عون: هدف لقاء الخميس برمجة تنفيذ المشاريع واعادة تكوين سياسة اقتصادية تفعل قطاعات الانتاج
اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان «اللقاء الذي دعا اليه رؤساء الاحزاب المشاركة في الحكومة، يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا، هدفه البحث في عدد من المواضيع التي تهم اللبنانيين، لا سيما منها المشاريع الاقتصادية والانمائية التي لم تنفذ بعد، وذلك لدرسها وبرمجة تنفيذها، اضافة الى التداول في مشاريع واقتراحات القوانين التي تعود بالنفع العام على اللبنانيين والاقتصاد الوطني».
وشدد الرئيس عون خلال استقباله وفداً من بلدية الكحالة برئاسة جان زيدان بجاني، انه «لن يكون هناك وقت ضائع، بل ست سنوات من العمل المنتج»، لافتاً الى ان «موضوع اللامركزية الادارية هو واحد من المواضيع التي تأخر تحقيقها على رغم اهميتها على المستوى الوطني».
وكان رئيس البلدية عرض لعدد من المشاريع التي تهم بلدة الكحالة، واعطى الرئيس عون توجيهاته لمتابعتها مع الادارات المختصة.
المطارنة الموارنة في الانتشار
على صعيد آخر، اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان «القانون الجديد للانتخابات، سوف يقلص الفروقات بين الطوائف ويحقق عدالة التمثيل ويحدث تغييرا في النظام الانتخابي المعمول به منذ 91 عاماً، اي النظام الاكثري، ويبدل في المفهوم السياسي الوراثي ويجعل من لبنان دولة ديموقراطية متقدمة، علماً ان ذلك لن يحصل منذ المرة الاولى بل على مراحل عدة».
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفدا من الاساقفة الموارنة في الاغتراب.
ترحيب عون
ورحب الرئيس عون بوفد المطارنة، معتبراً انهم «بمثابة السفراء الدائمين للبنان لنشر الرسالة اللبنانية والمحافظة على امتداده في العالم»، لافتاً الى «الاستقرار الذي ينعم به لبنان بفضل الجهود التي يقوم بها الجيش والقوى الامنية، ما ابقاه بعيدا من الفوضى، في ظل الحروب المندلعة حوله من الشمال الى المغرب العربي، وهو يعتبر من الناحية الامنية أفضل من بعض الدول الاوروبية».
وتطرق رئيس الجمهورية الى «المشاكل والازمات التي يعاني منها لبنان، خصوصاً على الصعيدين الاقتصادي والمعيشي منذ الازمة الاقتصادية العالمية العام 2008، ونتيجة الحروب في الدول العربية حول حوض البحر الابيض المتوسط، وازمة النزوح السوري التي تشكل عبئاً كبيراً عليه، نظراً لعدد النازحين الهائل الذي يقارب أكثر من نصف عدد سكانه»، مؤكداً أن «لبنان لم يحصل على مساعدات اقتصادية، بل ان النازحين هم من حصلوا على هذه المساعدات، فزادت حدة الثقل الاقتصادي عليه».
واكد الرئيس عون لوفد المطارنة، ان «العمل قائم حالياً لاعادة تكوين سياسة اقتصادية تقوم على تفعيل قطاعات الانتاج وعدم الاتكال على الاقتصاد الريعي الذي ساد في الماضي».
وقال: «لم يستطع لبنان أن يحافظ على استقراره نتيجة جهود القوى الامنية فقط، لانه وبالرغم من الانقسام السياسي الذي حصل فيه، بقي هناك اتفاق ضمني نتيجة التجارب السابقة يمنع حصول اي صدام، والخطابات النارية التي كانت تطلق من جميع الافرقاء، لم تتجاوز حدود الكلام ولم تسقط أي قطرة دم بنتيجتها، وهذا أمر مهم تميز به الشعب اللبناني».
وذكر الرئيس عون انه «خلال لقائه البابا فرنسيس طرح عليه امكان إعتماد لبنان مركزا لحوار الحضارات والاديان، خصوصاً أنه يتكون من جميع الاديان والمذاهب المتفرعة منها والتي يتعايش ابناؤها في ما بينهم ضمن تضامن وتفاهم»، مشيراً الى انه «طرح هذا الامر رسمياً مع الامين العام للامم المتحدة، وأن الجاليات اللبنانية المنتشرة في دول العالم قادرة على المساعدة في تحقيق هذا المشروع المهم الذي يمنح لبنان حصانة اجتماعية قوية».
وابرز الرئيس عون «اهمية اللبنانيين المتميزين المنتشرين في الخارج وضرورة الاستعانة بهم، كي نجعل من هذا الوطن الصغير وطناً كبيراً».
اضاف: «لقد اشرت في كلمتي في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي انعقد في لبنان، الى أنكم المنتشرين في العالم ابناء وطن مساحته صغيرة لا تسمح له أن يكتب اسمه على الخريطة العالمية، لكن شعبه يغطي الكرة الارضية كلها من القطب الشمالي الى الجنوبي، أي على مساحة العالم كله. ونحن كلبنانيين نستطيع تحقيق الكثير من الانجازات، وقد بدأنا اليوم استثمار قدرة المغتربين اللبنانيين في العالم، خصوصاً بعد تنظيم المؤتمرات المتتالية للطاقة الاغترابية».