بايدن يسعى في نيفادا وأريزونا لاستعادة تأييد المتحدرين من أميركا اللاتينية
اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء منافسه في الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب باحتقار الأشخاص من ذوي الأصول اللاتينية، وذلك في إطار سعيه الثلاثاء لحشد دعم شريحة أساسية من الناخبين في ولايتي نيفادا وأريزونا المتأرجحتين.
ويحاول بايدن في الولايتين الغربيتين اللتين تتزايد فيهما نسبة المتحدرين من أميركا اللاتينية، احتواء تراجع شعبيته لدى هذه الشريحة التي كانت تصوّت تاريخياً للحزب الديموقراطي، غير أنها باتت تميل أكثر إلى تأييد خصمه الجمهوري.
وقال بايدن لقناة «يونيفيجين» الناطقة بالإسبانية في مقابلة أذيعت الثلاثاء «هذا الرجل يحتقر اللاتينيين».
وسلّط بايدن الضوء على استخدام ترامب المتكرر للخطاب المناهض للمهاجرين، مثل اتهامهم بأنهم «يسممون دماء البلاد» وتخطيطه لعمليات ترحيل جماعية لهم في حال انتخابه.
وأضاف بايدن «كان اللاتينيون أساسيين في الفوز الذي حققته عام 2020 وسيكونون كذلك مرة أخرى»، مؤكداً «أنا أعمل بجهد لكسب أصواتهم».
وخلال جولته التي تستمر ثلاثة أيام في الولايتين الغربيتين وبدأت الثلاثاء من نيفادا، من المقرر أن يطلق بايدن حملة خاصة تحت اسم «لاتينيون مع بايدن هاريس» تتضمن حملة إعلانية تلفزيونية كبيرة.
كما يركز بايدن البالغ 81 عاماً في جولته على انجازاته الاقتصادية وقضايا مثل الإجهاض والهجرة التي يعتقد الديموقراطيون أنها هامة للناخبين اللاتينيين.
وقالت مديرة الحملة جولي رودريغيز في بيان أنه «مع الحق في الإجهاض على المحكّ في أريزونا ونيفادا، ومع وظائف جديدة بأجور جيدة يمكن التباهي بها في قطاعي الطاقة الخضراء والمكونات الإلكترونية، ومع النقابات خلفنا»، فإن جو بايدن ونائبته كامالا هاريس «في موقع جيد للاستمرار في الفوز بناخبين في جنوب غرب» البلاد.
واعتبرت رودريغيز أنه لدى ترامب «أجندة مناهضة لذوي الاصول اللاتينية».
سباق محموم
وحاول بايدن في لاس فيغاس الرد على مزاعم الرئيس السابق بأن الأميركيين في عهد ترامب كانوا أفضل حالاً.
وقال بايدن في كلمة هناك «أثناء سفري عبر البلاد، يخبرني أشخاص في أحيان كثيرة كيف كان وضعهم متعثراً عام 2020. فقدوا أعمالهم وفقدوا الثقة في النظام».
وأضاف «لكن القوانين التي مررناها، والعمل الذي قمنا به معا، أوقفهم مجدداً على أقدامهم. لدينا الكثير لنفعله. بالنسبة الى الكثير من الأشخاص الذين يحلمون بالحصول على منزل جيد وما زالوا يشعرون بأن ذلك بعيد المنال. أخذت علماً بذلك».
وبعد نيفادا، ينتقل بايدن إلى فينيكس بولاية أريزونا التي شهدت إحدى أشدّ المعارك الانتخابية في 2020.
وشكلت الولاية التي يقع ضمن نطاقها الغراند كانيون السباق الأقرب خلال المواجهة الأولى بين الرجلين قبل أربع سنوات، حيث تغلب بايدن على ترامب بفارق 10،457 صوتاً فقط، أو بنسبة 0،3%.
أخيراً يتوجه بايدن إلى دالاس وهيوستن في تكساس لحضور مهرجانات جمع تبرعات يومي الأربعاء والخميس.
ويتخلف المرشح الديموقراطي بايدن عن ترامب البالغ 77 عاماً في سلسلة من استطلاعات الرأي في ست ولايات متأرجحة رئيسية بينها أريزونا ونيفادا يُتوقع أن تكون لها الكلمة الفصل في انتخابات 5 تشرين الثاني (نوفمبر).
وعلى الرغم من وصف ترامب للمهاجرين بـ«المغتصبين» وتجار المخدرات الذين يعبرون الحدود من المكسيك، فإن الناخبين اللاتينيين باتوا يميلون أكثر إلى الجمهوريين.
وفاز بايدن بناخب لاتيني من أصل اثنين عندما تفوق على ترامب عام 2020، لكن سلسلة من استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر أن هذا الولاء بدأ يتراجع.
ونظراً لأن الجالية اللاتينية سريعة النمو وتشكل 19% من سكان الولايات المتحدة، فإن هذا الأمر يمثل مشكلة لبايدن.
وقد يكون الناخبون اللاتينيون الذين يمثلون بحسب بعض التقديرات نحو ربع الأصوات في أريزونا في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر)، يمسكون بأحد مفاتيح البيت الأبيض.
ولم يعترف ترامب إطلاقاً بهزيمته في انتخابات 2020، وتبنى الحزب الجمهوري في أريزونا نظريات المؤامرة التي أطلقها رجل الأعمال البالغ 77 عاماً منذ ذلك الحين.
وهذا ما يؤجج المخاوف من اشتداد التوتر وصولاً إلى وقوع أعمال عنف خلال الانتخابات المقبلة.
ا ف ب