في انتخابات تبدو محسومة النتائج سلفا لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدأ الناخبون في المناطق النائية التصويت المبكر الأحد. وشملت المناطق، التي بدأ فيها التصويت المبكر، أجزاء من أوكرانيا احتلتها روسيا خلال حربها التي دخلت نهاية الأسبوع الماضي عامها الثالث. يأتي ذلك بعد حوالي 10 أيام من وفاة المعارض الروسي ألكسي نافالني في أحد سجون بلاده.
بدأ الناخبون الروس الأحد في المناطق النائية التصويت المبكر في الإنتخابات الرئاسية. وينظم التصويت المبكر كذلك في مناطق أوكرانية احتلتها روسيا خلال الحرب المستمرة بين البلدين منذ 24 شباط (فبراير) 2024. ويجرى التصويت الاعتيادي في بقية أنحاء روسيا منتصف الشهر المقبل. وينظر إلى الرئيس فلاديمير بوتين على أنه فائز سلفاً، ليكون بذلك رئيساً لروسيا حتى عام 2030. ومنعت لجنة الانتخابات كل مرشحي المعارضة من الترشح.
وأرسلت السلطات مروحيات وعربات لجمع أصوات رعاة الرنة وغيرهم، وسط حظر على انتقاد هجوم موسكو على أوكرانيا المستمر منذ عامين، وبعد وفاة زعيم المعارضة أليكسي نافالني في السجن.
كما نظمت روسيا أيضاً تصويتاً مبكراً في المناطق المحتلة في أوكرانيا، في خطوة اعتبرت صورية.
وكانت السلطات الروسية أكدت أنها ستجري الانتخابات الرئاسية في المناطق الأربع التي ضمتها من أوكرانيا، وهي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، رغم أنها لا تسيطر على كامل أراضيها.
وتجري الانتخابات بدون مرشحين فعليين للمعارضة.
وقالت لجنة الانتخابات إن مسؤوليها استخدموا «مروحيات ومركبات رباعية الدفع ومركبات أخرى للطرق الوعرة» للوصول إلى المناطق النائية في سيبيريا لإقامة مراكز تصويت لحفنة من الناخبين.
وفي منطقة خاباروفسك بأقصى شرق البلاد، سافر مسؤولون بمروحية إلى محطة الأرصاد الجوية النائية «كور» لجمع أصوات شخصين يعملان فيها.
ورغم أن بوتين لم يسمح بمنافسة فعلية في الانتخابات، إلا أن تأمين نسبة مشاركة عالية يكتسي أهمية كبرى بالنسبة الى الكرملين الذي أكد مراراً أن المجتمع الروسي متحد خلف بوتين والهجوم ضد أوكرانيا.
وفي جمهورية ساخا الواقعة في القطب الشمالي السيبيري، قال مسؤولو الانتخابات إنهم سافروا لمدة خمس ساعات في مركبات للطرق الوعرة للوصول إلى مجتمع قبلي في جزيرة بولشوي بيغيتشيف في بحر لابتيف.
وذكروا على وسائل التواصل الاجتماعي، «كان رب الأسرة سعيداً برؤية الضيوف»، «لقد صوت أربعة ناخبين». ونشروا صوراً لمئات من حيوانات الرنة في الثلج.
وفي المناطق الأوكرانية التي تحتلها موسكو، قال مسؤولون نصبتهم موسكو إن الجنود بدأوا أيضاً التصويت في الانتخابات.
ونشر المسؤول المعين من قبل الكرملين للجزء الذي تحتله موسكو من منطقة زابوريجيا، صورة على وسائل التواصل الاجتماعي لجنود داخل مركز اقتراع مؤقت تم تمويهه.
وكان بوتين، قد أعلن في كانون الأول (ديسمبر) الماضي على هامش مراسم تقليد أوسمة في الكرملين أن «لا خيار آخر» لديه سوى الترشح للانتخابات الرئاسية، وأنه قرر خوض الانتخابات الرئاسية في آذار (مارس) المقبل، بحسب وكالات أنباء روسية.
ويقول محللون بأن بوتين لن يواجه أي منافسين رئيسيين، بل يسعى للحصول على أكبر تفويض ممكن لمحو الخلاف الداخلي بشأن النزاع في أوكرانيا.
فرانس24/أ ف ب/ رويترز