اسرائيل توسع القصف من الجنوب الى البقاع وتدفع لبنان الى حافة الحرب الشاملة
لم يعد هناك مجال للشك بان لبنان الذي كان جبهة مساندة، اصبح اليوم في قلب المعركة بعدما انزلق الى الحرب. وكان لافتاً امس التصعيد الاسرائيلي الكبير الذي تجاوز الجنوب وصولاً الى البقاع، فبعدما شن العدو غارات على منطقة بعلبك واوقع فيها الضحايا والخسائر المادية، عادت طائراته امس الى البقاع وشنت غارات جوية شملت عدداً من القرى والبلدات واعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر عبر منصة اكس ان حصيلة الغارة التي استهدفت منزلاً مهجوراً في النبي شيت ومستودعاً للسجاد في سرعين، شهيدان وستة جرحى. كما قصفت مدفعية العدو الضهيرة وعلما الشعب واطراف رامية والناقورة. وعادت بعد فترة وقصفت علما الشعب في غارة ثانية. وردت المقاومة الاسلامية على هذه الاعتداءات فقصفت موقع بركة ريشا بصواريخ بركان واصابته اصابات مباشرة كما استهدفت ثكنة زرعيت بالصواريخ عينها. وتصدت لمسيرة اسرائيلية بالاسلحة المناسبة ما اجبرها على التراجع والعودة الى داخل الاراضي المحتلة. واعلنت المقاومة انها اطلقت اكثر من مئة صاروخ على مواقع العدو.
في السياق عثرت وحدات من الجيش اللبناني على مسيرة اسرائيلية تحمل صاروخاً، سقطت وتحطمت تحت الطريق العام عند مدخل بلدة حراجل الكسروانية كانت تحلق متجهة الى البقاع لتنفيذ غارة. وسارع الى المكان عناصر من القوى الامنية والخبير العسكري عملوا على تطويق المنطقة ومنعوا المرور لثلاثة ايام حتى تفكيك الصاروخ، بينما تولت وحدات الجيش نقل المسيرة المحطمة من المكان.
وفيما الحرب تتصاعد وتتوسع الى مناطق في العمق، كانت قد بقيت حتى الساعة بعيدة عن القصف، لم تحرك هذه التطورات الخطيرة القوى السياسية. فالحكومة بقيت على موقفها المتفرج متخلية عن دورها وكأن الامر لا يعنيها وتكتفي باطلاق التصريحات التي لا مفعول لها. اما المجلس النيابي فيتهمه اللبنانيون بانه يساهم في تدهور الوضع الى القعر، بامتناعه عن انتخاب رئيس للجمهورية. فكأن انزلاق لبنان الى الحرب لا يعنيه ولم يحرك فيه ساكناً. حتى ان مبادرة كتلة الاعتدال التي كانت قد لقيت التأييد والترحيب عادت تتراجع. فالرئيس نبيه بري الذي شجعها على الانطلاق في البداية واعداً بدعمها ومساعدتها، تبين ان موقفه تبدل وعرقل مسيرتها باعلانه انه سيترأس طاولة الحوار التي رفضتها المعارضة وعادت قضية الشغور الرئاسي الى نقطة الصفر.
باختصار لقد دخلنا في دائرة الخطر الشديد بالانزلاق الى الحرب وبغياب رئيس للجمهورية، وحكومة كاملة الصلاحيات، وقادرة على اتخاذ القرارات الشجاعة ومواجهة الاخطار. خصوصاً وان الحكومة الحالية تساهم في ربط لبنان بالحرب على غزة. وفي هذا السياق قال وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لدى استقباله وزير خارجية قبرص: «اطلعت الوزير كوبوس على رؤيتنا تجاه الامن والسلام على حدودنا الجنوبية ومطالبتنا بتطبيق القرار 1701، على ان السلام الكامل مع اسرائيل يأتي بعد السلام مع الفلسطينيين… ولن يكون هناك سلام كامل قبل السلام مع الفلسطينيين…». ويأتي هذا الربط فيما الوزير الاسرائيلي العنصري بن غفير يطلب من وزير الدفاع شن الحرب فوراً على لبنان ويقول نتانياهو انه سيحشد قوة كبرى لمهاجمة لبنان. الا تتطلب كل هذه التهديدات الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية يصل الى قصر بعبدا بالانتخاب لا بالفرض؟