قبرص تنتخب رئيسها وسط فتور في صفوف الناخبين

توجه القبارصة الى مراكز الاقتراع الاحد دون حماسة لاختيار رئيس للبلاد، في انتخابات يبدو فيها الرئيس المنتهية ولايته نيكوس اناستاسيادس الاوفر حظاً للفوز بولاية ثانية في هذه الجزيرة الاوروبية المقسمة منذ اكثر من 40 عاماً.
وتعطي آخر استطلاعات الرأي الرئيس المحافظ البالغ من العمر 71 عاماً، والذي تعهد باعادة اطلاق مفاوضات اعادة توحيد الجزيرة، نسبة 30 بالمئة من نوايا التصويت. وما لم تحصل اية مفاجأة، من المتوقع ان يبقى اناستاسيادس رئيساً للبلاد التي حققت انتعاشاً اقتصادياً بعد ان كانت على شفير الافلاس في 2013.
فبعد حملة افتقرت الى الحماس وصلت نسبة المشاركة في الساعة 15،00 (13،00 ت غ) الى 50،9% في تراجع ملحوظ مقارنة مع 2013 بحيث سجلت 61،35% في التوقيت نفسه. وامام 550 الف ناخب مسجل حتى الساعة 18،00 (16،00 ت غ) للاقتراع على ان تنشر النتائج عند قرابة الساعة 18،30 ت غ.
ولا تفرض الجمهورية القبرصية العضو في منطقة اليورو سلطتها سوى على ثلثي الجزيرة في الجنوب حيث يعيش القبارصة اليونانيون. ويقطن القبارصة الاتراك في الثلث الشمالي في «جمهورية شمال قبرص التركية» التي لا تعترف بها سوى انقرة.
ويوجد نحو 657 قبرصياً تركياً يقيمون في القسم الجنوبي مسجلين على اللوائح الانتخابية.
وما لم يحصل اناستاسيادس المعروف ببراغماتيته على اكثر من 50 بالمئة من اصوات المقترعين، فلن يتمكن من الفوز من الدورة الاولى، وسيحتاج الى دورة ثانية تجرى في 4 شباط (فبراير).
وبعد الاقتراع، ذكر اناستاسياديس مواطنيه بانهم مدعوون اليوم الى انتخاب الرجل الذي سيحدد «مستقبل قبرص».
والسؤال الوحيد المطروح هو معرفة من سيواجه اناستاسيادس في الدورة الثانية: ستافروس مالاس المدعوم من الحزب الاشتراكي، او نيكولاس بابادوبولوس نجل الرئيس السابق والذي يعتمد نهجا اكثر تشددا حيال مفاوضات السلام ويحظى بدعم احزاب صغيرة عدة.
واعلن بابادوبولوس «اليوم المرشحون ليسوا الجهة الرئيسية في الاقتراع بل الشعب».
«آمال خائبة»
ولا تزال الجزيرة مقسمة منذ 1974 بعد ان اجتاحت القوات التركية القسم الشمالي منها رداً على محاولة انقلاب لضم قبرص الى اليونان.
وطغت على الحملة القضايا الاقتصادية متقدمة على محادثات اعادة توحيد الجزيرة، التي تراوح مكانها بعد فشل المفاوضات برعاية الامم المتحدة في 2017.
وبعد عقود من الانقسام، تزايد الاحباط ازاء ملف اعادة توحيد الجزيرة، وهو ما سيلقي على عاتق الرئيس المنتخب تحدي اقناع المشككين في جدوى المفاوضات الذين تتزايد اعدادهم.
ولدى الخروج من مكاتب الاقتراع في نيقوسيا ابدى الكثير من الناخبين احباطاً كما افاد مراسلون لفرانس برس.
وقال المتقاعد اندرياس سيفاستيدس (68 عاماً) «سئم العديد من القبارصة من السياسيين. ان الجزيرة مقسمة منذ 44 عاماً ويستمع السكان كل يوم الى الحديث نفسه. لقد خابت الآمال».
من جهته قال جورج يورغاليديس وهو متقاعد انه صوت للمرشح بابادوبولوس منتقداً الرئيس المنتهية ولايته بانه «وافق على كل شيء» خلال المفاوضات.
وفي سابقة قبرصية يخوض السباق الرئاسي مرشح عن الحزب اليميني المتطرف «ايلام» الذي فاز بمقعدين في مجلس النواب في انتخابات 2016.
وبعد ازمة اقتصادية كبيرة في 2013، تعافى الاقتصاد القبرصي سريعاً بدعم من ازدهار القطاع السياحي الذي سجل ارقاما قياسية تاريخية عام 2017.
وتقول الخبيرة الاقتصادية فيونا مالن، مديرة مركز الاستشارات الاقتصادية «سابيينتا» لوكالة فرانس برس ان «الانتعاش الاقتصادي يبقى نسبياً»، وان والنمو السريع الذي يحققه الاقتصاد لا يزال ادنى من المستوى المسجل عام 2012.
وسجلت نسبة البطالة 11 بالمئة اواخر 2017، وهي ثالث اعلى نسبة في الاتحاد الاوروبي، وترتفع الى 25 بالمئة في صفوف الشباب بحسب الهيئة الاوروبية للاحصاءات «يوروستات».
ا ف ب