غارات معادية مكثفة على الجنوب وحراك متجدد للسفراء الخمسة ونشاط نيابي للتمديد للبلديات
في وقت ينتظر العالم بقلق بالغ الرد الاسرائيلي على الهجوم الايراني يوم السبت الماضي رداً على القصف الاسرائيلي الذي استهدف القنصلية الايرانية في دمشق، حافظ الوضع العسكري في جنوب لبنان على وتيرته التصاعدية. فقد استهدفت مسيرة معادية طريق المجبل في بلدة عين بعال في قضاء صور. وعلى الفور هرعت سيارات الاسعاف الى المكان المستهدف لتفقده. وعلم في وقت لاحق ان الغارة اسفرت عن سقوط ضحية واصابة اثنين بجروح نقلا الى مستشفيات صور. كما قصف العدو الاسرائيلي اطراف عدد من الاودية والاحراج في القطاع الشرقي، لا سيما محيط وادي السلوقي من جهة بلدتي مركبا وحولا كما شن غارة على بلدة الشهابية اوقعت ضحايا. وعلى الفور ردت المقاومة على هذه الاعتداءات، فشنت هجوماً جوياً بمسيرات انقضاضية على دفعتين، استهدفتا منظومة الدفاع الصاروخي في بيت هلل، واصابت منصات القبة الحديدية وطاقمها، واوقعت افرادها بين قتيل وجريح. وزعم العدو في وقت لاحق ان الضحية التي سقطت في الغارة على عين بعال هو ابو جعفر باز وهو قيادي في حزب الله.
على الصعيد السياسي، وبالتحديد المساعي التي تبذل لحمل المجلس النيابي على انتخاب رئيس للجمهورية بعد هذا الفراغ الطويل وغير المبرر، عقد بعد ظهر امس لقاء لسفراء الدول الخمس اعضاء اللجنة الخماسية التي تهتم بشؤون لبنان، في دارة السفير المصري علاء موسى. وترافق ذلك مع حضور عدد من الكتل النيابية، في اطار اللقاءات بينها وبين السفراء. وكانت البداية مع كتلة التوافق الوطني التي تضم النواب فيصل كرامي وحسن مراد وطه ناجي وعدنان طرابلسي ومحمد يحيى. واكد كرامي بعد اللقاء ان لا حل الا بالحوار والظروف اليوم يجب ان تحفزنا على انتخاب رئيس. وقال انه طرح موضوع البرنامج والحكومة المقبلة. وواضح وجود تنسيق وثقة تامة بين الخماسية وبري. واضاف ان هناك دفعاً من الخماسية باتجاه الحل، ولبنان في اخطر من اي وقت مضى.
واستقبلت اللجنة كتلة التجدد والتغيير والطاشناق وتحدث النائب اديب عبد المسيح فقال انه طرح فكرة ما بين مبادرة الاعتدال وصيغة الرئيس بري، وتقضي بان نأتي الى المجلس بدعوة لانتخاب رئيس، ونخرج بعد الدورة الاولى من دون رفعها لاجراء حوار برئاسة بري. ثم ندخل مجدداً الى الدورة الثانية لاستئناف الجلسة، ويحصل ذلك على مدى سبع دورات.
وقالت كتلة تجدد بعد الاجتماع بسفراء اللجنة، اننا لن نقبل برئيس من العهد السابق بعد ان تحول لبنان من سويسرا الشرق الى بلد الكبتاغون. لم يتم طرح اسماء، ولكن المواصفات التي عرضت ترضينا. ونحن بدورنا عرضنا تخريجة لا تتعارض مع الدستور وتوضيحاً لما ورد على لسان النائب عبد المسيح، اعلنت كتلة التجدد ان ما ورد لجهة قبولها بطاولة حوار يرأسها الرئيس بري لم تطرحه ولا يمثل موقفها المنسجم مع القناعات والثوابت المعلنة في بياناتها الاسبوعية، والذي ينص على التمسك بالدستور ورفض الاعراف الهجينة.
على صعيد الانتخابات البلدية بات مؤكداً ان الامور سائرة نحو التمديد للمرة الثالثة على التوالي، بحجة الحرب الدائرة في الجنوب. وكان وزير الداخلية القاضي بسام مولوي قد حدد 12 ايار موعداً للانتخاب في جبل لبنان و19 ايار في الشمال. الا ان الاتفاقات الناشطة تحت الطاولات امنت نصاب وميثاقية الجلسة النيابية التي ستعقد للتمديد، مع العلم ان الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر لا يريدان اجراء الانتخابات لغايات باتت معروفة وقد يكون ذلك ما امن فوز مرشح التيار في نقابة المهندسين.
ويعارض التمديد كل من القوات اللبنانية والكتائب وكتلة التجدد وبعض التغييرين والمستقلين، ولن يحضروا الجلسة النيابية المتوقع ان يحدد بري موعداً لها اليوم، بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس. ولهذه الغاية اوفد الدكتور سمير جعجع رئيس القوات النائب غسان حاصباني الى بيت الكتائب، والتقى رئيس الحزب النائب سامي الجميل وشكره على الموقف الكتائبي، اثر اغتيال باسكال سليمان. وقال بيان للكتائب صدر بعد الاجتماع جاء فيه ان اللقاء كان ايضاً مناسبة لاستعراض التطورات المتسارعة في لبنان والمنطقة، كما لضرورة التنسيق في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها لبنان.
وهكذا تسير البلاد من تأجيل الى اخر، ومن فراغ يتمدد ليشمل جميع الاستحقاقات الدستورية مع ما في ذلك من تدمير للبلاد والعباد. صحيح ان اللجنة تستمع الى كل الاراء وتستخلص الايجابيات منها، الا انها لا تحمل اي جديد يدفع الى الحل. وبدل ان يسعى المجلس النيابي ويطبق الدستور لانتخاب رئيس للجمهورية واجراء انتخابات بلدية هي اكثر من ضرورية في هذه الظروف، فانه يعمل على عقد جلسة تشريعية وهذا مخالف للدستور لان المجلس هيئة انتخابية، ويمدد للبلديات للمرة الثالثة وهذا ايضاً مخالف للدستور. وسيقوم السفراء اليوم بزيارة بنشعي للقاء سليمان فرنجية، ثم بيت الكتائب للقاء سامي الجميل واركان الحزب.