أعلنت أوكرانيا الثلاثاء أنها تتصدى لعشرات الهجمات الروسية، بينما أعلنت روسيا الثلاثاء استعادتها السيطرة على بلدة كرينكي الموجودة على الضفة المحتلة لنهر دنيبرو في جنوب أوكرانيا.
وأكّد الرئيس فولوديمير زيلينسكي الاثنين أن القوات الروسية تستغل تأخر المساعدات العسكرية الغربية ووصف الوضع بأنه «بالغ الصعوبة».
سيطرت القوات الروسية في إطار هجومها المكثف في شرق أوكرانيا وجنوبها، على مدينة أفدييفكا الرئيسية الأسبوع الماضي في اندفاعة إلى الأمام بالنسبة الى موسكو قبل حلول الذكرى الثانية للغزو في شباط (فبراير) 2022.
ويتزامن ذلك أيضاً مع الذكرى العاشرة لقتل عشرات المتظاهرين في كييف خلال ثورة أطاحت قيادة البلاد المدعومة من موسكو.
أذنت الانتفاضة حينذاك أيضاً ببدء العملية الروسية لضم القرم في جنوب أوكرانيا وانطلاق حركة انفصالية موالية لروسيا في الشرق.
وقال زيلينسكي على فايسبوك الثلاثاء «مرّت عشر سنوات على المحاولات الرامية لتدميرنا وتدمير استقلالنا».
وأضاف «لكننا صمدنا قبل عشر سنوات وسنواصل الصمود اليوم».
وأفاد مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك بأن روسيا «سعت لتحويلنا إلى مستعمرة، لكنها لم تحقق هدفها. سننتصر».
وأعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني وقوع «81 اشتباكاً قتالياً» خلال الساعات الـ24 الماضية، مضيفة أن القوات الروسية نفّذت 87 ضربة جوية.
وقُتل خمسة مدنيين في ضربة على قرية قرب الحدود الروسية في منطقة سومي الأوكرانية، وفق ما أفاد الجيش.
وذكر الجيش الأوكراني أنه يعاني من نقص خطير في الذخيرة والقذائف، وهو وضع يزداد سوءاً مع تعطّل إقرار حزمة دعم أميركية بقيمة 60 مليار دولار.
في الأثناء، أعلنت السويد الثلاثاء عن دعم عسكري قياسي جديد لأوكرانيا على شكل معدات بقيمة 7،1 مليارات كرونة أي ما يعادل حوالي 633 مليون يورو.
وقال وزير الدفاع بال يونسون في مؤتمر صحافي إن «سبب مواصلتنا دعم أوكرانيا هو مسألة إنسانية (…) بدأت روسيا حرباً غير مشروعة وغير مبررة» على أوكرانيا.
وتشمل هذه المساعدات العسكرية ذخائر مدفعية وسفناً حربية وأسلحة تستخدم تحت المياه (ألغام وطوربيدات) وصواريخ مضادة للدبابات وقنابل يدوية ومنظومات مضادة للطائرات كانت كييف تطالب بالحصول عليها.
في موسكو، سخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء من «الفرار الفوضوي» للجيش الأوكراني من مدينة أفدييفكا.
وقال بوتين خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو إن «هذا الفرار الفوضوي حصل حين أصدرت قيادة القوات المسلحة الاوكرانية أمراً بالانسحاب… كان في الحقيقة هروباً بكل معنى الكلمة».
«حرب وجودية»
قال زيلينسكي الاثنين بعدما زار القوات على خط الجبهة في منطقة خاركيف إن «الوضع بالغ الصعوبة في أجزاء عدة من خط الجبهة حيث حشدت القوات الروسية الحد الأقصى من عناصر الاحتياط. يستغلون التأخر في مساعدة أوكرانيا»، مشيراً خصوصاً إلى النقص في القذائف المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي عند خط الجبهة والأسلحة الأبعد مدى.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أكد لزيلينسكي الأحد أنه «واثق» بأن الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون سيوافق على مساعدات ثمة حاجة ملحة اليها.
ويبحث قادة دول مجموعة السبع الحرب في أوكرانيا خلال اجتماع افتراضي السبت، ومن المتوقع أن يشارك فيه زيلينسكي، وفقاً لإيطاليا التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للمجموعة.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء إنه يرى أيضاً أن الكونغرس سيقتنع بالموافقة على خطة الدعم بعد عودته من عطلته مشدداً على أن بلاده «ستواصل معركتها» بفضل الدعم الدولي.
وصرح شميغال خلال مؤتمر صحافي في طوكيو لدى سؤاله عن تنامي مشاعر «التململ من أوكرانيا» في أوساط المجتمع الدولي، «أعتبر أن الولايات المتحدة ستدعم أوكرانيا أيضاً، على غرار الاتحاد الأوروبي، كما هو الحال بالنسبة الى اليابان وكل بلدان مجموعة السبع وصندوق النقد الدولي وكل المنظمات المالية الدولية».
وتابع «لذا، لا يمكننا الحديث عن الكلل نظرا إلى أنها حرب وجودية — لا يمكنك أن تشعر بالإنهاك عندما تقاتل من أجل مستقبلك، من أجل حياتك.. من أجل النظام الأمني العالمي».
شدد بايدن على أن بلدة أوكرانية أخرى قد تسقط في يدي روسيا ما لم يقدم الدعم فيما توقع قادة الجيش الأوكرانيون أن تحرّك روسيا قواتها من أفدييفكا إلى أقسام أخرى من خط الجبهة.
وبعد سقوط أفدييفكا، أفاد «معهد دراسة الحرب» ومقره في الولايات المتحدة بأن «جهات روسية» نفّذت عملية إلكترونية «تهدف إلى إثارة الهلع في الفضاء المعلوماتي الأوكراني وإضعاف المعنويات الأوكرانية».
ا ف ب