سياسة لبنانيةلبنانيات

ازمة النزوح وحدت السياسيين فلماذا لا ينسحب وفاقهم على انهاء الفراغ الرئاسي؟

مع فشل محادثات القاهرة حول التوصل الى هدنة، وبعد اصرار الامين العام لحزب الله على الاستمرار في اسناد غزة وعدم فك الارتباط بين الجنوب اللبناني وبينها، اصبح مؤكداً ان الشلل في لبنان سيستمر، وسيبقى انتخاب رئيس للجمهورية مجمداً، الى ان تنتهي الحرب. وهذا يعني المزيد من الانهيار في مختلف القطاعات. وحدها قضية النازحين السوريين التي تشكل خطراً كبيراً على الوجود اللبناني، تتحرك بجدية هذه المرة. ولاول مرة يتفق اللبنانيون بجميع فئاتهم على ضرورة حل هذه المعضلة، واعادة النازحين الى بلدهم. وتحركت هذه القضية بفعالية بعد محاولة الاتحاد الاوروبي تقديم الاغراءات الى لبنان، لابقاء النازحين على ارضه، فثارت الكتل السياسية بمجملها، رافضة هذا التوجه والعرض الاوروبي بتقديم مليار يورو، اعتبرها البعض رشوة. ولاقت اعتراضات واحتجاجات من جميع الاطراف. وتبين ان هذا المليار لا يزال عرضاً قدمته رئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فان دايرلاين ولم يوافق عليه الاتحاد الاوروبي بعد، وهو مؤجل الى تموز المقبل لاتخاذ القرار بشأنه. ازاء هذا الجدل يعقد المجلس النيابي يوم غد الاربعاء جلسة عامة لمناقشة الموضوع، وسيتولى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي شرح تفاصيل ما جرى في اللقاء الذي جمعه مع الرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الاوروبية، وسينفي بصورة قاطعة الاتهامات التي وجهت اليه بانه تم الاتفاق على صفقة لابقاء النازحين في لبنان. وفور الاعلان عن الجلسة، تكثفت الاتصالات بين الكتل النيابية لتوحيد المواقف، والخروج بتوصية تحظى باجماع المجلس النيابي يحملها الوفد اللبناني الى مؤتمر بروكسل في 27 ايار الجاري الذي سيمثل لبنان فيه وفد برئاسة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وليس الرئيس ميقاتي كما سبق وتردد. وهكذا استطاعت قضية النازحين نظراً لخطورتها على الوجود اللبناني، ان توحد اللبنانيين على مختلف فئاتهم وانتماءاتهم. والوقوف صفاً واحداً لاعادة السوريين الى بلدهم، خصوصاً وان هناك مناطق آمنة في سوريا ويمكنهم الانتقال اليها. ويترافق هذا التحرك السياسي مع تدابير على الارض بملاحقة السوريين المخالفين لشروط الاقامة، والذين دخلوا خلسة الى لبنان، ومنعهم من العمل الا بعد الحصول على وثائق رسمية وفقاً للقانون. وبناء على ذلك جرى في اليومين الماضيين اغلاق مئات المحلات التي فتحها السوريون بدون اذونات رسمية، مخالفين بذلك القوانين. وستستمر هذه الحملة الامنية الى ان تتوصل الى ضبط الوضع الذي تفلت بصورة واسعة. ويسأل اللبنانيون لماذا لا يتوحد اللبنانيون على غرار ما قاموا به اليوم، لانتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً وان الفراغ الرئاسي لا يقل خطورة عن ازمة النزوح.

على الصعيد السياسي يغادر رئيس الحكومة بيروت بعد ظهر غد الاربعاء، على رأس وفد وزاري الى المنامة، لتمثيل لبنان في مؤتمر القمة العربية التي ستعقد بعد غد الخميس وستحتل الازمة اللبنانية السياسية والامنية وقضية النازحين مساحة واسعة في هذا المؤتمر. وسيتولى الوفد اللبناني شرح معاناته من المشاكل المتعددة التي تواجهه، وخصوصاً ازمة النزوح. وكان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب قد غادر بيروت امس لحضور اجتماعات وزراء الخارجية التي ستستمر يومي الثلاثاء والاربعاء لوضع جدول اعمال القمة.

كذلك يواصل الوفد النيابي اللبناني جولته في الولايات المتحدة لشرح الازمات التي يواجهها لبنان. وبعد اللقاءات السياسية كان له لقاء مع البنك الدولي الذي اكد على ضرورة اجراء الاصلاحات التي بدونها لا يمكن الوصول الى بر الامان.

ويواصل قائد الجيش العماد جوزف عون زيارته الى قطر، تلبية لدعوة رسمية، بهدف البحث في المساعدات التي تقدمها الدوحة للجيش اللبناني. وكانت للعماد عون لقاءات سياسية وعسكرية. والجدير بالذكر ان قطر لم تنقطع عن الاهتمام بالشؤون اللبنانية وهي تسعى لانهاء الفراغ الرئاسي، والانتقال الى حل بقية القضايا العالقة.

واما الوضع في الجنوب فلا يزال على حاله محافظاً على سخونة لافتة تتطور يوماً بعد يوم، من غارات جوية معادية ضد البلدات والقرى وتساقط الضحايا. وترد المقاومة بالاسلحة المناسبة موقعة اصابات في جنود الاحتلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق