اعتقال عدد من الامراء والوزراء السعوديين في حملة ضد الفساد
شنت المملكة حملة لمكافحة الفساد بإلقاء القبض على أمراء ووزراء ومستثمرين.
وقال ثلاثة مسؤولين كبار لرويترز يوم الأحد إن الأمير الوليد بن طلال كان من بين 11 أميراً وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين جرى احتجازهم في وقت مبكر من صباح الأحد.
وتم احتجاز الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني بعد إعفائه من منصبه وحل محله الأمير خالد بن عياف.
وقال مصدر سعودي رسمي إن الأمير الوليد يواجه عدداً من التهم تشمل غسل الأموال وتقديم رشا وابتزاز بعض المسؤولين في حين يواجه الأمير متعب اتهامات في قضايا اختلاس وتوظيف وهمي وإرساء مشاريع مختلفة ومنها عقود تشغيل وصيانة على شركاته الخاصة بما في ذلك عقود غير شرعية بعشرة مليارات دولار لأجهزة اتصال لاسلكي وآخر لملابس عسكرية واقية من الرصاص بمليارات الريالات.
ووردت أنباء الاحتجاز في الساعات الأولى من صباح الأحد بعدما أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمراً ملكياً بتشكيل لجنة عليا جديدة لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يبلغ من العمر 32 عاماً.
وتتمتع اللجنة الجديدة بسلطات واسعة النطاق من بينها التحقيق وإصدار أوامر القبض والمنع من السفر وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها وتتبع الأموال والأصول.
وقال الأمر الملكي «لن تقوم للوطن قائمة ما لم يتم اجتثاث الفساد من جذوره ومحاسبة الفاسدين وكل من أضر بالبلد وتطاول على المال العام».
وقال الأمر الملكي إن عمليات الاحتجاز جاءت «نظراً لما لاحظناه ولمسناه من استغلال من قبل بعض ضعاف النفوس الذين غلبوا مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة واعتدوا على المال العام دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق أو وطنية».
أجندة الإصلاح
وفي أيلول (سبتمبر) أعلنت السعودية أنها ستسمح للنساء بقيادة السيارات. ويسعى الأمير محمد لإنهاء عقود من التقاليد المحافظة في المملكة من خلال وسائل الترفيه وزيارات السائحين الأجانب. وعلى صعيد السياسة الاقتصادية قلص ولي العهد الإنفاق العام في بعض المجالات ويعتزم بيع الكثير من أصول الدولة ومن بين ذلك طرح جزء من شركة النفط العملاقة أرامكو المملوكة للدولة في الأسواق العالمية.
وأشاد كثير من السعوديين بحملة الاحتجاز ووصفوها بأنها طال انتظارها.
فندق فخم
قال المصدر السعودي الرسمي إن الأمير تركي بن عبدالله أمير الرياض السابق ضمن الموقوفين أيضاً بتهم التدخل في مشروع قطارات الرياض وتهم فساد في المشروع ذاته واستغلال نفوذ في ترسية مشاريع على الشركات التابعة له بشكل مباشر وغير مباشر.
وأضاف المصدر أن وزير المالية السابق إبراهيم العساف، عضو مجلس إدارة شركة أرامكو، متهم باختلاسات من ضمنها مشروع توسعة الحرم المكي ونزع الملكيات في المناطق المجاورة له بالإضافة إلى استغلاله لمنصبه لمعرفته بمعلومات بشراء أراضٍ بأسعار كبيرة قبل نزع ملكيتها والإعلان عن ذلك في المنطقة المجاورة للحرم.
ومن بين المحتجزين الآخرين وزير الاقتصاد السابق عادل فقيه الذي لعب ذات يوم دوراً كبيراً في وضع مسودة إصلاحات الأمير محمد وخالد التويجري الذي كان رئيسا للديوان الملكي في عهد الملك الراحل عبدالله.
ومن المحتجزين أيضاً بكر بن لادن رئيس مجموعة بن لادن السعودية الكبيرة للمقاولات والوليد آل إبراهيم مالك شبكة (إم.بي.سي) التلفزيونية.
وقالت مصادر على اتصال بالحكومة لرويترز إن السلطات أبقت على بعض المحتجزين في فندق ريتز كارلتون بالحي الدبلوماسي في الرياض.
وتم إغلاق البوابة الخارجية للفندق صباح الأحد وأبعد الحرس مراسلاً لرويترز وقالوا إن الفندق أغلق لدواع أمنية رغم أن سيارات خاصة وعربات إسعاف شوهدت تدخل عبر المدخل الخلفي.
رويترز