الحرب والهدنة جنباً الى جنب وانتخاب رئيس للبنان مؤجل الى ما بعد عيد الفطر
الحرب والهدنة تسيران جنباً الى جنب. ففي الدوحة عقدت جولة من المفاوضات شاركت فيها اسرائيل وحماس، عاد بعدها رئيس الموساد الاسرائىلي الى تل ابيب للتشاور وذكرت الانباء الواردة من قطر ومن اسرائيل بان تفاؤلاً حذراً يخيم على الاجواء. وهناك مفاوضات صعبة ستجري في الايام المقبلة، قد تستغرق اسبوعين على الاقل لتحقيق نتائج. في هذا الوقت استمر القصف الاسرائيلي على محيط مستشفى الشفاء في غزة موقعاً المزيد من الضحايا. والمشهد عينه يخيم على الجنوب اللبناني باستمرار الغارات الجوية على مناطق عدة استهدفت البلدات والقرى الجنوبية، وقد رد حزب الله باطلاق الصواريخ على المراكز العسكرية الاسرائيلية واصاب دبابة ميركافا واعلنت القيادة الاسرائيلية عن اصابة جنديين في القصف.
على صعيد الشغور الرئاسي استمرت التحركات واعلان المواقف من هذا الاستحقاق، الذي له الاولوية على ما عداه. فقد اعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي في قداس بمناسبة عيد مار يوسف في عينطورة انه في الظرف الدقيق من حياة لبنان سياسياً واقتصادياً ومالياً وامنياً، يشعر شبابنا بعدم الاستقرار، ويفقدون الثقة بالسياسيين وبالوطن اللبناني، ترانا امام واجب اذكاء الثقة بنفوسهم وصمودهم حتى ينتهي الليل ببزوغ الفجر الجديد. واضاف: زارتنا بالامس لجنة السفراء الخماسية واطلعتنا على نشاطاتها وتطلعاتها وخريطة عملها، فتمنينا لها النجاح واعربنا عن استعدادنا لمؤازرتها… وصارحت السادة السفراء ان طريق الحل مرسوم في الدستور، وان التوافق على شخص مناف للدستور وللديمقراطية وللمنطق، في جو الانقسام السائد في البلاد. فالتوافق يعطي حق الفيتو على الاشخاص ويخلف العداوات مجاناً. ان الحل هو في الذهاب الى المجلس النيابي وانتخاب الرئيس وفقاً للمادة 95 من الدستور من بين الاشخاص المطروحة اسماؤهم او غيرهم، وكلهم جديرون، وذلك في جلسات متتالية. وبنتيجة الاقتراعات بتوافق النواب على اختيار الرئيس.
واستأنفت اللجنة الخماسية زياراتها للفاعليات اللبنانية فزارت الرئيس السابق ميشال عون الذي شدد على ضرورة ان تتوفر لدى المرشح الرئاسي النية والقدرة على معالجة الازمات التي يعاني منها لبنان، خصوصاً ما يطاول الاقتصاد والامن ومتابعة التحقيقات في الجرائم المالية.
وبعد اللقاء ادلى سفير مصر بتصريح جاء فيه: عرضنا على الرئيس عون خطتنا للتحرك في الفترة المقبلة لانتخاب رئيس… واضاف: اليوم لدينا يوم حافل باللقاءات وننتهي. وتستكمل مطلع الشهر المقبل مع باقي الكتل السياسية، وصولاً الى ارضية مشتركة تسمح لنا ان نحدث اختراقاً في هذا الملف الصعب…
بعد ذلك التقت اللجنة الدكتور سمير جعجع على مدى ساعة، اعلن بعدها رئيس القوات انه ابلغ السفراء ان المشكلة تكمن في العرقلة التي يفتعلها محور الممانعة. فهو لا يريد اجراء انتخابات رئاسية في الوقت الراهن. فهو يريدها اما على قياسه والا يقوم بتعطيلها. واضاف يجب على رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدعوة الى جلسة انتخابية مفتوحة، مع دورات متتالية لانتخاب رئيس جديد للبلاد، مستغرباً ما نشهده اليوم على هذا الصعيد في ظل وجود الدستور.
واضاف بعد فترة سنواجه معضلة تسمية رئيس حكومة. وتبعاً للدستور يسمى رئيس الحكومة المكلف. فهل المطلوب ان نعقد ايضاً جلسة حوار لتسمية رئيس جديد لمجلس الوزراء؟ كفى استهتاراً بالدستور… انهم بالفعل يدمرون البلد كله.
بعد ذلك زار السفراء الخمسة كليمنصو حيث التقوا الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط ونواب الحزب، على ان يعود السفراء الى بيروت بعد عطلة عيد الفطر لاستكمال جولتهم على الفاعليات السياسية.
ان كل هذه العرقلة تعني ان الوقت لانتخاب رئيس لم يحن بعد وان ما يجري حالياً هو لتقطيع الوقت ريثما ينتهي الوضع المتأزم في المنطقة مهما حاولوا فصل انتخابات الرئاسة عن الحرب في غزة، دون ان ننسى ان جميع ملفات المنطقة، ومن بينها ملف الرئاسة، مرتبطة كلها بانتخابات الرئاسة الاميركية التي على ضوئها سيتقرر مصير بعض القضايا المطروحة. هل هذا يعني ان انتخاب الرئيس يجب ان ينتظر الانتخابات الاميركية؟ ربما لا ولكن التطورات المتعلقة بهذا الملف قد تسرع تحقيق الاستحقاق. ولو كان السياسيون يعتبرون انتخاب الرئيس اولوية لما احتجنا الى كل هذه التعقيدات.