جدل دبلوماسي في مجلس الامن حول التجديد للقوات الدولية في جنوب لبنان
فرنسا متمسكة بعدم تغيير تفويض قوة اليونفيل وتطالب بالتجديد مع فاعلية قصوى للمهمة
اكدت فرنسا الاربعاء انها ترفض تغيير التفويض الحالي لجنود قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان والذي تنتهي مدته نهاية اب (اغسطس)، في موقف يناقض موقف الولايات المتحدة التي تطالب بتعزيز هذا التفويض في مواجهة حزب الله.
وصرحت مساعدة مندوب فرنسا لدى الامم المتحدة آن غيغين للصحافيين «نريد ابقاء هذا التفويض كما هو»، اي كما حدده القرار 1701 الذي صدر العام 2006 لجهة احترام وقف الاعمال الحربية بين اسرائيل وتنظيم حزب الله.
وقوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) تنتشر في جنوب هذا البلد منذ 1978 وتضم نحو عشرة الاف و500 جندي مهمتهم السهر على تنفيذ القرار 1701 اثر حرب بين اسرائيل وحزب الله في صيف 2006 ومساعدة الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها.
وقالت الدبلوماسية الفرنسية «نؤيد اعادة تأكيد التفويض (الممنوح للقوة الاممية) مع فاعلية قصوى للمهمة». وكانت تتحدث قبيل مشاورات مغلقة لمجلس الامن الدولي حول تمديد عمل القوة الاممية. اظهرت تبايناً في وجهات النظر حول بعض عناصر مشروع القرار. ونبه اعضاء اخرون الى وجود انتهاكات يومية من اسرائيل للقرار عبر استمرار احتلالها شمال الغجر منطقة محاذية لها شمال الخط الازرق والطلعات اليومية للطيران الحربي لاسرائيل في الاجواء اللبنانية.
واثر الاجتماع، قال السفير الروسي لدى الامم المتحدة فاسيلي نيبينزي ان حكومته ترى بدورها ان لا حاجة لتغيير تفويض القوة الاممية، لافتاً الى ان هذا الموقف عبر عنه اطراف عديدون خلال المناقشات.
واضاف «نعتقد انه ينبغي تمديد هذا التفويض في شكله الحالي».
لكنّ المندوبة الاميركية لدى المنظمة الدولية نيكي هايلي قالت في بيان «لا يمكن لمجلس الأمن أن يتبنّى نهجاً اعتيادياً، نظراً إلى التحديات».
وأضافت «ندعو أعضاء مجلس الأمن الى الانضمام إلينا في اتخاذ إجراءات حقيقية لكي نجعل من اليونيفيل بعثةً أقوى لحفظ السلام وللوقوف ضد قوى الإرهاب في لبنان وفي المنطقة».
واعتبرت هايلي أنّ تعزيز البعثة ضروري لأنّ «حزب الله يتباهى علناً بمخزونه غير المشروع من الأسلحة ويهدد بشكل علني» إسرائيل، الحليفة الرئيسية للولايات المتحدة.
وفي السابع من اب (اغسطس)، كانت هايلي أكّدت أنّ على قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان ان «تزيد من قدراتها والتزامها اجراء تحقيق واعداد تقارير» عن تهريب الاسلحة في جنوب لبنان. وتنسب واشنطن، حليفة اسرائيل، هذا الامر الى حزب الله.
وقالت هايلي وقتذاك ان «هذه الاسلحة التي وقعت غالبيتها في ايدي ارهابيي حزب الله تهدد امن المنطقة واستقرارها».
واضافت آن غيغين انه منذ 2006، فإن الجنود الامميين وبينهم اليوم 800 فرنسي «ساهموا بنجاح في الحفاظ على حالة عامة من الهدوء في منطقة عملياتهم»، مؤكدة ان «اليونيفيل تضطلع بدور حاسم للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان وسط ظروف اقليمية بالغة الصعوبة وقد اثبتت تأثيرها الذي يضمن الاستقرار في بيئة غير مستقرة ومعقدة ومضطربة».
واوضحت ان فرنسا تريد تمديداً لمهمة القبعات الزرق لعام اضافي «يجدد تأكيد مهمة اليونيفيل وكذلك واجبات كل الاطراف» المعنيين.
وفي رسالة الى مجلس الامن في الرابع من اب (اغسطس)، قال الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش انه يريد بحث كيفية تحسين مهمة قوة اليونيفيل في مواجهة «الوجود غير القانوني للمجموعات المسلحة والاسلحة والبنى التحتية في مناطق عملياتها».
وسيتم التصويت على تمديد مهمة القوة في 30 اب (اغسطس).
الوكالات