مؤتمر بروكسل حول سوريا يعد بمساعدات بقيمة 6 مليارات دولار
دان المشاركون في مؤتمر بروكسل حول مستقبل سوريا، الاربعاء الهجوم الذي يعتقد انه كيميائي في خان شيخون، وقطعوا وعداً بتقديم مساعدات انسانية بقيمة ستة مليارات دولار الى السوريين خلال 2017.
واعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء الذي شارك في ترؤس المؤتمر عن «ثقته» بأن مجلس الأمن «سيتحمل مسؤولياته» من خلال تبني قرار حول الهجوم الذي اسفر الثلاثاء عن 72 قتيلاً على الاقل، منهم 20 طفلاً.
ودان اكثر من 70 بلداً ومنظمة دولية تشارك في مؤتمر بروكسل «استخدام الحكومة وداعش (تنظيم الدولة الاسلامية) الاسلحة الكيميائية» و«الهجمات على خان شيخون»، كما قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيرني.
واضافت موغيريني التي كان يقف الى جانبها الرؤساء الآخرون لهذا الاجتماع، ومنهم غوتيريش، «يجب ان يتوقف على الفور استخدام اي شخص وفي اي مكان، للاسلحة الكيميائية».
توازياً، التزم المشاركون في المؤتمر تقديم مساعدات انسانية خلال 2017 بقيمة ستة مليارات دولار الى السوريين من سكان ولاجئين والى المجتمعات التي تستضيفهم.
وقال المفوض الاوروبي للمساعدة الانسانية خريستوس ستيليانديدس في ختام الاجتماع ان هذا «مؤشر ملموس الى تضامننا» ولكن «يجب المضي ابعد من التصريحات من اجل تنفيذ هذه الوعود». واوضح ان الاتحاد الاوروبي اول جهة مانحة في العالم في النزاع السوري التزم بتقديم 1،3 مليار دولار للعام الحالي.
كذلك، وعد المشاركون بـ 3،73 مليارات دولار للفترة بين 2018 و2020. كما وافق مانحون ومؤسسات مالية على تقديم نحو 30 مليون دولار على شكل قروض بفوائد متدنية، بحسب ما اعلن المنظمون لاحقاً في بيان.
وفي مؤتمر المانحين السابق في شباط (فبراير) 2016 في لندن، بلغت قيمة الوعود التي اطلقها المجتمع الدولي 12 مليار دولار لاعوام عدة، بينها ستة مليارات للعام 2016.
«نظام اجرامي»
لدى وصولهما الى بروكسل، كرر وزيرا الخارجية الفرنسي والبريطاني اتهاماتهما للنظام السوري الذي يعتبرانه مسؤولاً عن الهجوم على خان شيخون.
وقال البريطاني بوريس جونسون ان «كل الأدلة التي رأيتها توحي بأن نظام الاسد… استخدم اسلحة غير مشروعة عن سابق تصور وتصميم ضد شعبه».
وكانت المعارضة السورية اول من اتهم «نظام المجرم بشار» بتنفيذ هذا الهجوم صباح الثلاثاء بـ «قنابل» تحتوي على «الغاز السام».
واتهمت واشنطن ولندن وباريس ايضاً النظام السوري بشن الهجوم، لكن دمشق نفت ذلك، واتهمت الفصائل المعارضة به.
واكدت موسكو الاربعاء ان الطيران السوري قصف في الواقع قرب خان شيخون «مستودعاً لصنع قنابل يدوية بواسطة مواد سامة» تحت سيطرة المعارضة. لكنها لم توضح ما اذا كان يعرف محتوياته ام لا.
لكن وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك ايرولت قال ان «موسكو تعترف بحصول عمليات تحليق. انها طائرات سورية وهي بالتالي طائرات روسية (الصنع)، هي التي اطلقت الصواريخ». واضاف «لذلك، لا شك في مسؤولية النظام السوري».
وكان مفترضا أن يطلق مؤتمر بروكسل، بالاضافة الى الوعود بالمساعدة الانسانية، الاعمال التحضيرية لاعادة اعمار سوريا من قبل المجموعة الدولية في حال التوصل الى السلام.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي تستضيف بلاده 1،5 مليون لاجىء سوري ان «الوضع الحالي قنبلة موقوتة»، داعياً المانحين «الى الاستثمار في السلام من خلال دعم استقرارنا».
وتقدر الامم المتحدة انها تحتاج في 2017 الى 8،1 مليارات دولار لتمويل برامجها للمساعدة الانسانية، منها 4،7 مليارات للاجئين السوريين والمجموعات التي تستقبلهم في بلدان المنطقة.
وخلال تظاهرة تزامنت مع انعقاد المؤتمر قال رئيس هيئة لمساعدة اللاجئين السوريين فادي حليسو ان الازمة السورية لا تقتصر على المال، بل ثمة حاجة الى احراز تقدم دبلوماسي فعلي.
فرانس 24/ا ف ب