أبرز الأخبارسياسة عربية

كولونا تدعو خلال زيارة لإسرائيل إلى هدنة «فورية» في غزة و«خفض للتصعيد» مع لبنان

من تل أبيب، وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، عبرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الأحد عن قلق بلادها «البالغ» إزاء الوضع في قطاع غزة، مطالبة بـ«هدنة جديدة فورية ومستدامة» في الحرب، وخفض التصعيد مع لبنان في ظل القصف المتبادل مع حزب الله. فيما أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك السبت «الحاجة العاجلة» لتحقيق «وقف دائم لإطلاق النار» في غزة، وذلك في مقال مشترك نشرته صحيفة «صنداي تايمز».
دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال زيارتها إسرائيل الأحد، إلى هدنة «فورية ومستدامة» في قطاع غزة وخفض التصعيد مع لبنان في ظل القصف المتبادل مع حزب الله.
وفي السياق نددت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال زيارتها الأحد قرية قرب رام الله بالعنف الذي يرتكبه المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة والذي «يقوض احتمالات التوصل إلى حل سياسي».
وقالت كولونا «هذه أعمال خطيرة تقوض احتمالات التوصل إلى حل سياسي وتضعف السلطة الفلسطينية ويمكنها أن تدفع نحو تطورات جديدة وزعزعة استقرار الضفة الغربية»، مشيرة الى ان هذا الأمر لا يصب في مصلحة إسرائيل.
وتواجه إسرائيل في الآونة الأخيرة دعوات متزايدة لهدنة جديدة في قطاع غزة في ظل الارتفاع الحاد في عدد القتلى المدنيين في الحرب بينها وبين حركة حماس.
من جانبهما، أكد كل من وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك السبت «الحاجة العاجلة» لتحقيق «وقف دائم لإطلاق النار» في غزة.
وكتب الوزيران في مقال مشترك نشرته صحيفة «صنداي تايمز» أن «عدداً كبيراً جداً من المدنيين قتلوا» في هذه الحرب، وحضا إسرائيل على إنهاء عمليتها العسكرية ضد حماس بشكل سريع ولكن «دائم» أيضاً.
وتابعا «علينا أن نفعل كل ما باستطاعتنا لتمهيد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار يؤدي إلى سلام دائم. وكلما أتى ذلك عاجلا، كان أفضل — الحاجة عاجلة».
ولفت كاميرون وبيربوك في مقالهما السبت إلى أنهما «لا يعتقدان أن الدعوة الآن إلى وقف عام وفوري لإطلاق النار، على أمل أن يصبح دائماً بطريقة ما، هو السبيل للمضي قدماً».
وأضافا أن هذا «يتجاهل سبب اضطرار إسرائيل للدفاع عن نفسها: حماس هاجمت إسرائيل بوحشية وما زالت تطلق الصواريخ لقتل المواطنين الإسرائيليين كل يوم. يجب على حماس أن تلقي سلاحها».

مقتل أحد العاملين بالمعهد الفرنسي 

وقالت فرنسا الأحد إن أحد العاملين لدى المعهد الفرنسي توفي متأثراً بجروح أصيب بها خلال هجوم إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا للصحفيين في ختام زيارة لإسرائيل والضفة الغربية إن الرجل الذي أصيب الأربعاء مواطن فلسطيني عمل لدى المعهد الفرنسي لعقود.
وذكرت الوزارة في وقت سابق أن الرجل كان يحتمي في منزل زميل من القنصلية الفرنسية مع اثنين آخرين من زملائه في العمل وعدد من أفراد أسرهم.
واندلعت الحرب في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته الحركة على جنوب الدولة العبرية، أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصاً غالبيتهم من المدنيين وقضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق الأرقام الصادرة عن السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، تنفذ الدولة العبرية قصفاً مكثفاً على القطاع وبدأت بعمليات برية اعتباراً من أواخر تشرين الأول (أكتوبر)، ما أدى إلى مقتل 18800 شخص على الأقل غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق حكومة حماس في غزة.
وأعربت كولونا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في تل أبيب عن قلق بلادها «البالغ» إزاء الوضع في قطاع غزة، مطالبة بـ«هدنة جديدة فورية ومستدامة» في الحرب.
وتابعت «قتل الكثير من المدنيين» في الجانب الفلسطيني، مؤكدة في الوقت عينه وجوب عدم نسيان ضحايا الهجوم الذي شنته حماس في الجانب الإسرائيلي.
وتطرقت خصوصاً إلى ضحايا أعمال عنف جنسي يُتهم عناصر حماس بارتكابها، وهو ما تنفيه الحركة.
وقالت كولونا «من نافل القول إن فرنسا تصدق كلمات هؤلاء النسوة الضحايا… اللواتي اضطررن لاختبار عمليات الاغتصاب والتشويه هذه».
وكانت كولونا قد وصلت إلى إسرائيل حيث التقت كوهين، ومن المقرر أن تنتقل إلى الضفة الغربية المحتلة للقاء مسؤولين فلسطينيين. أما الاثنين، فتزور الوزيرة الفرنسية بيروت.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، تشهد الحدود الشمالية للدولة العبرية مع لبنان، تبادلا للقصف بشكل يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
ويؤكد الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية حدودية، وتردّ الدولة العبرية بقصف جوي ومدفعي يطال أهدافاً عسكرية ومدنية في جنوب لبنان.

«الدبلوماسية أو القوة»

يشدد الحزب الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بحركة حماس في إطار «محور المقاومة» الذي تقوده طهران في الشرق الأوسط، على أن عملياته تأتي في إطار «إسناد» الشعب الفلسطيني و«المقاومة» في غزة.
وكان التوتر الحدودي بين لبنان وإسرائيل محور بحث في زيارة كولونا التي دعت كل الأطراف إلى «خفض التصعيد» في هذه المنطقة.
وقالت خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب تل أبيب إن «خطر التصعيد يبقى قائماً… وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضاً».
وأضافت «هذه الدعوة الى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع».
ورأى كوهين أن «بإمكان فرنسا أداء دور ايجابي وهام لمنع حرب في لبنان».
وشدد على أن «ليس لدى (إسرائيل) أي نية لفتح جبهة أخرى على حدودنا الشمالية، لكننا سنقوم بكل ما يلزم لحماية مواطنينا»، مشيراً إلى أن أكثر من 50 ألف إسرائيلي نزحوا من المناطق الحدودية في شمال إسرائيل.
وأضاف «علينا ضمان أمنهم ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم»، و«الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي إجبار حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني».
وأوضح «هناك طريقتان للقيام بذلك: إما بالدبلوماسية وإما بالقوة».
وكان مصدر دبلوماسي غربي في بيروت قد أفاد بأن «إسرائيل تريد من حزب الله أن يتراجع مسافة 40 كيلومتراً عن الحدود»، وأن الإسرائيليين يريدون على وجه الخصوص من الحزب سحب مقاتلي وحدة النخبة في صفوفه («قوة الرضوان»)، والأسلحة الثقيلة من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان.
وفي حين يرد الحزب بأن ليس له وجود علني مرئي في المنطقة الحدودية، أكد نائب أمينه العام نعيم قاسم في وقت سابق هذا الأسبوع رفض البحث في «أي وضعية للجنوب اللبناني مع أحد مع استمرار العدوان على غزة».

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق