تكريماً لذكرى نافالني… تعبئة لافتة أمام السفارات الروسية في أوروبا
تجمع الأحد مئات الأشخاص أمام السفارات الروسية في أوروبا تلبية لدعوة المعارضة إلى تكريم ذكرى المعارض ألكسي نافالني. ونددت أرملته يوليا نافالنيا الموجودة في برلين بانتخابات رئاسية مشوهة، وتعهدت باستكمال مسيرة زوجها الذي توفي داخل سجنه في روسيا قبل شهر من الانتخابات.
أمام السفارات الروسية في أوروبا، سُجلت تعبئة لافتة ظهر الأحد وهي الساعة التي دعت فيها المعارضة إلى تكريم ذكرى المعارض ألكسي نافالني الذي كانت أرملته موجودة في برلين حيث نددت بانتخابات رئاسية مشوهة.
وحصد فلاديمير بوتين الأحد نحو 87% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية وفق ما أظهرت النتائج الأولية، في ظل غياب المعارضة التي أهلكها القمع ولم تتمكن من تقديم مرشح.
وتعهدت يوليا نافالنيا، استكمال مسيرة زوجها الذي توفي داخل سجنه في روسيا، ودعت الناخبين إلى التوجه لصناديق الاقتراع ظهر الأحد (التاسعة ت غ) تكريماً له، والتصويت لأي مرشح آخر غير الرئيس فلاديمير بوتين.
لكن موسكو نفت حضور عدد كبير من الناخبين للمشاركة في هذه «التجمعات».
وأفادت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن «المواطنين الروس» أتوا للتصويت «منتهزين الفرصة التي وفرتها لهم بلادهم رغم كل تهديدات الغرب. أما لمن وكيف أدلوا بأصواتهم فهذا خيارهم الحر».
ووقفت نافالنيا في طابور بعيد ظهر الأحد أمام السفارة الروسية في برلين، ثم أوضحت أنها كتبت اسم زوجها الراحل على بطاقة الاقتراع.
وصرحت للصحافيين «بالتأكيد، كتبت اسم «نافالني» لأنه من غير الممكن (…) أن يقتل المعارض الرئيسي لبوتين بعد سجنه قبل شهر من الانتخابات».
وسبق أن أقامت نافالنيا اسابيع عدة في العاصمة الألمانية خلال فترة نقاهة زوجها الراحل في 2020، حين تعرض لتسميم خطير نسبه إلى الكرملين. ولدى عودته إلى روسيا في كانون الثاني (يناير) 2021، تم توقيفه فوراً قبل أن تحصل وفاته اللغز منتصف شباط (فبراير) في سجن بأقصى شمال روسيا.
أما في باريس، وقف آلاف الروس بمظلاتهم ومعاطفهم في طابور تحت المطر امتد حوالي 600 متر، في الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي.
وأفاد المعارض سيرغي غورييف القريب من ألكسي نافالني «لم يسبق أن شاهدت طوابير انتظار طويلة إلى هذا الحد. ليس فقط في باريس، بل في العالم أجمع. نعلم أن هذه الانتخابات مزورة (…) بوتين مغتصب» للسلطة.
وقال غينادي غودكوف ساخراً «إذا حصل بوتين على خمسة في المئة من الأصوات هنا، فسيكون نجاحاً بالنسبة إليه».
وفوز فلاديمير بوتين (71 عاماً) كان حتمياً في غياب أي معارضة له. ولم يتردد البعض في باريس بالتعبير عن تأييدهم له، على غرار سفيتلانا مياسنيكوفا (53 عاماً) التي اعتبرت أنه «أفضل الرؤساء».
«نجاح»
أكد ايفان زدانوف الذي يدير في فيلينوس عاصمة ليتوانيا «مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد» أن الاحتجاج ظهر الأحد شكل «نجاحاً» حتى في المدن الروسية، رغم «ترهيب» السلطات.
وتابع «إنه تجمع رمزي، لكننا نعلم أيضا أن ديكتاتوريات كثيرة تسقط بعد أحداث مماثلة».
في بلغراد، رفع العديد من المعارضين الروس لافتة أمام مكتب اقتراع كتب عليها «بوتين ليس روسيا»، على وقع تصفيق عدد من الناخبين.
وتكرر المشهد في لاهاي: آلاف من الروس أمام سفارة بلادهم على مرأى من عناصر الشرطة، بحسب وسائل الإعلام الهولندية. وارتدى بعض هؤلاء لوني المعارضة الأزرق والأبيض، فيما رفع آخرون أعلاماً أوكرانية ووضعوا وروداً أمام صورة لألكسي نافالني.
وفي تالين الإستونية، أوردت أناستاسيا كوروبوفا (44 عاماً) التي غادرت روسيا مذ كانت طفلة أنها كتبت «نافالني» على بطاقة الاقتراع، مؤكدة أن «أناساً كثيرين يؤيدون (المعارض الراحل) ولا يريدون الحرب» في أوكرانيا.
شوهدت أيضاً طوابير طويلة في سويسرا. ووقف نحو ألف روسي أمام سفارة بلادهم في برن و400 آخرون أمام الممثلية الروسية في جنيف، وفق وكالة «كيستون-ايه تي اس».
في المقابل، لم يتجاوز عددهم بضع عشرات في بريطانيا.
وفي واشنطن، وقف نحو 600 شخص أمام السفارة الروسية، حيث تم رشق معارض لبوتين بغاز مسيل للدموع، مما استدعى تدخل عناصر الشرطة.
وقالت المحامية ليوبوف سوبول القريبة من نافالني أمام الجمع «نعلم بأن أي انتخابات نزيهة كانت ستنتهي بهزيمة بوتين أمام ألكسي نافالني. إن جبان الكرملين سيواصل قمعه وعلينا أن نقف في وجهه».
فرانس24/ أ ف ب