نواب أميركيون في تايوان يؤكدون تأييدهم لها في مواجهة الصين

أعرب وفد من الكونغرس الأميركي عن تأييده لتايوان في مواجهة «عدوانية» الصين، في أول زيارة من نوعها إلى الجزيرة منذ تأدية الرئيس لاي تشينغ–تي اليمين الدستورية، وبعد أيام قليلة من تنظيم بكين مناورات عسكرية كبيرة في المنطقة.
وقال النائب الجمهوري مايكل ماكول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، خلال لقاء مع لاي الإثنين، إنّه وزملاءه يقدّمون «دعماً لا يتزعزع لهذه الجزيرة الجميلة».
وصل ماكول إلى تايوان الأحد برفقة وفد يضم ديموقراطيين وجمهوريين في أعقاب تنظيم الصين الأسبوع الماضي مناورات واسعة النطاق حول تايوان، بعد ثلاثة أيام من خطاب تنصيب الرئيس لاي تشينغ–تي رأت بكين أنّه بمثابة إشارة إلى «استقلال» الجزيرة عن الصين.
وتعتبر الصين تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي، جزءاً لا يتجزأ من أراضيها ولا تستبعد اللجوء إلى القوة لاستعادتها، إذا لزم الأمر.
واستنكر ماكول «التدريبات العسكرية التي تمثل تهديداً»، معتبراً أنّها تُظهر أنّ الصين «غير مهتمة باستعادة تايوان بوسائل سلمية».
«خطر الصراع»
وقال ماكول لرئيس تايوان إنّه «يجب على جميع الديموقراطيات أن تتوحّد في مواجهة العدوانية والاستبداد. سواء كان ذلك (ضد) بوتين في روسيا، آية الله في إيران أو الرئيس شي جارنا في الصين، إنّه تحالف غير مقدّس يؤدّي إلى تآكل السلام العالمي».
من جهته، شكر لاي تشينغ–تي الوفد على دعمه، معرباً عن أمله في أن «يستمر (الكونغرس) في المشاركة في تعزيز قدرات تايوان على الدفاع عن نفسها».
وقال الرئيس التايواني «سأبدأ بإصلاحات وأعزز الدفاع الوطني، لأظهر للعالم تصميم الشعب التايواني على الدفاع عن وطنه.
تظل الولايات المتحدة التي منحت جمهورية الصين الشعبية اعترافاً دبلوماسياً في العام 1979 على حساب تايوان، الحليف الأقوى للجزيرة ومورّدها الرئيسي للأسلحة.
وكان الكونغرس الأميركي قد تبنّى في نهاية نيسان (أبريل) حزمة مساعدات عسكرية بقيمة ثمانية مليارات دولار لتايوان. وفي اليوم التالي، حذّرت الصين من أنّ هذا الدعم العسكري لن يؤدي سوى إلى زيادة «خطر الصراع».
وأعربت بكين الإثنين عن معارضتها زيارة الوفد البرلماني الأميركي وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماو نينغ إنّ الصين «ستتخذ الإجراءات اللازمة للدفاع بحزم عن السيادة الوطنية وعن سلامة أراضيها».
وأضاف أنّ «الصين تعارض بشدّة أيّ اتصال عسكري بين الولايات المتحدة وتايوان، وتسليح تايوان، وتحث البرلمانيين المعنيين على التوقف عن دعم وتشجيع القوى الانفصالية المؤيدة للاستقلال».
«غموض استراتيجي»
رداً على سؤال الإثنين بشأن سرعة الولايات المتحدة في تقديم دعم عسكري لتايوان، قال مايكل ماكول إنّه يأمل في أن «تكون أسرع».
وأشار إلى أنّ الرئيس الصيني شي جينبينغ «لديه طموحات جريئة وعدوانية، ويجب علينا بكل بساطة أن نفعل كلّ ما في وسعنا كي يفهم أنّ الخطر يفوق المنفعة».
وأضاف أنّ «الأساس، هو التأكد من أنّ تايوان تملك الأسلحة اللازمة للردع، بحيث أنّه عندما يراجع شي (جينبينغ) حساباته سيرى أنّ الأمر ليس في صالحه».
تاريخياً، تحافظ واشنطن على سياسة «غموض استراتيجي» بشأن احتمال تدخلها عسكرياً في حال تعرّضت تايوان لهجوم من قبل الصين.
غير أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أشار إلى أنّه لا يؤيد استقلال تايوان، قال إنّه مستعدّ للدفاع عسكرياً عن الجزيرة إذا اقتضى الأمر.
ا ف ب