في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية… شبح المجاعة يهدد السودان
قالت إيديم وسورنو مسؤولة الأمم المتحدة، الأربعاء، إن السودان يواجه «واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة»، حيث يلوح شبح المجاعة بعد نحو عام من الحرب. ونددت أمام مجلس الأمن بتقاعس المجتمع الدولي. ويواجه حوالي 18 مليون سوداني خطر المجاعة، أي بزيادة 10 ملايين شخص مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويعاني 730 ألف طفل من سوء التغذية الحاد.
قالت إيديم وسورنو المسؤولة في الأمم المتحدة، الأربعاء، أمام مجلس الأمن «من جميع النواحي وحجم الاحتياجات الإنسانية وعدد النازحين والمهددين بالجوع، يشهد السودان إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة».
واستنكرت وسورنو قائلة «يحدث استهزاء إنساني في السودان، خلف ستار من الإهمال والتقاعس الدولي. وببساطة، نحن نخذل الشعب السوداني»، متحدثة عن «اليأس» الذي يعيشه السكان.
وأدى القتال منذ 15 نيسان (أبريل) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الرجل الثاني السابق في السلطة العسكرية، إلى مقتل آلاف السودانيين ونزوح نحو ثمانية ملايين آخرين.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي دعا مطلع آذار (مارس)، إلى وقف «فوري» لإطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق.
وأضافت وسورنو «منذ ذلك الحين، يؤسفني أن أقول إنه لم يتم إحراز تقدم كبير على الأرض».
انعدام أمن غذائي
ويواجه حوالي 18 مليون سوداني خطر المجاعة، أي بزيادة 10 ملايين شخص مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويعاني 730 ألف طفل من سوء التغذية الحاد.
وفي وثيقة إلى مجلس الأمن الدولي اطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية الأسبوع الماضي، حذر غريفيث من أن خمسة ملايين سوداني قد يواجهون في غضون بضعة أشهر «انعدام أمن غذائي كارثي» بسبب الحرب الأهلية الدائرة في بلادهم.
وقال نائب مدير برنامج الأغذية العالمي كارل سكاو الأربعاء: «إذا أردنا الحؤول دون أن يشهد السودان أسوأ أزمة غذائية في العالم، فإن تنسيق الجهود (…) أمر ملح وضروري»، محذراً من انزلاق السودانيين إلى مرحلة المجاعة مع حلول موسم العجاف في أيار (مايو).
وقالت وسورنو إن «شركائنا في المجال الإنساني يتوقعون وفاة حوالي 222 ألف طفل بسبب سوء التغذية خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة» مشيرة إلى خطر وفاة الأطفال الضعفاء بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، في حين أن أكثر من 70% من المرافق الصحية خارجة عن الخدمة.
مقتل 15 شخصاً جنوب السودان
من جهة ثانية قتل، الأربعاء، 15 شخصاً، من بينهم مفوض إقليمي، عندما تعرض موكبهم لكمين في منطقة بيبور بشرق جنوب السودان قرب الحدود الإثيوبية، حسبما أفاد مسؤول كبير.
وقال وزير الإعلام في منطقة بيبور الإدارية أبراهام كيلانغ إن شباناً مسلحين يشتبه في أنهم ينتمون إلى إتنية أنيواك من مقاطعة فوشالا، نصبوا كميناً للموكب صباح الثلاثاء.
وتدور بشكل متكرر اشتباكات بين مجموعات إتنية متنافسة في جنوب السودان، وغالباً ما تنجم عن سرقة الماشية والتنازع على الموارد الطبيعية، أو رداً على هجمات سابقة.
والسلاح منتشر في جنوب السودان بعد الحرب الأهلية التي بدأت عام 2013 واستمرت خمس سنوات.
وقال كيلانغ لوكالة الأنباء الفرنسية إن الموكب كان قد قطع عشرة كيلومترات فقط عندما تعرض لإطلاق نار «أدى إلى مقتل المفوض بالإضافة إلى 14 آخرين».
ويعد جنوب السودان أحد أفقر البلدان رغم احتياطياته النفطية الكبيرة، وقد عانى من الحرب والكوارث الطبيعية المستمرة والجوع والانهيار الاقتصادي والصراع الطائفي.
وتقول الأمم المتحدة إن 80% من السكان البالغ عددهم 11 مليون نسمة سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في عام 2024.
وتم إبرام اتفاق سلام لتقاسم السلطة في عام 2018، لكن العديد من بنوده لم تنفّذ بسبب النزاعات المستمرة.
وفي كانون الثاني (يناير)، أدى قتال بين قبائل متنافسة في منطقة متنازع عليها بين السودان وجنوب السودان إلى مقتل 54 شخصاً، من بينهم اثنان من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
فرانس24/أ ف ب