكومة قرب وسط دمشق وقرب القابون يوم الأحد ولكن لم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى.
ولم يرد تعليق فوري من الحكومة على القتال في دمشق.
وقال المرصد إن 16 شخصاً قتلوا في أعمال عنف حول القابون منذ يوم السبت وهو أعلى عدد لقتلى في معارك هناك منذ أكثر من عامين.
وقال المسعف في الغوطة الشرقية القريبة التي تقع خارج دمشق إن 13 شخصاً على الأقل قتلوا. وأضاف أنه كان بوسعه سماع دوي انفجارات آتٍ من القابون في الساعات الأولى من صباح الأحد.
وقال شهود إن مئات الأسر فرت من منازلها في القابون والمناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في حرستا وبرزة بعد تعرضها لقصف من قبل الجيش وسعت الأسر إلى اللجوء إلى الغوطة الشرقية.
وقال رجال إنقاذ إن قصف الجيش أصاب أيضاً دوما وهي المعقل الرئيسي لقوات المعارضة في الغوطة الشرقية مع سقوط قتيلين على الأقل.
وهدد العنف في غرب سوريا بصورة متزايدة وقفاً هشاً لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 30 كانون الأول (ديسمبر) بدعم من روسيا حليفة دمشق وتركيا التي تدعم جماعات في المعارضة المسلحة.
من ناحية أخرى استمرت الاشتباكات العنيفة في مدينة درعا الحدودية الجنوبية حيث قالت المعارضة المسلحة إنها سيطرت على منطقة المنشية الاستراتيجية بعد هجوم استمر أسبوعاً.
وقالت المعارضة إن سيطرتها على هذه المنطقة أحبطت محاولات متكررة من جانب الجيش السوري لقطع خطوط الإمداد التي تربط المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة إلى الشرق والغرب من المدينة.
وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة ومسعف إن طائرات روسية وسورية هاجمت يوم الأحد بلدة نصيب الحدودية التي تسيطر عليها قوات المعارضة قرب درعا فقتلت ما لا يقل عن ستة مدنيين.
وزادت حدة الغارات الجوية في الأيام القليلة الماضية على بلدات تقع غربي وشمالي وشرقي درعا. وقال سكان إن هذه الهجمات عطلت العديد من المستشفيات الميدانية وخزاناً ضخماً كان يوفر المياه في الأراضي التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وقالت جماعات سورية معارضة يوم الأحد إن القصف المتزايد للجيش السوري يدمر آفاق الحفاظ على وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا.
وحضرت جماعات المعارضة وأغلبها مدعومة من تركيا جولتي محادثات السلام في آستانة عاصمة قازاخستان. وقالت إنها تدعم الحل السياسي لإنهاء إراقة الدماء لكن الحرب «فُرضت» عليها من قبل الجيش السوري وحلفائه.
وقالت الجماعات التي تمثل وفد قوى الثورة العسكري إنها تحتفظ بحق الرد على هذه الهجمات التي يقع أغلبها في الجنوب وحمص وفي ضواحي دمشق.
وأضافت في بيان «ما يجري… يقوض مشروع وقف إطلاق النار ويجهز على فرص الحل السياسي ويعطي الحق للفصائل الثورية بالرد المفتوح على كل اعتداء يجري من قبل النظام وحلفائه على الشعب السوري».
وقال محمد علوش رئيس وفد المعارضة في محادثات آستانة إن جماعات المعارضة التي وقعت اتفاقاً هشاً لوقف إطلاق النار في أواخر العام الماضي بهدف إنهاء قصف المدنيين على استعداد للعودة إلى حرب شاملة.
وقال علوش لرويترز «إن عدتم للحرب عدنا وإن عدتم للسلم عدنا».
وفي الجولة الأولى لمحادثات آستانة في كانون الثاني (يناير) أكدت روسيا وتركيا وإيران على وقف إطلاق النار.
وانتهك وقف إطلاق النار مراراً وألقى كل طرف باللوم على الآخر. وزادت حدة قتال الجماعات المتشددة التي لا يشملها وقف أطلاق النار مثل تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن في الأيام الأخيرة كثف الجيش السوري بمساعدة سلاح الجو الروسي قصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة درعا بجنوب البلاد. وكثف الجيش أيضاً قصف ضواحي العاصمة مع زيادة سقوط ضحايا من المدنيين.
رويترز