رئيسيسياسة عربية

بلينكن يشدد من بغداد: الهجمات ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا «غير مقبولة»

الوزير الاميركي بحث مع الرئيس القبرصي فتح ممر لنقل المساعدات الى غزة

أدى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد زيارة لم يعلن عنها مسبقاً للعراق، في إطار جولته بالشرق الأوسط الهادفة لخفض التوتر بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الشهر الماضي. وشدد بلينكن في بغداد على أن الهجمات ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا «غير مقبولة على الإطلاق».
قام وزير الخارجية الأمركي أنتوني بلينكن الأحد بزيارة للعراق في إطار جولته بالشرق الأوسط الهادفة لمنع اتساع رقعة الحرب بين إسرائيل وحماس.
وفي بغداد، اعتبر بلينكن أن الهجمات ضدّ القوات الأميركية في العراق وسوريا، والتي اشتدت وتيرتها بعد بدء الحرب بين حماس وإسرائيل، «غير مقبولة على الإطلاق».
وبعد زيارة إلى الضفة الغربية المحتلة، وصل بلينكن إلى بغداد مساء في زيارة غير معلنة للعراق هي الأولى منذ توليه منصب وزير الخارجية الأميركي.
وأجرى بلينكن محادثات مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. وتريد واشنطن منع نشوب صراع أوسع في المنطقة وتكثف خطواتها الدبلوماسية مع دول المنطقة لتحقيق هذا الهدف. واستشاط سكان المنطقة غضباً بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وهبطت طائرة بلينكن في مطار بغداد الدولي ثم انتقل بطائرة هليكوبتر بلاك هوك إلى المنطقة الخضراء.
وفي مقر إقامة السفير الأميركي، جرى إطلاع بلينكن على التهديدات التي تتعرض لها المنشآت الأميركية قبل أن يتوجه إلى مكتب رئيس الوزراء العراقي.
وتوجه بلينكن إلى تركيا في وقت لاحق حيث تُنظم احتجاجات بالفعل.
وأصدرت كتائب حزب الله المدعومة من إيران تحذيراً مساء السبت قالت فيه إن زيارة بلينكن ستقابل بتصعيد غير مسبوق.
ويقول مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية إن الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على القوات الأميركية وقوات التحالف تصاعدت في العراق وسوريا منذ أن شنت حركة حماس في السابع من تشرين الأول (اكتوبر) هجمات على إسرائيل، لتشن بعدها حملة عسكرية مكثفة على غزة.
وتهدد الجماعات المسلحة العراقية المتحالفة مع إيران باستهداف المصالح الأميركية إذا تدخلت واشنطن لدعم إسرائيل ضد حماس في غزة.

رسالة «واضحة»

وقال بلينكن للصحفيين بعد لقائه مع السوداني «كان من المهم للغاية إرسال رسالة واضحة للغاية إلى أي شخص قد يسعى لاستغلال الصراع في غزة لتهديد عسكريينا هنا أو في أي مكان آخر في المنطقة. لا تفعلوا ذلك».
وتعهد السوداني بملاحقة منفذي الهجمات الصاروخية على ثلاث قواعد عسكرية في العراق تضم مستشارين للتحالف الدولي، وهي عين الأسد في غرب العراق وقاعدة عسكرية قرب مطار بغداد الدولي وقاعدة حرير في مدينة أربيل شمال العراق.
وتشن جماعة حزب الله اللبنانية، التي تحظى مثل حماس بدعم إيران، هجمات على شمال إسرائيل.
وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الجمعة إن منع نشوب صراع في المنطقة يعتمد على وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، مضيفاً أن هناك احتمالاً لتحول القتال على الجبهة اللبنانية إلى حرب شاملة.

ممر بحري لنقل المساعدات الى غزة

وفي وقت لاحق التقى بلينكن الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لبحث إقامة ممر بحري من الجزيرة الى قطاع غزة المحاصر.
وبحث بلينكن والرئيس القبرصي الوضع في الشرق الاوسط، كما أعلن المتحدث باسم الحكومة كونستانيتوس ليتيمبيوتيس على منصة اكس.
وقال إن المحادثات في مطار لارنكا تناولت «إنشاء ممر بحري مخصص في اتجاه واحد للتدفق المستمر للمساعدات الإنسانية من قبرص إلى المدنيين في غزة».
وفي وقت سابق الأحد، قال خريستودوليدس إن فرنسا والمفوضية الاوروبية واسرائيل تدعم مبادرة نيقوسيا فتح ممر إنساني بحري.
وأوضح للصحافيين «على هذا الأساس نتحدث مع الأمم المتحدة لأن الأمم المتحدة هي التي ستتلقى المساعدات وليس حماس حتى تصل إلى السكان».
بعد بحث الخطة مع قادة الاتحاد الاوروبي الشهر الماضي، قال الرئيس القبرصي إنه تحدث مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول هذه المسألة.
وأضاف أن «جمهورية قبرص تحاول، ضمن إمكاناتها، ضمان عدم انقطاع المساعدات الإنسانية لغزة».
وقال إن قبرص تقوم بهذه المبادرة باعتبارها أقرب دولة عضو في الاتحاد الاوروبي الى قطاع غزة – حوالي 370 كلم شمال غرب- فضلاً عن علاقاتها الدبلوماسية الجيدة مع الدول العربية المجاورة واسرائيل.
وأضاف خريستودوليدس «من المهم أن يؤيد كل من الرئيس الفرنسي ورئيسة المفوضية (الأوروبية) مبادرتنا. ونحن نعمل على التفاصيل لكي يمكن تنفيذها».
وقال «يجب أن نكون مستعدين في أي لحظة، وما ان تسمح الظروف بذلك، للمضي قدماً في تنفيذ هذا الاقتراح».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك محادثات مع اسرائيل بشأن وقف إطلاق النار لتقديم المساعدات الإنسانية، قال إن «إسرائيل، رئيس الوزراء نفسه، يؤيدان مبادرتنا».
وتابع «نناقش التفاصيل… لأن المنطقة البحرية المحيطة بغزة لا تسمح للسفن بالاقتراب».
الأسبوع الماضي، زار وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس الأردن ورام الله، حيث مقر السلطة الفلسطينية.
وأشرك الرئيس القبرصي أيضاً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في المحادثات.
شكلت قبرص أيضاً نقطة عبور للرعايا الأجانب الذين تم اجلاؤهم من اسرائيل منذ 7 تشرين الأول (اكتوبر) حين شنت حماس هجوماً غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية.

فرنس24/ رويترز/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق